الآيات البقرة فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ و قال تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال تعالى وَ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال سبحانه وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ و قال سبحانه وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالى وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالى وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ و قال سبحانه وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ و قال تعالى وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ و قال تعالى وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ و قال تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و قال تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ و قال تعالى وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال تعالى أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال وَ مَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ آل عمران إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ و قال فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَ غَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ و قال تعالى خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ و قال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و قال وَ اتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ و قال وَ مَأْواهُمُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ و قال وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و قال وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ و قال وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ و قال وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ و قال فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ و قال فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال فَقِنا عَذابَ النَّارِ و قال ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ
النساء 10- إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً و قال تعالى وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ و قال حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً و قال وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَ ظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً و قال وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً و قال وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً و قال تعالى فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً و قال سبحانه إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال تعالى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً و قال سبحانه أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ لا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً و قال إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً المائدة وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ و قال سبحانه وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ و قال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ الأنعام لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ الأعراف وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ الأنفال وَ أَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ و قال تعالى وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
إلى قوله وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ التوبة وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ و قال تعالى وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ و قال وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ و قال تعالى أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ و قال تعالى وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ و قال وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ و قال وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ قالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال سبحانه أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ يونس وَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ و قال تعالى ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ هود مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال تعالى وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ الرعد وَ عُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ إبراهيم وَ وَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ و قال تعالى وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ الحجر وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ النحل فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ و قال سبحانه وَ إِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ وَ إِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ وَ أَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ الإسراء وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً و قال سبحانه وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً و قال تعالى ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً و قال تعالى وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً و قال تعالى وَ يَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً و قال تعالى مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً الكهف إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً و قال تعالى إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا و قال ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَ اتَّخَذُوا آياتِي وَ رُسُلِي هُزُواً مريم فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّاثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا
طه إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحْيى و قال تعالى وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى الأنبياء وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ و قال تعالى إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَ كُلٌّ فِيها خالِدُونَ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ هُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ الحج وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ و قال فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ و قال تعالى وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ و قال وَ الَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ و قال قُلْ أَ فَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ المؤمنين وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ النور وَ مَأْواهُمُ النَّارُ وَ لَبِئْسَ الْمَصِيرُ الفرقان وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ و قال تعالى الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ سَبِيلًا و قال تعالى وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً و قال وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً العنكبوت وَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ و قال تعالى يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ يَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال سبحانه أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ لقمان فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ التنزيل وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَ ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال عز و جل وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الأحزاب إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا وَ قالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً سبأ الَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ و قال تعالى وَ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ
فاطر إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ و قال سبحانه وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ و قال سبحانه وَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ يس هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ الصافات أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ص فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ و قال سبحانه ص هذا وَ إِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسَّاقٌ وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ الزمر قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ و قال سبحانه أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ و قال تعالى أَ فَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ قِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ و قال سبحانه وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ و قال تعالى أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ و قال تعالى مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ و قال تعالى أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ المؤمن وَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ و قال وَ أَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ و قال وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ قالُوا أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ و قال إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ و قال تعالى الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ السجدة وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَ هُمْ لا يُنْصَرُونَ و قال تعالى فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ الزخرف إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
الدخان إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ الجاثية 8- فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ هذا هُدىً وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ الأحقاف وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ و قال تعالى وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَ رَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ محمد وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ و قال سبحانه كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ الفتح وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً و قال تعالى فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً ق وَ قالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ الطور يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ القمر إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ الرحمن يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ الواقعة وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ وَ كانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ وَ كانُوا يَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ الحديد وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ المجادلة وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالى حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ و قال سبحانه أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ الحشر وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ التغابن وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ التحريم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال سبحانه وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ
الملك 5- وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ وَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ الجن وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً و قال تعالى وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً و قال سبحانه وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً المزمل إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَ جَحِيماً وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ وَ عَذاباً أَلِيماً المدثر سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً و قال تعالى سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ كَلَّا وَ الْقَمَرِ وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ الدهر إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغْلالًا وَ سَعِيراً و قال وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً المرسلات انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ النبأ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً جَزاءً وِفاقاً إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً النازعات فَأَمَّا مَنْ طَغى وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى المطففين كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ البروج إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ الأعلى وَ يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحْيى الغاشية فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ الليل فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى العلق كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ البينة إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ التكاثر كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ الهمزة كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
تبت سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ الفلق قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ تفسير قال الطبرسي قدس سره فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أي لم تأتوا بسورة من مثله و قد تظاهرتم أنتم و شركاؤكم عليه وَ لَنْ تَفْعَلُوا أي و لن تأتوا بسورة من مثله أبدا فَاتَّقُوا النَّارَ أي فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبه الَّتِي وَقُودُهَا أي حطبها النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قيل إنها حجارة الكبريت لأنها أحر شيء إذا أحميت عن ابن عباس و ابن مسعود و الظاهر أن المراد بها أصنامهم المنحوتة من الحجارة كقوله إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ و قيل ذكر الحجارة دليل على عظم تلك النار لأنها لا تأكل الحجارة إلا و هي في غاية الفظاعة و الهول و قيل معناه أن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقد بها النار بتبقية الله إياها و يؤيد ذلك قوله كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها و قيل معناه أنهم يعذبون بالحجارة المحمية بالنار أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ أي خلقت و هيئت لهم لأنهم الذين يخلدون فيها و لأنهم أكثر أهل النار فأضيفت إليهم و قيل إنما خص النار بكونها معدة للكافرين و إن كانت معدة للفاسقين أيضا لأنه يريد بذلك نارا مخصوصة لا يدخلها غيرهم كما قال إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و استدل بهذه الآية على أن النار مخلوقة الآن لأن المعد لا يكون إلا موجودا و كذلك الجنة بقوله أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ و الفائدة في ذلك أنا و إن لم نشاهدهما فإن الملائكة يشاهدونهما و هم من أهل التكليف و الاستدلال فيعرفون ثواب الله للمتقين و عقابه للكافرين. و في قوله سبحانه وَ قالُوا أي اليهود لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ أي لن تصيبنا إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً أي أياما قلائل كقوله دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ و قيل معدودة محصاة قال ابن عباس و مجاهد قدم رسول الله ص المدينة و اليهود تزعم أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة و إنما نعذب بكل ألف سنة يوما واحدا ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية و قال أبو العالية و عكرمة و قتادة هي أربعون يوما لأنها عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل فقال سبحانه قُلْ يا محمد لهم أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أي موثقا لأن لا يعذبكم إلا هذه المدة و عرفتم ذلك بوحيه و تنزيله فإن كان ذلك فالله سبحانه لا ينقض عهده و ميثاقه أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أي الباطل جهلا منكم به و جرأة عليه ثم رد عليهم فقال بَلى أي ليس الأمر كما قالوا و لكن مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً اختلف في السيئة فقال ابن عباس و غيره السيئة هنا الشرك و قال الحسن هي الكبيرة الموجبة و قال السدي هي الذنوب التي أوعد الله عليها النار و القول الأول يوافق مذهبنا لأن ما عدا الشرك لا يستحق به الخلود في النار عندنا و قوله وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ يحتمل أمرين أحدهما أنها أحدقت به من كل جانب و الثاني أن المعنى أهلكته من قوله إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ و قوله وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ و قوله وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ فهذا كله بمعنى البوار و الهلكة و المراد أنها سدت عليه طريق النجاة فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ أي يصحبونها و يلازمونها هُمْ فِيها خالِدُونَ أي دائمون أبدا و الذي يليق بمذهبنا من تفسير هذه الآية قول ابن عباس لأن أهل الإيمان لا يدخلونها في حكم الآية و قوله وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ يقوي ذلك لأن المعنى قد اشتملت خطاياه عليه و أحدقت به حتى لا يجد عنها مخلصا و لا مخرجا و لو كان معه شيء من الطاعات لم تكن السيئة محيطة به من
كل وجه و قد دل الدليل على بطلان التحابط و لأن قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ فيه وعد لأهل التصديق و الطاعة بالثواب الدائم فكيف يجتمع الثواب الدائم مع العقاب الدائم و يدل أيضا على أن المراد بالسيئة في الآية الشرك أن سيئة واحدة لا تحبط جميع الأعمال عند أكثر الخصوم فلا يمكن إذا إجراء الآية على العموم فيجب أن تحمل على أكبر السيئات و هو الشرك ليمكن الجمع بين الآيتين. و في قوله تعالى وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ أي لا يمهلون الاعتذار و قيل معناه لا يؤخر العذاب عنهم بل عذابهم حاضر. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أي و لو يعلم هؤلاء الذين ظلموا باتخاذ الأنداد إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ إذ عاينوه يوم القيامة و أجرى المستقبل مجرى الماضي لتحققه كقوله وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ساد مسد مفعولي يرى و جواب لو محذوف أي لو يعلمون أن القدرة لله جميعا إذ عاينوا العذاب لندموا أشد الندم و قيل هو متعلق الجواب و المفعولان محذوفان و التقدير و لو يرى الذين ظلموا أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله كلها لا ينفع و لا يضر غيره و قرأ ابن عامر و نافع و يعقوب و لو ترى على أنه خطاب للنبي ص أي لو ترى ذلك لرأيت أمرا عظيما و ابن عامر إذ يرون على البناء للمفعول و يعقوب إن بالكسر و كذا و إن الله شديد العذاب على الاستئناف أو إضمار القول إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا بدل من إذ يرون أي إذ تبرأ المتبوعون من الأتباع و قرئ بالعكس أي تبرأ الأتباع من الرؤساء وَ رَأَوُا الْعَذابَ أي راءين له و الواو للحال و قد مضمرة و قيل عطف على تبرأ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ يحتمل العطف على تبرأ أو رأوا و الحال و الأول أظهر و الأسباب الوصل التي كانت بينهم من الاتباع و الاتفاق على الدين و الأغراض الداعية إلى ذلك و أصل السبب الحبل الذي يرتقى به الشجر
لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً لو للتمني و لذلك أجيب بالفاء أي يا ليت لنا كرة إلى الدنيا فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ ندامات و هي ثالث مفاعيل يرى إن كان من رؤية القلب و إلا فحال. و في قوله سبحانه أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ حملته الأنفة و حمية الجاهلية على الإثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه و ألزمته إياه فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كفته جزاء و عذابا و جهنم علم دار العقاب و هو في الأصل مرادف للنار و قيل معرب وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ جواب قسم مقدر و المخصوص بالذم محذوف للعلم به و المهاد الفراش و قيل ما يوطئ للجنب. و في قوله إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عام في الكفرة و قيل المراد به وفد نجران أو اليهود أو مشركو العرب مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أي من رحمته أو طاعته على معنى البدلية أو من عذابه وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ حطبها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ متصل بما قبله أي لن تغني عنهم كما لم تغن عن أولئك أو يوقد بهم كما يوقد بأولئك أو استئناف مرفوع المحل و تقديره دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر و العذاب وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ عطف على آل فرعون و قيل استئناف كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ حال بإضمار قد أو استئناف بتفسير حالهم أو خبر إن ابتدأت بالذين من قبلهم. و في قوله تعالى وَ غَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ من أن النار لن تمسهم إلا أياما قلائل أو أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم أو أنه تعالى وعد يعقوب ع أن لا يعذب أولاده إلا تحلة القسم. و في قوله مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً ملء الشيء ما يملؤه و ذهبا نصب على التمييز وَ لَوِ افْتَدى بِهِ محمول على المعنى كأنه قيل فلن يقبل من أحدهم فدية و لو افتدى بملء الأرض ذهبا أو معطوف على مضمر تقديره فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو تقرب به في الدنيا و لو افتدى به من العذاب في الآخرة أو المراد و لو افتدى بمثله و المثل يحذف و يراد كثيرا لأن المثلين في حكم شيء واحد. و في قوله أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ فيه تنبيه على أن النار بالذات معدة للكفار و بالعرض للعصاة و في قوله تعالى فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ فمن بعد عنها و الزحزحة في الأصل تكرير الزح و هو الجذب بعجلة و في قوله تعالى بِمَفازَةٍ بمنجاة مِنَ الْعَذابِ أي فائزين بالنجاة منه. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله سبحانه إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً قيل فيه وجهان أحدهما أن النار تلتهب من أفواههم و أسماعهم و آنافهم يوم القيامة ليعلم أهل الموقف أنهم أكلة أموال اليتامى
و روي عن الباقر ع أنه قال قال رسول الله ص يبعث ناس من قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا فقيل له يا رسول الله من هؤلاء فقرأ هذه الآية
و الآخر أنه ذكر ذلك على وجه المثل من حيث إن من فعل ذلك يصير إلى جهنم فيمتلئ بالنار أجوافهم عقابا على أكلهم مال اليتيم وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً النار المسعرة للإحراق و إنما ذكر البطون تأكيدا. و في قوله تعالى وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ أي يتجاوز ما حد له من الطاعات ف لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ سماه مهينا لأن الله يجعله على وجه الإهانة و من استدل بهذه الآية على أن صاحب الكبيرة من أهل الصلاة مخلد في النار و معاقب لا محالة فقوله بعيد لأن قوله تعالى وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يدل على أن المراد به من يتعدى جميع حدود الله و هذه صفة الكفار و لأن صاحب الصغيرة بلا خلاف خارج من عموم الآية و إن كان فاعلا للمعصية و متعديا حدا من حدود الله فإذا جاز لهذا القائل إخراجه منه بدليل جاز لغيره أن يخرج من عمومها من يشفع له النبي ص أو يتفضل الله عليهم بالعفو بدليل آخر و أيضا فإن التائب لا بد من إخراجه من عموم الآية لقيام الدليل على وجوب قبول التوبة فكذلك يجب إخراج من يتفضل الله عليه بإسقاط عقابه منها لقيام الدلالة على جواز وقوع التفضل بالعفو فإن جعلوا الآية دالة على أن الله سبحانه لا يختار العفو جاز لغيرهم أن يجعلها دالة على أن العاصي لا يختار التوبة على أن في المفسرين من حمل الآية على من تعدى حدود الله و عصاه مستحلا لذلك و من كان كذلك لا يكون إلا كافرا و في قوله فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً أي نجعله صلى نار و نحرقه بها. و في قوله تعالى وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً أي كفى هؤلاء المعرضين عنه في العذاب النازل بهم عذاب جهنم نارا موقدة إيقادا شديدا يريد بذلك أنه إن صرف عنهم بعض العذاب في الدنيا فقد أعد لهم جهنم في العقبي كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قيل فيه أقوال أحدها أن الله سبحانه يحدد لهم جلودا غير الجلود التي احترقت على ظاهر القرآن. و من قال على هذا إن الجلد المجدد لم يذنب فكيف يعذب فجوابه أن المعذب الحي و لا اعتبار بالأطراف و الجلود و قال علي بن عيسى إن ما يزاد لا يألم و لا هو بعض لما يألم و إنما هو شيء يصل به الألم إلى المستحق له. و ثانيها أن الله سبحانه يجددها بأن يردها إلى الحالة الأولى التي كانت عليها غير محترقة كما يقال جئتني بغير ذلك الوجه إذا كان قد تغير وجهه من الحالة الأولى و كما إذا انكسر الخاتم فاتخذ منه خاتم آخر فيقال هذا غير الخاتم الأول و إن كان أصلهما واحدا فعلى هذا يكون الجلد واحدا و إنما يتغير عليه الأحوال و هو اختيار الزجاج و البلخي و أبي علي الجبائي. و ثالثها أن التبديل إنما هو للسرابيل التي ذكرها الله سبحانه سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ و سميت السرابيل الجلود على المجاورة للزومها الجلود و هذا ترك للظاهر بغير دليل و على القولين الأخيرين لا يلزم سؤال التعذيب لغير العاصي فأما من قال إن الإنسان غير هذه الجملة المشاهدة و إنها المعذب في الحقيقة فقد تخلص من هذا السؤال. و قوله لِيَذُوقُوا الْعَذابَ معناه ليجدوا ألم العذاب و إنما قال ذلك ليبين أنهم كالمبتدأ عليهم العذاب في كل حال فيحسون في كل حالة ألما لا كمن يستمر به الشيء فيكون أخف عليه و روى الكلبي عن الحسن قال بلغنا أن جلودهم تنضح كل يوم سبعين ألف مرة.
و في قوله تعالى فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها قال جماعة من التابعين إن قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ نزلت بعد هذه الآية و قال أبو محلز هي جزاؤه إن جازاه و يروى هذا أيضا عن أبي صالح. و رواه العياشي بإسناده عن أبي عبد الله ع و روى عاصم بن أبي النجود عن ابن عباس أنه قال هي جزاؤه فإن شاء عذبه و إن شاء غفر له. و روي عن أبي صالح و بكر بن عبد الله و غيرهما أنه كما يقول الإنسان لمن يزجره عن أمر إن فعلت فجزاؤك القتل و الضرب ثم إن لم يجازه بذلك لم يكن ذلك منه كذبا و من تعلق بها من أهل الوعيد في أن مرتكب الكبيرة لا بد أن يخلد في النار فإنا نقول له ما أنكرت أن يكون المراد به من لا ثواب له أصلا بأن يكون كافرا أو يكون قتله مستحلا لقتله أو قتله لأجل إيمانه كما رواه العياشي عن الصادق ع. و في قوله تعالى أُولئِكَ مَأْواهُمْ أي مستقرهم جميعا جَهَنَّمُ وَ لا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً أي مخلصا و لا مهربا و لا معدلا. و في قوله سبحانه فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ أي في الطبق الأسفل من النار فإن النار طبقات و دركات كما أن الجنة درجات فيكون المنافق في أسفل طبقة منها لقبح فعله و قيل إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار عن ابن مسعود و ابن عباس و قيل إن الإدراك يجوز أن يكون منازل بعضها أسفل من بعض بالمسافة و يجوز أن يكون ذلك إخبارا عن بلوغ الغاية في العقاب كما يقال إن السلطان بلغ فلانا الحضيض و بلغ فلانا العرش يريدون بذلك انحطاط المنزلة و علوها لا المسافة. و في قوله تعالى يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ أي يتمنون و قيل معناه الإرادة الحقيقية أي كلما دفعتهم النار بلهبها رجوا أن يخرجوا منها و قيل معناه يكادون يخرجون منها إذا دفعتهم النار بلهبها كما قال سبحانه جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ و في قوله تعالى لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ أي ماء مغلي حار. و في قوله تعالى وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ أي يجمعون إلى النار لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ معناه ليميز الله نفقة الكافرين من نفقة المؤمنين وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ أي و يجعل نفقة المشركين بعضها فوق بعض فَيَرْكُمَهُ أي فيجمعه جَمِيعاً في الآخرة فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ فيعاقبهم به كما قال يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ الآية و قيل معناه ليميز الله الكافر من المؤمن في الدنيا بالغلبة و النصر و الأسماء الحسنة و الأحكام المخصوصة و في الآخرة بالثواب و الجنة عن أبي مسلم و قيل بأن يجعل الكافر في جهنم و المؤمن في الجنة وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ في جهنم يضيقها عليهم فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً أي يجمع الخبيث حتى يصير كالسحاب المركوم بأن يكون بعضهم فوق بعض في النار مجتمعين فيها فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أي فيدخله جهنم أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ قد خسروا أنفسهم لأنهم اشتروا بإنفاق الأموال في المعصية عذاب الله في الآخرة. و في قوله سبحانه وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي يجمعون المال و لا يؤدون زكاته.
فقد روي عن النبي ص أنه قال كل مال لم تؤد زكاته فهو كنز و إن كان ظاهرا و كل مال أديت زكاته فليس بكنز و إن كان مدفونا في الأرض
و عن علي ع ما زاد على أربعة آلاف فهو كنز أدي زكاته أو لم تؤد و ما دونها فهو نفقة
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أخبرهم بعذاب موجع يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ أي يوقد على الكنوز أو على الذهب و الفضة في نار جهنم حتى تصير نارا فَتُكْوى بِها أي بتلك الكنوز المحماة و الأموال التي منعوا حق الله فيها بأعيانها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ و إنما خص هذه الأعضاء لأنها معظم البدن و كان أبو ذر الغفاري يقول بشر الكانزين بكي في الجباه و كي في الجنوب و كي في الظهور حتى يلتقي الحر في أجوافهم و لهذا المعنى الذي أشار إليه أبو ذر خصت هذه المواضع بالكي لأن داخلها جوف بخلاف اليد و الرجل و قيل إنما خصت هذه المواضع لأن الجبهة محل الوسم لظهورها و الجنب محل الألم و الظهر محل الحدود و قيل لأن الجبهة محل السجود فلم يقم فيه بحقه و الجنب يقابل القلب الذي لم يخلص في معتقده و الظهر محل الأوزار قال يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ و قيل لأن صاحب المال إذا رأى الفقير قبض جبهته و زوى ما بين عينيه و طوى عنه كشحه و ولاه ظهره هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ أي يقال لهم في حال الكي أو بعده هذا جزاء ما كنزتم و جمعتم المال و لم تؤدوا حق الله عنها فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ أي فذوقوا العذاب بسبب ما كنزتم.
و قال رسول الله ص ما من عبد له مال و لا يؤدي زكاته إلا جمع يوم القيامة صفائح يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جبهته و جنباه و ظهره حتى يقضي الله بين عباده فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار
و روي عن أبي ذر أنه قال من ترك بيضاء أو حمراء كوي بها يوم القيامة. و في قوله وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ أي ستحيط بهم فلا مخلص لهم منها و في قوله تعالى مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أي من يجاوز حدود الله التي أمر المكلفين أن لا يتجاوزوها. و في قوله تعالى فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً هذا تهديد لهم في صورة الأمر أي فليضحك هؤلاء المنافقون في الدنيا قليلا لأن ذلك يفنى و إن دام إلى الموت و لأن الضحك في الدنيا قليل لكثرة أحزانها و همومها و ليبكوا كثيرا في الآخرة لأن ذلك يوم مقداره خمسون ألف سنة و هم فيه يبكون فصار بكاؤهم كثيرا. قال ابن عباس إن أهل النفاق ليبكون في النار مدة عمر الدنيا و لا يرقأ لهم دمع و لا يكتحلون بنوم. و في قوله عَلى شَفا جُرُفٍ الشفا حرف الشيء و شفيره و حرفه نهايته في المساحة و جرف الوادي جانبه الذي ينحفر بالماء أصله و هار البناء و انهار و تهور تساقط. و في قوله سبحانه مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ أي بين يدي هذا الجبار أو من خلفه وَ يُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ أي يسقى مما يسيل من الدم و القيح من فروج الزواني في النار عن أبي عبد الله ع و أكثر المفسرين أي لونه لون الماء و طعمه طعم الصديد.
و روى أبو أمامة عن النبي ص في قوله وَ يُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ قال يقرب إليه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه و وقع فروة رأسه فإذا شرب قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله عز و جل وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ و يقول وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
و قال رسول الله ص من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات و في بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال و هو صديد أهل النار و ما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار ف يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ رواه شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه ع
يَتَجَرَّعُهُ أي يشرب ذلك الصديد جرعة جرعة وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ أي لا يقارب أن يشربه تكرها له و هو يشربه و المعنى أن نفسه لا تقبله لحرارته و نتنه و لكن يكره عليه وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ أي يأتيه شدائد الموت و سكراته من كل موضع من جسده ظاهره و باطنه حتى يأتيه من أطراف شعره و قيل يحضره الموت من كل موضع و يأخذه من كل جانب من فوقه و تحته و عن يمينه و شماله و قدامه و خلفه عن ابن عباس و الجبائي وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ أي و مع إتيان أسباب الموت و الشدائد التي يكون معها الموت من كل جهة لا يموت فيستريح وَ مِنْ وَرائِهِ أي و من وراء هذا الكافر عَذابٌ غَلِيظٌ و هو الخلود في النار و قيل معناه و من بعد هذا العذاب الذي سبق ذكره عذاب أوجع و أشد مما تقدم و في قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً يحتمل أن يكون المراد عرفوا نعمة الله بمحمد أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.
و روي عن الصادق ع أنه قال نحن و الله نعمة الله التي أنعم بها على عباده و بنا يفوز من فاز
و يحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بها وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر و قيل هي النار بدعائهم إياهم إلى الكفر جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها تفسير لدار البوار وَ بِئْسَ الْقَرارُ قرار من قرارة النار. و في قوله تعالى وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ أي موعد إبليس و من تبعه لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ فيه قولان
أحدهما ما روي عن أمير المؤمنين ع أن جهنم لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ أطباق بعضها فوق بعض و وضع إحدى يديه على الأخرى فقال هكذا و أن الله وضع الجنان على العرض و وضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم و فوقها لظى و فوقها الحطمة و فوقها سقر و فوقها الجحيم و فوقها السعير و فوقها الهاوية
و في رواية الكلبي أسفلها الهاوية و أعلاها جهنم و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم و الثاني سعير و الثالث سقر و الرابع جحيم و الخامس لظى و السادس الحطمة و السابع الهاوية اختلفت الروايات في ذلك كما ترى و هو قول مجاهد و عكرمة و الجبائي قالوا إن أبواب النيران كإطباق اليد على اليد. و الآخر ما روي عن الضحاك قال للنار سبعة أبواب و هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم في الدنيا ثم يخرجون و الثاني فيه اليهود و الثالث فيه النصارى و الرابع فيه الصابئون و الخامس فيه المجوس و السادس فيه مشركو العرب و السابع فيه المنافقون و ذلك أن المنافقين فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و هو قول الحسن و أبي مسلم و القولان متقاربان لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ أي من الغاوين جُزْءٌ مَقْسُومٌ أي نصيب معروف. و في قوله وَ إِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ يعني الأصنام و الشياطين و الذين أشركوهم مع الله في العبادة و قيل سماهم شركاءهم لأنهم جعلوا لهم نصيبا من الزرع و الأنعام فهي إذا شركاؤهم على زعمهم قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ أي يقولون هؤلاء شركاؤنا التي أشركناها معك في الإلهية و العبادة و أضلونا عن دينك فحملهم بعض عذابنا فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ أي فقالت الأصنام و سائر ما كانوا يعبدونه من دون الله بإنطاق الله إياها لهؤلاء إنكم لكاذبون في أنا أمرناكم بعبادتنا و لكنكم اخترتم الضلال بسوء اختياركم لأنفسكم و قيل إنكم لكاذبون في قولكم إنا آلهة وَ أَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ أي استسلم المشركون و ما عبدوهم من دون الله لأمر الله و انقادوا لحكمه يومئذ و قيل معناه أن المشركين زال عنهم نخوة الجاهلية و انقادوا قسرا لا اختيارا و اعترفوا بما كانوا ينكرونه من توحيد الله وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ أي و بطل ما كانوا يأملونه و يتمنونه من الأماني الكاذبة من أن آلهتهم تشفع لهم و تنفع. قوله تعالى زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ أي عذبناهم على صدهم عن دين الله زيادة على عذاب الكفر و قيل زدناهم الأفاعي و العقارب في النار لها أنياب كالنخل الطوال عن ابن مسعود و قيل هي أنهار من صفر مذاب كالنار يعذبون بها عن ابن عباس و غيره و قيل زيدوا حيات كأمثال الفيل و البخت و العقارب كالبغال الدلم عن ابن جبير و في قوله حَصِيراً أي سجنا و محبسا. و في قوله مَدْحُوراً أي مبعدا من رحمة الله و في قوله تعالى كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً أي كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا و يكون كذلك دائما فإن قيل كيف يبقى الحي حيا في تلك الحالة من الاحتراق دائما قلنا إن الله قادر على أن يمنع وصول النار إلى مقاتلهم و في قوله تعالى إِنَّا أَعْتَدْنا أي هيأنا لِلظَّالِمِينَ أي الكافرين الذين ظلموا أنفسهم بعبادة غير الله تعالى ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها و السرادق حائط من النار يحيط بهم عن ابن عباس و قيل هو دخان النار و لهبها يصل إليهم قبل وصولهم إليها و هو الذي في قوله إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ عن قتادة و قيل أراد أن النار أحاطت بهم من جميع جوانبهم فشبه ذلك بالسرادق عن أبي مسلم وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا من شدة العطش و حر النار يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ و هو شيء أذيب كالنحاس و الرصاص و الصفر عن ابن مسعود و قيل هو كعكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه روي ذلك مرفوعا كدردي الزيت عن ابن عباس و قيل هو القيح و الدم عن مجاهد و قيل هو الذي انتهى حره عن ابن جبير و قيل إنه ماء أسود و إن جهنم سوداء و ماؤها أسود و شجرها أسود و أهلها سود عن
الضحاك يَشْوِي الْوُجُوهَ أي ينضجها عند دنوه منها و يحرقها و إنما جعل سبحانه ذلك إغاثة لاقترانه بذكر الاستغاثة بِئْسَ الشَّرابُ ذلك المهل وَ ساءَتْ النار مُرْتَفَقاً أي متكأ لهم و قيل ساءت مجتمعا مأخوذا من المرافقة و هي الاجتماع عن مجاهد و قيل منزلا مستقرا عن ابن عباس. و في قوله إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا أي منزلا و قيل أي معدة مهيأة لهم عندنا كما يهيأ النزل للضيف و في قوله تعالى لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّياطِينَ أي لنجمعنهم و لنبعثنهم من قبورهم مقرنين بأوليائهم من الشياطين و قيل و لنحشرنهم و لنحشرن الشياطين أيضا ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا أي مستوفزين على الركب و المعنى يجثون حول جهنم متخاصمين و يتبرأ بعضهم من بعض لأن المحاسبة تكون بقرب جهنم و قيل جِثِيًّا أي جماعات جماعات عن ابن عباس كأنه قيل زمرا و هي جمع جثوة و هي المجموع من التراب و الحجارة و قيل معناه قياما على الركب و ذلك لضيق المكان بهم لا يمكنهم أن يجلسوا ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أي لنستخرجن من كل جماعة أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا أي الأعتى فالأعتى منهم قال قتادة لننزعن من أهل كل دين قادتهم و رءوسهم في الشر و العتي هاهنا مصدر كالعتو و هو التمرد في العصيان و قيل نبدأ بالأكبر جرما فالأكبر عن مجاهد و أبي الأحوص ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا أي نحن أعلم بالذين هم أولى بشدة العذاب وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها أي ما منكم واحد إلا واردها و الهاء راجعة إلى جهنم فاختلف العلماء في معنى الورود على قولين أحدهما أن ورودها هو الوصول إليها و الإشراف عليها لا الدخول فيها كقوله تعالى وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ و قوله سبحانه فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ و قال الزجاج و الحجة القاطعة في ذلك قوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها فهذا يدل على أن أهل الحسنى لا يدخلون النار قالوا فمعناه أنهم واردون حول جهنم للمحاسبة و يدل عليه قوله ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ثم يدخل النار من هو أهلها و قال بعضهم إن معناه أنهم واردون عرصة القيامة التي تجمع كل بر و فاجر. و الآخر أن ورودها دخولها بدلالة قوله فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ و قوله أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها و هو قول ابن عباس و جابر و أكثر المفسرين و يدل عليه قوله ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا و لم يقل و ندخل الظالمين و إنما يقال نذر و نترك للشيء الذي قد حصل في مكانه ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم إنه للمشركين خاصة و يكون قوله وَ إِنْ مِنْكُمْ المراد به أن منهم و روي في الشواذ عن ابن عباس أنه قرأ و إن منهم و قال الأكثرون إنه خطاب لجميع المكلفين فلا يبقى مؤمن و لا فاجر إلا و يدخلها فيكون بردا و سلاما على المؤمنين و عذابا لازما للكافرين
قال السدي سألت مرة الهمداني عن هذه الآية فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم عن رسول الله ص قال يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم فأولهم كلمع البرق ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب ثم كشد الرجل ثم كمشيه
و روى أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد عن أبي سمينة قال اختلفنا في الورود فقال قوم لا يدخلها مؤمن و قال آخرون يدخلونها جميعا ثم ينجي الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فسألته فأومأ بإصبعه إلى أذنيه فقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله ص يقول الورود الدخول لا يبقى بر و لا فاجر إلا يدخلها تكون على المؤمنين بردا و سلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردها ثم ينجي الذين اتقوا
و روي مرفوعا عن يعلى بن منبه عن رسول الله ص قال يقول النار للمؤمنين يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي
و روي عن النبي ص أنه سئل عن معنى الآية فقال إن الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد و يجتمع عليها الخلق ثم ينادي المنادي أن خذي أصحابك و ذري أصحابي فو الذي نفسي بيده لهي أعرف بأصحابها من الوالدة بولدها
و روي عن الحسن أنه رأى رجلا يضحك فقال هل علمت أنك وارد النار فقال نعم قال و هل علمت أنك خارج منها قال لا قال ففيم هذا الضحك و كان الحسن لم ير ضاحكا قط حتى مات و قيل إن الفائدة في ذلك ما روي في بعض الأخبار أن الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة حتى يطلعه على النار و ما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه و كمال لطفه و إحسانه إليه فيزداد لذلك فرحا و سرورا بالجنة و نعيمها و لا يدخل أحدا النار حتى يطلعه على الجنة و ما فيها من أنواع النعيم و الثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له و حسرة على ما فاته من الجنة و نعيمها و قال مجاهد الحمى حظ كل مؤمن من النار ثم قرأ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها فعلى هذا من حم من المؤمنين فقد وردها. و قد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم
و روي أن رسول الله ص عاد مريضا فقال أبشر إن الله يقول الحمى هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من النار
كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا أي كائنا واقعا لا محالة قد قضى بأنه يكون ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا الشرك و صدقوا عن ابن عباس وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ أي و نقر المشركين و الكفار على حالهم فِيها جِثِيًّا أي باركين على ركبهم و قيل جماعات و قيل إن المراد بالظالمين كل ظالم و عاص. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها إلا واصلها و حاضر دونها يمر بها المؤمنون و هي خامدة و تنهار بغيرهم
و عن جابر أنه ع سئل عنه فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أ ليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار فيقال لهم قد وردتموها و هي خامدة
و أما قوله تعالى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ فالمراد من عذابها و قيل ورودها الجواز على الصراط فإنه محدود عليها. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً قال ابن عباس في رواية الضحاك المجرم الكافر و في رواية عطاء يعني الذي أجرم و فعل مثل ما فعل فرعون فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها فيستريح من العذاب وَ لا يَحْيى حياة فيها راحة بل هو معاقب بأنواع العقاب. و في قوله تعالى إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ يعني الأوثان حَصَبُ جَهَنَّمَ أي وقودها عن ابن عباس و قيل حطبها و أصل الحصب الرمي فالمراد أنهم يرمون فيها كما يرمى بالحصى و يسأل على هذا فيقال إن عيسى ع عبد و الملائكة قد عبدوا و الجواب أنهم لا يدخلون في الآية لأن ما لما لا يعقل و لأن الخطاب لأهل مكة و إنما كانوا يعبدون الأصنام. فإن قيل و أي فائدة في إدخال الأصنام النار قيل يعذب بها المشركون الذين عبدوها فتكون زيادة في حسرتهم و غمهم و يجوز أن يرمى بها في النار توبيخا للكفار حيث عبدوها و هي جماد لا تضر و لا تنفع و قيل إن المراد بقوله وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة غير الله فأطاعوهم فكأنهم عبدوهم كما قال يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ. أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ خطاب للكفار أي أنتم في جهنم داخلون و قيل إن معنى لها إليها لَوْ كانَ هؤُلاءِ الأصنام و الشيطان آلِهَةً كما تزعمون ما وَرَدُوها أي ما دخلوا النار وَ كُلٌّ من العابد و المعبود فِيها خالِدُونَ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ أي صوت كصوت الحمار و هو شدة تنفسهم في النار عند إحراقها لهم وَ هُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ أي لا يسمعون ما يسرهم و لا ما ينتفعون به و إنما يسمعون صوت المعذبين و صوت الملائكة الذين يعذبونهم و يسمعون ما يسوؤهم و قيل يجعلون في توابيت من نار فلا يسمعون شيئا و لا يرى أحد منهم أن في النار أحدا يعذب غيره عن ابن مسعود
قالوا و لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله بن الزبعرى إلى رسول الله ص فقال يا محمد أ لست تزعم أن عزيرا رجل صالح و أن عيسى رجل صالح و أن مريم امرأة صالحة قال بلى قال فإن هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أي الموعدة بالجنة
و قيل الحسنى السعادة أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها أي يكونون بحيث لا يسمعون صوتها الذي يحس وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ من نعيم الجنة و ملاذها خالِدُونَ أي دائمون و يقال إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى عيسى و عزير و مريم و الملائكة الذين عبدوا من دون الله و هم كارهون استثناهم الله من جملة ما يعبدون من دون الله و قيل إن الآية عامة في كل من سبقت له الموعدة بالسعادة. و في قوله تعالى فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ قال ابن عباس حين صاروا إلى جهنم ألبسوا مقطعات النيران و هي الثياب القصار و قيل يجعل لهم ثياب نحاس من نار و هي أشد ما يكون حرا عن سعيد بن جبير و قيل إن النار تحيط بهم كإحاطة الثياب التي يلبسونها يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ أي الماء المغلي فيذيب ما في بطونهم من الشحوم و يتساقط الجلود و في خبر مرفوع أنه يصب على رءوسهم الحميم فينفذ إلى أجوافهم فيسلت ما فيها يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ أي يذاب و ينضج بذلك الحميم ما فيها من الأمعاء و تذاب به الجلود و الصهر الإذابة وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ قال الليث المقمعة شبه الجرز من الحديد يضرب بها الرأس.
و روى أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله ص في قوله وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض
و قال الحسن إن النار ترميهم بلهبها حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع فهووا فيها سبعين خريفا فإذا انتهوا إلى أسفلها ضربهم زفير لهبها فلا يستقرون ساعة فذلك قوله كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها أي كلما حاولوا الخروج من النار لما يلحقهم من الغم و الكرب الذي يأخذ بأنفاسهم حين ليس لها مخرج ردوا إليها بالمقامع وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ أي و يقال لهم ذوقوا عذاب النار التي تحرقكم و الحريق الاسم من الاحتراق. و في قوله بِإِلْحادٍ الإلحاد العدول عن القصد و في قوله مُعاجِزِينَ أي مغالبين و قيل مقدرين أنهم يسبقوننا و قيل ظانين أن يعجزوا الله أي يفوتوه و لن يعجزوه و في قوله تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ أي تصيب وجوههم لفح النار و لهبها و اللفح و النفح بمعنى إلا أن اللفح أشد تأثيرا و أعظم من النفح وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ أي عابسون عن ابن عباس و قيل هو أن تتقلص شفاههم و تبدو أسنانهم كالرءوس المشوية عن الحسن أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ أي و يقال لهم أ لم يكن القرآن يقرأ عليكم و قيل أ لم تكن حججي و بيناتي و أدلتي تقرأ عليكم في دار الدنيا فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا أي شقاوتنا و هي المضرة اللاحقة في العاقبة و المعنى استعلت علينا سيئاتنا التي أوجبت لنا الشقاوة وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ أي ذاهبين عن الحق رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها من النار فَإِنْ عُدْنا لما تكره من الكفر و التكذيب و المعاصي فَإِنَّا ظالِمُونَ لأنفسنا قال الحسن هذا آخر كلام يتكلم به أهل النار ثم بعد ذلك يكون لهم شهيق كشهيق الحمار قالَ اخْسَؤُا فِيها أي ابعدوا بعد الكلب في النار و هذه اللفظة زجر للكلاب و إذا قيل ذلك للإنسان يكون للإهانة المستحقة للعقوبة وَ لا تُكَلِّمُونِ و هذه مبالغة للإذلال و الإهانة و إظهار الغضب عليهم و قيل معناه و لا تكلموني في رفع العذاب فإني لا أرفعه عنكم إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي و هم الأنبياء و المؤمنون يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ أي يدعون هذه الدعوات في الدنيا طلبا لما عندي من الثواب فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ أنتم يا معشر الكفار سِخْرِيًّا أي كنتم تهزءون بهم و قيل معناه تستعبدونهم و تصرفونهم في أعمالكم و حوائجكم كرها بغير أجر حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي أي نسيتم ذكري لاشتغالكم بالسخرية منهم
فنسب الإنساء إلى عباده المؤمنين و إن لم يفعلوا لما كانوا السبب في ذلك وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أي بصبرهم على أذاكم و سخريتكم أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ أي الظافرون بما أرادوا و الناجون في الآخرة قالَ أي قال الله تعالى للكفار يوم البعث و هو سؤال توبيخ و تبكيت لمنكري البعث كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ أي في القبور عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ لأنهم لم يشعروا بطول لبثهم و مكثهم لكونهم أمواتا و قيل إنه سؤال لهم عن مدة حياتهم في الدنيا فقالوا لبثنا يوما أو بعض يوم استقلوا حياتهم في الدنيا لطول لبثهم و مكثهم في النار عن الحسن قال و لم يكن ذلك كذبا منهم لأنهم أخبروا بما عندهم و قيل إن المراد به يوما أو بعض يوم من أيام الآخرة و قال ابن عباس أنساهم الله قدر لبثهم فيرون أنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم لعظم ما هم بصدده من العذاب فَسْئَلِ الْعادِّينَ يعني الملائكة لأنهم يحصون أعمال العباد و قيل يعني الحساب لأنهم يعدون الشهور و السنين قالَ الله تعالى إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لأن مكثكم في الدنيا أو في القبور و إن طال فإن منتهاه قليل بالإضافة إلى طول مكثكم في عذاب جهنم لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ صحة ما أخبرناكم به و قيل معناه لو كنتم تعلمون قصر أعماركم في الدنيا و طول مكثكم في الآخرة في العذاب لما اشتغلتم بالكفر و المعاصي. و في قوله سبحانه وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً أي نارا تتلظى ثم وصف ذلك السعير فقال إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ أي من مسيرة مائة عام عن السدي و الكلبي و قال أبو عبد الله ع من مسيرة سنة و نسب الرؤية إلى النار و إنما يرونها هم لأن ذلك أبلغ كأنها تراهم رؤية الغضبان الذي يزفر غيظا و ذلك قوله سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً و تغيظها تقطعها عند شدة اضطرابها و زفيرها صوتها عند شدة التهابها كالتهاب الرجل المغتاظ و التغيظ لا يسمع و إنما يعلم بدلالة الحال عليه و قيل معناه سمعوا لها صوت تغيظ و غليان قال عبيد بن عمير إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى نبي و لا ملك إلا خر لوجهه و قيل التغيظ للنار و الزفير لأهلها كأنه يقول رأوا للنار تغيظا و سمعوا لأهلها زفيرا وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً معناه و إذا ألقوا من النار في مكان ضيق يضيق عليهم كما يضيق الزج في الرمح عن أكثر المفسرين.
و في الحديث عنه ع في هذه الآية و الذي نفسي بيده إنهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط
مُقَرَّنِينَ أي مصفدين قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال و قيل قرنوا مع الشيطان في السلاسل و الأغلال عن الجبائي دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً أي دعوا بالويل و الهلاك على أنفسهم كما يقول القائل وا ثبوراه أي وا هلاكاه و قيل وا انصرافاه عن طاعة الله فتجيبهم الملائكة لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً أي لا تدعوا ويلا واحدا و ادعوا ويلا كثيرا أي لا ينفعكم هذا و إن كثر منكم قال الزجاج معناه هلاككم أكبر من أن تدعوا مرة واحدة. و في قوله تعالى الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أي يسحبون على وجوههم إلى النار و هم كفار مكة و ذلك لأنهم قالوا لمحمد و أصحابه هم شر خلق الله فأنزل الله سبحانه أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً أي منزلا و مصيرا وَ أَضَلُّ سَبِيلًا أي دينا و طريقا من المؤمنين
و روى أنس قال إن رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة
و في قوله تعالى إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً أي لازما ملحا دائما غير مفارق و في قوله يَلْقَ أَثاماً أي عقوبة و جزاء لما فعل و قيل إن أثاما اسم واد في جهنم عن ابن عمر و قتادة و مجاهد و عكرمة و في قوله تعالى يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ يعني أن العذاب و إن لم يأتهم في الدنيا فإن جهنم محيطة بهم أي جامعة لهم و هم معذبون فيها لا محالة يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ يعني أن العذاب يحيط بهم لا أنه يصل إلى موضع منهم دون موضع فلا يبقى جزء منهم إلا و هو معذب في النار عن الحسن و هو كقوله لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَ يَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي جزاء أعمالكم. و في قوله إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ أي إلى عذاب يغلظ عليهم و يصعب و في قوله سبحانه وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي أي الخبر و الوعيد لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ أي من كلا الصنفين بكفرهم بالله سبحانه و جحدهم وحدانيته ثم يقال لهم فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا أي بما فعلتم فعل من نسي لقاء جزاء هذا اليوم فتركتم ما أمركم الله به و عصيتموه و النسيان الترك إِنَّا نَسِيناكُمْ أي فعلنا معكم فعل من نسيكم من ثوابه أي ترككم من نعيمه جزاء على ترككم طاعتنا. و في قوله تعالى مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ العذاب الأكبر عذاب جهنم و أما العذاب الأدنى ففي الدنيا و قيل هو عذاب القبر و روي أيضا عن أبي عبد الله ع و الأكثر في الرواية عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أن العذاب الأدنى الدابة و الدجال. و في قوله تعالى يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ التقليب تصريف الشيء في الجهات و معناه تقلب وجوه هؤلاء السائلين عن الساعة و أشباههم من الكفار فتسود و تصفر و تصير كالحة بعد أن لم تكن و قيل معناه تنقل وجوههم من جهة إلى جهة في النار فيكون أبلغ فيما يصل إليها من العذاب يَقُولُونَ متمنين متأسفين يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ فيما أمرنا به و نهانا عنه وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا فيما دعانا إليه رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ بضلالهم في نفوسهم و إضلالهم إيانا أي عذبهم مثلي ما تعذب به غيرهم وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً مرة بعد أخرى و زدهم غضبا إلى غضبك. و في قوله لا يُقْضى عَلَيْهِمْ بالموت فَيَمُوتُوا فيستريحوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها أي و لا يسهل عليهم عذاب النار كَذلِكَ أي و مثل هذا العذاب و نظيره نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ و جاحد كثير الكفران مكذب لأنبياء الله وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها أي يتصايحون بالاستغاثة يقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا من عذاب النار نَعْمَلْ صالِحاً أي نؤمن بدل الكفر و نطيع بدل المعصية و المعنى ردنا إلى الدنيا لنعمل بالطاعات التي تأمرنا بها غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ فوبخهم الله تعالى فقال أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ أي أ لم نعطكم من العمر مقدار ما يمكن أن يتفكر و يعتبر و ينظر في أمور دينه و عواقب حاله من يريد أن يتفكر و يتذكر.
و اختلف في هذا المقدار فقيل هو ستون سنة و هو المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة
و هو إحدى الروايتين عن ابن عباس و قيل هو أربعون سنة عن ابن عباس و مسروق و قيل هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة عن وهب و قتادة و روي ذلك عن الصادق ع وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ أي المخوف من عذاب الله و هو محمد ص و قيل القرآن و قيل الشيب. و في قوله تعالى أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الزقوم ثمر شجرة منكرة جدا من قولهم تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكره و مشقة شديدة و قيل الزقوم شجرة في النار يقتاتها أهل النار لها ثمرة مرة خشنة اللمس منتنة الريح و قيل إنها معروفة من شجر الدنيا تعرفها العرب و قيل إنها لا تعرفها فقد روي أن قريشا لما سمعت هذه الآية قالت ما نعرف هذه الشجرة قال ابن الزبعري الزقوم بكلام البربر التمر و الزبد و في رواية بلغة اليمن فقال أبو جهل لجاريته يا جارية زقمينا فأتته الجارية بتمر و زبد فقال لأصحابه تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر و النار تحرق الشجر فأنزل الله سبحانه إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ أي خبرة لهم افتتنوا بها و كذبوا بكونها فصارت فتنة لهم و قيل المراد بالفتنة العذاب من قوله يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ أي يعذبون إِنَّها أي الزقوم شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أي في قعر جهنم و أغصانها ترفع إلى دركاتها عن الحسن و لا يبعد أن يخلق الله سبحانه بكمال قدرته في النار من جنس النار أو من جوهر لا تأكله النار و لا تحرقه كما أنها لا تحرق السلاسل و الأغلال و كما لا تحرق حياتها و عقاربها و كذلك الضريع و ما أشبه ذلك طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ يسأل عن هذا فيقال كيف شبه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين و هي لا تعرف و إنما يشبه الشيء بما يعرف و أجيب عنه بثلاثة أجوبة أحدها أن رءوس الشياطين ثمرة يقال لها أستن قال الأصمعي يقال له الصورم و ثانيها أن الشيطان جنس من الحيات فشبه سبحانه طلع تلك الشجرة برءوس تلك الحيات و ثالثها أن قبح صور الشياطين متصور في النفوس و لذلك يقولون لما يستقبحون جدا كأنه شيطان فشبه سبحانه طلع هذه الشجرة بما استقرت شناعته في قلوب الناس و هذا قول ابن عباس و محمد بن كعب و قال الجبائي إن الله تعالى يشوه خلق الشياطين في النار حتى أنه لو رآه راء من العباد لاستوحش منهم فلذلك شبه برءوسهم. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها يعني أن أهل النار ليأكلون من ثمرة تلك الشجرة فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ أي يملئون بطونهم منها لشدة ما يلحقهم من ألم الجوع و قد روي أن الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة و فيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلي بطونهم كغلي الحميم فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم فذلك قوله يَشْوِي الْوُجُوهَ فإذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ فذلك شرابهم و طعامهم ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها زيادة على شجرة الزقوم لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ أي خلطا و مزاجا من ماء حار يمزج ذلك الطعام بهذا الشراب و قيل إنهم يكرهون على ذلك عقوبة لهم ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ بعد أكل الزقوم و شراب الحميم لَإِلَى الْجَحِيمِ و ذلك أنهم يوردون الحميم لشربه و هو خارج من الجحيم كما تورد الإبل إلى الماء ثم يوردون إلى الجحيم و يدل على ذلك قوله يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ و الجحيم النار الموقودة و المعنى أن الزقوم و الحميم طعامهم و شرابهم و الجحيم المسعرة منقلبهم و مآبهم.
و في قوله سبحانه هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسَّاقٌ أي هذا حميم و غساق فليذوقوه و قيل معناه هذا الجزاء للطاغين فليذوقوه و أطلق عليه لفظ الذوق لأن الذائق يدرك الطعم بعد طلبه فهو أشد إحساسا به و الحميم الماء الحار و الغساق البارد الزمهرير عن ابن مسعود و ابن عباس فالمعنى أنهم يعذبون بحار الشراب الذي انتهت حرارته و ببارده الذي انتهت برودته فببرده يحرق كما يحرق النار و قيل إن الغساق عين في جهنم يسيل إليها سم كل ذات حمة من حية و عقرب و قيل هو ما يسيل من دموعهم يسقونه مع الحميم و قيل هو القيح الذي يسيل منهم يجمع و يسقونه و قيل هو عذاب لا يعلمه إلا الله وَ آخَرُ أي و ضروب أخر مِنْ شَكْلِهِ أي من جنس هذا العذاب أَزْواجٌ أي ألوان و أنواع متشابهة في الشدة لا نوع واحد هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ أي يقال لهم هذا فوج و هم قادة أهل الضلالة إذا دخلوا النار ثم يدخل الأتباع فتقول الخزنة للقادة هذا فَوْجٌ أي قطع من الناس و هم الأتباع مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ في النار دخلوها كما دخلتم عن ابن عباس و قيل يعني بالأول أولاد إبليس و بالفوج الثاني بني آدم أي يقال لبني إبليس بأمر الله هذا جمع من بني آدم مقتحم معكم يدخلون النار و عذابها و أنتم معهم عن الحسن لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ أي لا اتسعت لهم أماكنهم لأنهم لازموا النار فيكون المعنى على القول الأول أن القادة و الرؤساء يقولون للأتباع لا مرحبا بهؤلاء إنهم يدخلون النار مثلنا فلا فرج لنا في مشاركتهم إيانا فتقول الأتباع لهم بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أي لا نلتم رحبا و سعة أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا أي حملتمونا على الكفر الذي أوجب لنا هذا العذاب و دعوتمونا إليه و أما على القول الثاني فإن أولاد إبليس يقولون لا مرحبا بهؤلاء قد ضاقت أماكنهم إذ كانت النار مملوءة منا فليس لنا منهم إلا الضيق و الشدة
و هذا كما روي عن النبي ص أن النار تضيق عليهم كضيق الزج بالرمح
قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أي تقول بنو آدم لا كرامة لكم أنتم شرعتموه لنا و زينتموه في نفوسنا فَبِئْسَ الْقَرارُ الذي استقررنا عليه قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا أي يدعون عليهم بهذا إذا حصلوا في نار جهنم أي من سبب لنا هذا العذاب و دعانا إلى ما استوجبنا به ذلك فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً أي مثلا مضاعفا إلى ما يستحقه من النار أحد الضعفين لكفرهم بالله و الضعف الآخر لدعائهم إيانا إلى الكفر وَ قالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أي يقولون ذلك حين ينظرون في النار فلا يرون من كان يخالفهم فيها معهم و هم المؤمنون عن الكلبي و قيل نزلت في أبي جهل و الوليد بن المغيرة و ذويهما يقولون ما لنا لا نرى عمارا و خبابا و صهيبا و بلالا الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الذين يفعلون الشر و القبيح و لا يفعلون الخير عن مجاهد
و روى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد الله ع أنه قال أهل النار يقولون ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يعنونكم لا يرونكم في النار لا يرون و الله أحدا منكم في النار
أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ معناه أنهم يقولون لما لم يروهم في النار اتخذناهم هزوا في الدنيا فأخطأنا أم عدلت عنهم أبصارنا فلا نراهم و هم معنا في النار إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ أي ما ذكر قبل هذا لحق أي كائن لا محالة ثم بين ما هو فقال تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ يعني تخاصم الأتباع و القادة أو مجادلة أهل النار بعضهم لبعض على ما أخبر عنهم. و في قوله تعالى قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ في الحقيقة هم الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فلا ينتفعون بأنفسهم و لا يجدون في النار أهلا كما كان لهم في الدنيا أهل فقد فاتتهم المنفعة بأنفسهم و أهليهم و قيل خسروا أنفسهم بأن قذفوها بين أطباق الجحيم و خسروا أهليهم الذين أعدوا لهم في جنة النعيم عن الحسن. قال ابن عباس إن الله تعالى جعل لكل إنسان في الجنة منزلا و أهلا فمن عمل بطاعته كان له ذلك و من عصاه فصار إلى النار و دفع منزله و أهله إلى من أطاع فذلك قوله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ. أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ أي الظاهر الذي لا يخفى لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ أي سرادقات و أطباق من النار و دخانها نعوذ بالله منها وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ أي فرش و مهد منها و قيل إنما سمي ما تحتهم ظللا لأنها ظلل لمن تحتهم إذ النار أدراك و هم بين أطباقها و قيل إنما أجري اسم الظلل على قطع النار على سبيل التوسع و المجاز لأنها في مقابلة ما لأهل الجنة من الظلل و المراد أن النار تحيط بجوانبهم. و في قوله أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ اختلف في تقديره فقيل معناه أ فمن وجب عليه وعيد الله بالعقاب أ فأنت تخلصه من النار فاكتفي بذكر من في النار عن الضمير العائد إلى المبتدأ و قيل تقديره أ فأنت تنقذ من في النار منهم و أتي بالاستفهام مرتين توكيدا للتنبيه على المعنى و قال ابن الأنباري الوقف على قوله كَلِمَةُ الْعَذابِ و التقدير كمن وجبت له الجنة ثم يبتدئ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ و أراد بكلمة العذاب قوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ. و في قوله تعالى أَ فَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ تقديره أ فحال من يدفع عذاب الله بوجهه يوم القيامة كحال من يأتي آمنا لا يمسه النار و إنما قال بِوَجْهِهِ لأن الوجه أعز أعضاء الإنسان و قيل معناه أم من يلقى منكوسا فأول عضو منه مسته النار وجهه و معنى يتقي يتوقى وَ قِيلَ لِلظَّالِمِينَ يقوله خزنة النار. و في قوله إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ أي تناديهم الملائكة يوم القيامة لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ المقت أشد العداوة و البغض و المعنى أنهم لما رأوا أعمالهم و نظروا في كتابهم و أدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء صنيعهم فنودوا لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ اليوم و قيل إنهم لما تركوا الإيمان و صاروا إلى الكفر فقد مقتوا أنفسهم أعظم المقت ثم حكى سبحانه عن الكفار الذين تقدم وصفهم بعد حصولهم في النار بأنهم قالوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ اختلف في معناه على وجوه أحدها أن الإماتة الأولى
في الدنيا بعد الحياة و الثانية في القبر قبل البعث و الإحياء الأولى في القبر للمساءلة و الثانية في الحشر. و ثانيها أن الإماتة الأولى حالكونهم نطفا فأحياهم الله في الدنيا ثم أماتهم الموتة الثانية ثم أحياهم للبعث فهاتان حياتان و مماتان. و ثالثها أن الحياة الأولى في الدنيا و الثانية في القبر و لم يرد الحياة يوم القيامة و الموتة الأولى في الدنيا و الثانية في القبر فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا التي اقترفناها في الدنيا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ هذا تلطف منهم في الاستدعاء أي هل بعد الاعتراف سبيل إلى الخروج و قيل إنهم سألوا الرجوع إلى الدنيا أي هل من خروج من النار إلى الدنيا لنعمل بطاعتك ذلِكُمْ أي ذلك العذاب الذي حل بكم بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ أي إذا قيل لا إله إلا الله قلتم أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً و جحدتم ذلك وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا أي و إن يشرك به معبود آخر من الأصنام و الأوثان تصدقوا. و في قوله تعالى وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ أي و اذكر يا محمد لقومك الوقت الذي يتحاج فيه أهل النار في النار و يتخاصم الرؤساء و الأتباع فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ و هم الأتباع لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا و هم الرؤساء إِنَّا كُنَّا لَكُمْ معاشر الرؤساء تَبَعاً و كنا نمتثل أمركم و نجيبكم إلى ما تدعوننا إليه فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ لأنه يلزم الرئيس الدفع عن أتباعه المنقادين لأمره قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها أي نحن و أنتم في النار إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ بذلك بأن لا يتحمل أحد عن أحد و أنه يعاقب من أشرك به و عبد معه غيره لا محالة وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ من الأتباع و المتبوعين لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ و هم الذين يتولون عذاب أهل النار من الملائكة الموكلين بهم ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ يقولون ذلك لأنهم لا طاقة لهم على شدة العذاب و لشدة جزعهم لا أنهم يطمعون في التخفيف لأن معارفهم ضرورية يعلمون أن عقابهم لا ينقطع و لا يخفف عنهم قالُوا أي الخزنة أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ أي بالحجج و الدلالات على صحة التوحيد و النبوة أي فكفرتم و عاندتم حتى استحققتم هذا العذاب قالُوا بَلى جاءتنا الرسل و البينات فكذبناهم و جحدنا نبوتهم قالُوا فَادْعُوا أي قالت الخزنة فادعوا أنتم فإنا لا ندعو إلا بإذن الله و لم يؤذن لنا فيه و قيل إنما قالوا ذلك استخفافا بهم و قيل معناه فادعوا بالويل و الثبور وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ أي في ضياع لأنه لا ينفع. و في قوله يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ أي يجرون في الماء الحار الذي قد انتهت حرارته ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ أي ثم يقذفون في النار و قيل أي ثم يصيرون وقود النار ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أي لهؤلاء الكفار إذا دخلوا النار على وجه التوبيخ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ من أصنامكم قالُوا ضَلُّوا عَنَّا أي ضاعوا و هلكوا فلا نراهم و لا نقدر عليهم ثم يستدركون فيقولون بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً أي شيئا يستحق العبادة و لا ما ننتفع بعبادته و قيل لم نكن ندعو شيئا ينفع و يضر و يسمع و يبصر و هذا كما يقال لكل ما لا يغني شيئا هذا ليس بشيء و قيل معناه ضاعت عبادتنا لهم فلم نكن نصنع شيئا إذ عبدناها كما يقول المتحسر ما فعلت شيئا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ أي كما أضل أعمال هؤلاء و أبطل ما كانوا يأملونه كذلك يفعل بجميع من يتدين بالكفر فلا ينتفعون بشيء من أعمالهم و قيل يضل الله أعمالهم أي يبطلها و قيل يضلهم عن طريق الجنة و الثواب كما أضلهم عما اتخذوه إلها بأن صرفهم عن الطمع في نيل منفعة من جهتها ذلِكُمْ العذاب الذي نزل بكم بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ أي تأشرون و تبطرون. و في قوله تعالى أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أي نجازيهم بأقبح الجزاء على أقبح معاصيهم و هو الكفر و الشرك و خص الأسوأ بالذكر للمبالغة في الزجر و قيل معناه لنجزينهم بأسوإ أعمالهم و هي المعاصي دون غيرها مما لا يستحق به العذاب وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ يعنون إبليس الأبالسة و قابيل بن آدم أول من أبدع الكفر و الضلال و المعصية روي ذلك عن علي ع و قيل كل من دعا إلى الضلال و الكفر من الجن و الإنس و المراد باللذين جنس
الجن و الإنس نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ تمنوا لشدة عداوتهم لهم بما أضلوهم أن يجعلوهم تحت أقدامهم فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و قيل أي ندوسهما و نطؤهما بأقدامنا إذلالا لهما ليكونا من الأذلين قال ابن عباس ليكونا أشد عذابا منا. و في قوله تعالى لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ العذاب أي لا يخفف عنهم وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ آيسون من كل خير وَ نادَوْا يا مالِكُ أي يدعون خازن جهنم فيقولون يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ أي ليمتنا ربك حتى نتخلص و نستريح من هذا العذاب قالَ أي فيقول مالك مجيبا لهم إِنَّكُمْ ماكِثُونَ أي لابثون دائمون في العذاب قال ابن عباس و السدي إنما يجيبهم مالك بذلك بعد ألف سنة و قال ابن عمر بعد أربعين عاما لَقَدْ جِئْناكُمْ أي يقول الله تعالى لقد أرسلنا إليكم الرسل بِالْحَقِّ أي جاءكم رسلنا بالحق و إضافة إلى نفسه لأنه كان بأمره و قيل هو قول مالك و إنما قال قد جئناكم لأنه من الملائكة و هم من جنس الرسل وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ معاشر الخلق لِلْحَقِّ كارِهُونَ لأنكم ألفتم الباطل فكرهتم مفارقته. و في قوله طَعامُ الْأَثِيمِ أي الآثم و هو أبو جهل و روي أن أبا جهل أتى بتمر و زبد فجمع بينهما و أكل و قال هذا هو الزقوم الذي يخوفنا محمد به نحن نتزقمه أي نملأ أفواهنا به فقال سبحانه كَالْمُهْلِ و هو المذاب من النحاس أو الرصاص أو الذهب أو الفضة و قيل هو دردي الزيت يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ أي إذا حصلت في أجواف أهل النار تغلي كغلي الماء الحار الشديد الحرارة قال أبو علي الفارسي لا يجوز أن يكون المعنى يغلي المهل في البطون لأن المهل إنما ذكر للتشبيه به في الذوب أ لا ترى أن المهل لا يغلي في البطون و إنما يغلي ما يشبه به خُذُوهُ أي يقال للزبانية خذوه بالإثم فَاعْتِلُوهُ أي زعزعوه و ادفعوه بعنف و قيل معناه جروا على وجهه إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ أي إلى وسط النار ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ قال مقاتل إن خازن النار يمر به على رأسه فيذهب رأسه عن دماغه ثم يصب فيه مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ و هو الماء الذي قد انتهى حره و يقول له ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ و ذلك أنه كان يقول أنا أعز أهل الوادي و أكرمهم فيقول له الملك ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك و فيما كنت تقوله و قيل إنه على معنى النقيض فكأنه قيل إنك أنت الذليل المهين إلا أنه قيل على هذا الوجه للاستخفاف به و قيل معناه إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ في قومك الْكَرِيمُ عليهم فما أغنى عنك ذلك إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ أي ثم يقال لهم إن هذا العذاب ما كنتم تشكون فيه في الدنيا. و في قوله تعالى مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ أي من وراء ما هم فيه من التعزز بالمال و الدنيا جهنم وَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً أي لا يغني عنهم ما حصلوه و جمعوه من المال و الولد شيئا من عذاب الله وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ من الآلهة التي عبدوها لتكون شفعاءهم عند الله هذا هُدىً أي هذا القرآن الذي تلوناه و الحديث الذي ذكرناه دلالة موصلة إلى الفرق بين الحق و الباطل و الرجز العذاب. و في قوله وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ يعني يوم القيامة أي يدخلون النار كما يقال عرض فلان على السوط و قيل معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا أهوالها أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا أي فيقال لهم آثرتم طيباتكم و لذاتكم في الدنيا على طيبات الجنة وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها أي انتفعتم بها منهمكين فيها و قيل هي الطيبات من الرزق يقول أنفقتموها في شهواتكم و في ملاذ الدنيا و لم تنفقوها في مرضاة الله فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ أي العذاب الذي فيه الذل و الخزي و الهوان بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ أي باستكباركم عن الانقياد للحق في الدنيا وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ أي و بخروجكم عن طاعة الله إلى معاصيه. و في قوله وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ أي يقال لهم على وجه الاحتجاج عليهم أ ليس هذا الذي جوزيتم به حق لا ظلم فيه قالُوا أي فيقولون بَلى وَ رَبِّنا اعترفوا بذلك و حلفوا عليه بعد ما كانوا منكرين
قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أي بكفركم في الدنيا و إنكاركم. و في قوله سبحانه وَ قالَ قَرِينُهُ يعني الملك الشهيد عليه عن الحسن و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قيل قرينه الذي قيض له من الشيطان و قيل قرينه من الإنس هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ إن كان المراد به الملك فمعناه هذا حسابه حاضر لدي في هذا الكتاب أي يقول لربه كنت وكلتني به فما كتبت من عمله حاضر عندي و إن كان المراد به الشيطان أو القرين من الإنس فالمعنى هذا العذاب حاضر عندي معد لي بسبب سيئاتي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ هذا خطاب لخازن النار و العرب تأمر الواحد و القوم بما تأمر به الاثنين أ لا ترى في الشعر أكثر شيء قيلا يا صاحبي و يا خليلي و قيل إنما ثني ليدل على التكثير كأنه قال ألق ألق فثني الضمير ليدل على تكرير الفعل و قيل خطاب للملكين الموكلين به و هما السائق و الشهيد.
و روى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش أنه قال حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي و لعلي ألقيا في النار من أبغضكما و أدخلا الجنة من أحبكما و ذلك قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
و العنيد الذاهب عن الحق و سبيل الرشد مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ الذي أمر الله به من بذل المال في وجوهه مُعْتَدٍ ظالم متجاوز يتعدى حدود الله مُرِيبٍ أي شاك في الله و فيما جاء من عند الله و قيل متهم يفعل ما يرتاب بفعله و يظن به غير الجميل و قيل إنها نزلت في وليد بن المغيرة حين استشاره بنو أخيه في الإسلام فمنعهم فيكون المراد بالخير الإسلام الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ من الأصنام و الأوثان فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ هذا تأكيد للأول فكأنه قال افعلا ما أمرتكما به فإنه مستحق لذلك قالَ قَرِينُهُ أي شيطانه الذي أغواه عن ابن عباس و غيره و إنما سمي قرينه لأنه يقرن به في العذاب و قيل قرينه من الإنس و هم علماء السوء و المبتدعون رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ أي ما أضللته و ما أوقعته في الطغيان باستكراه وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ من الإيمان بَعِيدٍ أي و لكنه طغى باختياره السوء قالَ أي فيقول الله لهم لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ أي لا يخاصم بعضكم بعضا عندي وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ في دار التكليف فلم تنزجروا و خالفتم أمري ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ المعنى أن الذي قدمته لكم في دار الدنيا من أني أعاقب من جحدني و كذب رسلي و خالف أمري لا يبدل بغيره و لا يكون خلافه وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ أي لست بظالم أحدا في عقابي لمن استحقه بل هو الظالم لنفسه بارتكابه المعاصي التي استحق بها ذلك يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ متعلق بقوله ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ أو بتقدير اذكر وَ تَقُولُ جهنم هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال أنس طلبت الزيادة و قال مجاهد المعنى معنى الكفاية أي لم يبق مزيد لامتلائها و يدل على هذا القول قوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و قيل في وجه الأول إن هذا القول منها كان قبل دخول جميع أهل النار فيها و يجوز أن تكون تطلب الزيادة على أن يزاد في سعتها
كما جاء عن النبي ص أنه قيل له يوم فتح مكة أ لا تنزل دارك فقال ص و هل ترك لنا عقيل من دار لأنه باع دور بني هاشم لما خرجوا إلى المدينة
فعلى هذا يكون المعنى و هل بقي زيادة. فأما الوجه في كلام جهنم فقيل فيه وجوه أحدها أنه خرج مخرج المثل أي إن جهنم من سعتها و عظمها بمنزلة الناطقة التي إذا قيل لها هل امتلأت تقول لم أمتل و بقي في سعة كثيرة. و ثانيها أن الله سبحانه يخلق لجهنم آلة الكلام فتتكلم و هذا غير منكر لأن من أنطق الأيدي و الجوارح و الجلود قادر على أن ينطق جهنم. و ثالثها أنه خطاب لخزنة جهنم على وجه التقرير لهم هل امتلأت جهنم فيقولون بلى لم يبق موضع لمزيد ليعلم الخلق صدق وعده عن الحسن قال معناه ما من مزيد أي لا مزيد. و في قوله تعالى يَوْمَ يُدَعُّونَ أي يدفعون إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا أي دفعا بعنف و جفوة قال مقاتل هو أن تغل أيديهم إلى أعناقهم و تجمع نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعون إلى جهنم دفعا على وجوههم حتى إذا دنوا قال لهم خزنتها هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ في الدنيا ثم وبخهم لما عاينوا ما كانوا يكذبون به و هو قوله أَ فَسِحْرٌ هذا الذي ترون أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ و ذلك أنهم كانوا ينسبون محمدا ص إلى السحر و إلى أنه يغطي على الأبصار بالسحر فلما شاهدوا ما وعدوا به من العذاب وبخوا بهذا ثم يقال لهم اصْلَوْها قاسوا شدتها فَاصْبِرُوا على العذاب أَوْ لا تَصْبِرُوا عليه سَواءٌ عَلَيْكُمْ الصبر و الجزع إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ في الدنيا من المعاصي بكفركم و تكذيبكم الرسول. و في قوله تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أي في ذهاب عن وجه النجاة و طريق الجنة و في نار مسعرة و قيل أي في هلاك و ذهاب عن الحق وَ سُعُرٍ أي عناء و عذاب يَوْمَ يُسْحَبُونَ أي يجرون فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ يعني أن هذا العذاب يكون لهم في يوم يجرهم الملائكة فيه على وجوههم في النار و يقال لهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ أي إصابتها إياهم بعذابها و حرها و هو كقولهم وجدت مس الحمى و سقر جهنم و قيل هو باب من أبوابها. و في قوله تعالى فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ فتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم و أقدامهم بالغل ثم يسبحون في النار و يقذفون فيها عن الحسن و قيل تأخذهم الزبانية بنواصيهم و بأقدامهم فيسوقونهم إلى النار هذِهِ جَهَنَّمُ أي و يقال لهم هذه جهنم الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ الكافرون في الدنيا قد أظهرها الله تعالى حتى زالت الشكوك فأدخلوها و يمكن أنه لما أخبر الله تعالى أنهم يؤخذون بالنواصي و الأقدام ثم قال للنبي ص هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ أي المشركون من قومك و سيردونها فليهن عليك أمرهم يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ أي يطوفون مرة بين الجحيم و مرة بين الحميم و الجحيم النار و الحميم الشراب و قيل معناه أنهم يعذبون بالنار مرة و يجرعون من الحميم يصب عليهم ليس لهم من العذاب أبدا فرج عن ابن عباس و الآني الذي انتهت حرارته و قيل الآني الحاضر. و في قوله تعالى فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ أي في ريح حارة تدخل مسامهم و خروقهم و في ماء مغلي حار انتهت حرارته وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ أي دخان أسود شديد السواد
عن ابن عباس و غيره و قيل اليحموم جبل في جهنم يستغيث أهل النار إلى ظله ثم نعت ذلك الظل فقال لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ أي لا بارد المنزل و لا كريم المنظر و قيل لا بارد يستراح إليه لأنه دخان جهنم و لا كريم فيشتهى مثله و قيل و لا كريم أي لا منفعة فيه بوجه من الوجوه و العرب إذا أرادت نفي صفة الحمد عن الشيء نفت عنه الكرم و قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه وصفا تنوي به الذم تقول ما هو بسمين و لا كريم و ما هذه الدار بواسعة و لا كريمة. ثم ذكر سبحانه أعمالهم التي أوجبت لهم هذا فقال إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ أي كانوا في الدنيا متنعمين عن ابن عباس وَ كانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ أي الذنب العظيم و الإصرار أن يقيم عليه فلا يقلع عنه و قيل الحنث العظيم الشرك و قيل كانوا يحلفون لا يبعث الله من يموت و أن الأصنام أنداد الله. قوله فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ أي كشرب الهيم و هي الإبل التي أصابها الهيام و هو شدة العطش فلا تزال تشرب الماء حتى تموت و قيل هي الأرض الرملة التي لا تروى بالماء هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ النزل الأمر الذي ينزل عليه صاحبه و المعنى هذا طعامهم و شرابهم يوم الجزاء في جهنم. و في قوله تعالى قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً أي قوا أنفسكم النار بالصبر على طاعة الله و عن معصيته و عن اتباع الشهوات و أهليكم بدعائهم إلى طاعة الله و تعليمهم الفرائض و نهيهم عن القبائح و حثهم على أفعال الخير عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ أي غلاظ القلوب لا يرحمون أهل النار أقوياء يعني الزبانية التسعة عشر و أعوانها لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ في هذا دلالة على أن الملائكة الموكلين بالنار معصومون عن القبائح لا يخالفون الله في أوامره و نواهيه ثم حكى سبحانه ما يقال للكفار يوم القيامة فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ و ذلك أنهم إذا عذبوا يأخذون في الاعتذار فلا يلتفت إلى معاذيرهم و يقال لهم لا تعتذروا فهذا جزاء فعلكم. و في قوله وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ أي للشياطين عَذابَ السَّعِيرِ عذاب النار المسعرة المشعلة إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً أي إذا طرح الكفار في النار سمعوا للنار صوتا فظيعا مثل صوت القدر عند غليانها و فورانها فيعظم بسماع ذلك عذابهم لما يرد على قلوبهم من هوله وَ هِيَ تَفُورُ أي تغلي بهم كغلي المرجل تَكادُ تَمَيَّزُ أي تتقطع و تتمزق مِنَ الْغَيْظِ أي شدة الغضب سمى سبحانه شدة التهاب النار غيظا على الكفار لأن المغتاظ هو المتقطع مما يجد من الألم الباعث على الإيقاع بغيره فحال جهنم كحال المتغيظ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها أي كلما طرح في النار فَوْجٌ من الكفار سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ أي يقول لهم الملائكة الموكلون بالنار على وجه التبكيت لهم في صيغة الاستفهام أ لم يجئكم مخوف من جهة الله سبحانه يخوفكم عذاب هذه النار قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ أي مخوف فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أي لم نقبل منه بل قلنا ما نزل الله شيئا مما تدعونا إليه و تحذرونا منه فتقول لهم الملائكة إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ أي لستم اليوم إلا في عذاب عظيم و قيل معناه قلنا للرسل ما أنتم إلا في ضلال أي ذهاب عن الصواب كبير في قولكم أنزل الله علينا كتابا وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ من النذر ما جاءونا به و دعونا إليه و عملنا بذلك ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ قال الزجاج لو كنا نسمع سمع من يعي و يفكر و نعقل عقل من يميز و ينظر ما كنا من أهل النار فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ في ذلك الوقت الذي لا ينفعهم فيه الإقرار و الاعتراف فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ هذا دعاء عليهم أي أسحقهم الله و أبعدهم من النجاة سحقا. و في قوله وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ العادلون عن طريق الحق و الدين فَكانُوا في علم الله و حكمه لِجَهَنَّمَ حَطَباً يلقون فيها فتحرقهم كما تحرق النار الحطب أو يكون معناه فسيكونون لجهنم حطبا توقد بهم كما توقد النار بالحطب. و في قوله يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً أي يدخله عذابا شاقا شديدا متصعدا في العظم و إنما قال يسلكه لأنه تقدم ذكر الطريقة و قيل معناه عذابا ذا صعد أي ذا مشقة و في قوله تعالى إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا أي عندنا في الآخرة قيودا عظاما
لا تفك أبدا و قيل أغلالا وَ جَحِيماً و هو اسم من أسماء جهنم و قيل يعني و نارا عظيمة و لا تسمى القليلة به وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ أي ذا شوك يأخذ الحلق فلا يدخل و لا يخرج عن ابن عباس و قيل طعاما يأخذ بالحلقوم لخشونته و شدة تكرهه و قيل يعني الزقوم و الضريع و روي عن حمران بن أعين عن عبد الله بن عمر أن النبي ص سمع قارئا يقرأ هذا فصعق وَ عَذاباً أَلِيماً أي عقابا موجعا مؤلما. و في قوله سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أي سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة فيه و قيل صعود جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت و كذلك رجله في خبر مرفوع و قيل هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى إذا بلغ أعلاها أحدر إلى أسفلها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا يجذب من أمامه بسلاسل الحديد و يضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في أربعين سنة عن الكلبي. و في قوله سَأُصْلِيهِ سَقَرَ أي سأدخله جهنم و ألزمه إياها و قيل سقر دركة من دركات جهنم و قيل باب من أبوابها وَ ما أَدْراكَ أيها السامع ما سَقَرُ في شدتها و هولها و ضيقها لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ أي لا تبقي لهم لحما إلا أكلته و لا تذرهم إذا أعيدوا خلقا جديدا و قيل لا تُبْقِي شيئا إلا أحرقته وَ لا تَذَرُ أي لا إبقاء عليهم بل يبلغ مجهودهم في أنواع العذاب لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أي مغيرة للجلود و قيل لافحة للجلود حتى تدعها أشد سوادا من الليل عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ من الملائكة هم خزنتها مالك و معه ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف و أنيابهم كالصياصي يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة و مضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم و قيل معناه على سقر تسعة عشر ملكا فهم خزان سقر و للنار و دركاتها الآخر خزان آخرون و قيل إنما خصوا بهذا العدد ليوافق الخبر لما جاء به الأنبياء قبله و ما كان في الكتب المتقدمة و يكون في ذلك مصلحة للمكلفين و قال بعضهم في تخصيص هذا العدد إن تسعة عشر يجمع أكثر القليل
من العدد و أقل الكثير منه لأن العدد آحاد و عشرات و مئون و ألوف فأقل العشرات عشرة و أكثر الآحاد تسعة قالوا و لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أ تسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر و أنتم الدهم و الشجعان أ فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم قال أبو الأسد الجمحي أنا أكفيكم سبعة عشر عشرة على ظهري و سبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين فنزل وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً الآية عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و معناه و ما جعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلا ملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار و لم نجعلهم من بني آدم كما تعهدون أنتم فتطيقونهم وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا أي لم نجعلهم على هذا العدد إلا محنة و تشديدا في التكليف للذين كفروا نعم الله و جحدوا وحدانيته حتى يتفكروا فيعلموا أن الله سبحانه حكيم لا يفعل إلا ما هو حكمه و يعلموا أنه قادر على أن يزيد في قواهم ما يقدرون به على تعذيب الخلائق و لو راجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا على كافة بني آدم لقبض أرواحهم فلا يغلبونه قادر على سوق بعضهم إلى النار و جعلهم فيها بتسعة عشر من الملائكة لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ من اليهود و النصارى أنه حق و أن محمدا صادق من حيث أخبر بما هو في كتبهم من غير قراءة لها و لا تعلم منهم وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً أي يقينا بهذا العدد و بصحة نبوة محمد ص إذا أخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما في كتابهم وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ أي و لئلا يشك هؤلاء في عدد الخزنة و المعنى ليستيقن من لم يؤمن بمحمد ص و من آمن بصحة نبوته إذا تدبروا و تفكروا وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا اللام لام العاقبة أي عاقبة أمر هؤلاء أن يقولوا هذا يعني المنافقين و الكافرين و قيل معناه و لأن يقولوا ما ذا أراد الله بهذا الوصف و العدد و يتدبروه فيؤدي بهم التدبر في ذلك إلى الإيمان كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ أي مثل ما جعلنا خزنة النار ملائكة ذوي عدد محنة و اختبارا نكلف الخلق ليظهر الضلال و الهدى و أضافهما إلى نفسه لأن سبب ذلك التكليف و هو من جهته و قيل يضل عن طريق الجنة و الثواب من يشاء و يهدي من يشاء إليه وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ أي لا يعلم جنوده من كثرتها أحد إلا هو و لم يجعل خزنة النار تسعة عشر لقلة جنوده و لكن الحكمة اقتضت ذلك و قيل هذا جواب أبي جهل حين قال ما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر و قيل معناهو ما يعلم عدة الملائكة الذين خلقهم الله لتعذيب أهل النار إلا الله و المعنى أن التسعة عشر هم خزنة النار و لهم من الأعوان و الجنود ما لا يعلمه إلا الله ثم رجع إلى ذكر سقر فقال وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ أي تذكرة و موعظة للعالم ليذكروا فيتجنبوا ما يستوجبون به ذلك و قيل معناه و ما هذه النار في الدنيا إلا تذكرة للبشر من نار الآخرة حتى يتفكروا فيها فيحذروا نار الآخرة و قيل ما هذه السورة إلا تذكرة للناس و قيل و ما هذه الملائكة التسعة عشر إلا عبرة للخلق يستدلون بذلك على كمال قدرة الله تعالى و ينزجرون عن المعاصي كَلَّا أي حقا و قيل أي ليس الأمر على ما يتوهمونه من أنهم يمكنهم دفع خزنة النار و غلبتهم وَ الْقَمَرِ أقسم بالقمر لما فيه من الآيات العجيبة في طلوعه و غروبه و مسيره و زيادته و نقصانه وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ أي ولى وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ أي أضاء و أنار و قيل معناه إذا كشف الظلام و أضاء الأشخاص إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ هذا جواب القسم يعني أن سقر التي هي النار لإحدى العظائم و الكبر جمع الكبرى و قيل معناه أن آيات القرآن إحدى الكبر في الوعيد نَذِيراً لِلْبَشَرِ صفة للنار و قيل من صفة النبي ص فكأنه قال قم نذيرا و قيل من صفة الله تعالى فيكون حالا من فعل القسم المحذوف لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أي يتقدم في طاعة الله أو يتأخر عنها بالمعصية.
و روى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع أنه قال كل من تقدم إلى ولايتنا تأخر عن سقر و كل من تأخر عن ولايتنا تقدم إلى سقر
كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ أي مرهونة بعملها محبوسة به مطالبه بما كسبته من طاعة أو معصية إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ و هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم و قيل هم الذين يسلك بهم ذات اليمين فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ أي يسأل بعضهم بعضا و قيل يسألون عَنِ الْمُجْرِمِينَ أي عن حالهم و عن ذنوبهم التي استحقوا بها النار ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ هذا سؤال توبيخ أي يطلع أهل الجنة على أهل النار فيقولون لهم ما أوقعكم في النار قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ أي كنا لا نصلي الصلوات المكتوبة على ما قررها الشرع و فيه دلالة على أن الكفار مخاطبون بالعبادات وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ أي لم نكن نخرج الزكوات التي كانت واجبة علينا و الكفارات التي وجب دفعها إلى المساكين و هم الفقراء وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ أي كلما غوى غاو بالدخول في الباطل غوينا معه وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ أي نجحد يوم الجزاء حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ أي الموت على هذه الحالة و قيل حتى جاءنا العلم اليقين من ذلك بأن عايناه فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ أي شفاعة الملائكة و النبيين كما نفعت الموحدين. و في قوله سبحانه انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ أي تقول لهم الخزنة اذهبوا و سيروا إلى النار التي كنتم تجحدونها في الدنيا انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ أي نار لها ثلاث شعب سماها ظلا لسواد نار جهنم و قيل هو دخان جهنم له ثلاث شعب تحيط بالكافر شعبة تكون فوقه و شعبة عن يمينه و شعبة عن شماله فسمي الدخان ظلا كما قال أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها أي من الدخان الآخذ بالأنفاس و قيل يخرج من النار لسان فيحيط بالكافر كالسرادق فتنشعب ثلاث شعب يكون فيها حتى يفرغ من الحساب ثم وصف سبحانه ذلك الظل فقال لا ظَلِيلٍ أي غير مانع من الأذى بستره عنه فظل هذا الدخان لا يغني شيئا من حر النار و هو قوله وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ و اللهب ما يعلو على النار إذا اضطرمت من أحمر و أصفر و أخضر يعني أنهم إذا استظلوا بذلك الظل لم يدفع عنهم حر اللهب ثم وصف النار فقال إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ و هو ما تطاير من النار في الجهات كَالْقَصْرِ أي مثله في عظمه و تخويفه يتطاير على الكافرين من كل جهة نعوذ بالله منه و هو واحد القصور من البنيان و العرب تشبه الإبل بالقصور و قيل كَالْقَصْرِ أي كأصول الشجر العظام ثم شبهه في لونه بالجمالات الصفر فقال كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ أي كأنه أنيق سود لما يعتري سوادها من الصفر قال الفراء لا ترى أسود من الإبل إلا و هو مشرب صفرة و لذلك سمت العرب سود الإبل صفرا و قيل هو من الصفرة لأن النار تكون صفراء. و في قوله تعالى إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً يرصدون به أي هي معدة لهم يرصد بها خزنتها الكفار و قيل مرصادا محبسا يحبس فيه الناس و قيل طريقا منصوبا على العاصين فهو موردهم و منهلهم و هذا إشارة إلى أن جهنم للعصاة على الرصد لا يفوتونها لِلطَّاغِينَ مَآباً أي للذين جازوا حدود الله و طغوا في معصية الله مرجعا يرجعون إليه و مصيرا فكان المجرم قد كان بإجرامه فيها ثم رجع إليها لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً أي ماكثين فيها أزمانا كثيرة و ذكر فيه أقوال أحدها أن المعنى أحقابا لا انقطاع لها كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر و الحقب ثمانون سنة من سني الآخرة. و ثانيها أن الأحقاب ثلاثة و أربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا كل خريف سبعمائة سنة كل سنة ثلاث مائة و ستون يوما كل يوم ألف سنة عن مجاهد. و ثالثها أن الله تعالى لم يذكر شيئا إلا و جعل له مدة ينقطع إليها و لم يجعل لأهل النار مدة بل قال لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً فو الله ما هو إلا أنه إذا مضى حقب دخل حقب آخر ثم آخر كذلك إلى أبد الآبدين فليس للأحقاب عدة إلا الخلود في النار و لكن قد ذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة كل يوم من تلك السنين ألف سنة مما نعده. و رابعها أن المعنى لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ في تلك الأحقاب إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً ثم يلبثون يذوقون فيها غير الحميم و الغساق من أنواع العذاب فهذا توقيت لأنواع العذاب لا لمكثهم في النار و هذا أحسن الأقوال. و خامسها أنه يعني به أهل التوحيد عن خالد بن معدان.
و روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ص لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا و الحقب بضع و ستون سنة و السنة ثلاث مائة و ستون يوما كل يوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فلا يتكلن أحد على أن يخرج من النار و روى العياشي بإسناده عن حمران قال سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية فقال هذه في الذين يخرجون من النار و روي عن الأحول مثله
و قوله لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً يريد النوم و الماء عن ابن عباس قال أبو عبيدة البرد النوم هنا و قيل لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً ينفعهم من حرها وَ لا شَراباً ينقعهم من عطشها إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً و هو صديد أهل النار جَزاءً وِفاقاً أي وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظيمان و لا ذنب أعظم من الشرك و لا عذاب أعظم من النار عن مقاتل و قيل جوزوا جزاء وفق أعمالهم عن ابن عباس إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً أي فعلنا ذلك بهم لأنهم كانوا لا يخافون أن يحاسبوا و لا يؤمنون بالبعث وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أي بما جاءت به الأنبياء و قيل بالقرآن و قيل بحجج الله و لم يصدقوا بها كِذَّاباً أي تكذيبا وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً أي كل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ و قيل أي كل شيء من أعمالهم حفظناه نجازيهم به فَذُوقُوا أي فقيل لهؤلاء الكفار ذوقوا ما أنتم فيه من العذاب فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً لأن كل عذاب يأتي بعد الوقت الأول فهو زائد عليه. و في قوله إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ يعني أن هؤلاء الذين وصفهم بالكفر و الفجور محجوبون يوم القيامة عن رحمة ربهم و إحسانه و كرامته و قيل ممنوعون عن رحمته مدفوعون عن ثوابه غير مقبولين و لا مرضيين و قيل محرومون عن ثوابه و كرامته عن علي ع. و في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ أي أحرقوهم و عذبوهم بالنار. و في قوله وَ يَتَجَنَّبُهَا أي و يتجنب الذكر و الموعظة الْأَشْقَى أي أشقى العصاة و هو الذي كفر بالله و بتوحيده و عبد غيره الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى أي يلزم أكبر النيران و هي نار جهنم و النار الصغرى نار الدنيا و قيل النار الكبرى هي التي في الطبقة السفلى من جهنم لا يَمُوتُ فِيها فيستريح وَ لا يَحْيى حياة ينتفع بها بل صار حياته وبالا عليه يتمنى زوالها لما هو فيه معها من فنون العقاب و ألوان العذاب. و في قوله فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى أي تتلهب و تتوقد لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ بآيات الله و رسله وَ تَوَلَّى أي أعرض عن الإيمان وَ سَيُجَنَّبُهَا أي سيجنب النار و يجعل منها على جانب الْأَتْقَى المبالغ في التقوى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ أي ينفقه في سبيل الله يَتَزَكَّى يطلب أن يكون عند الله زكيا لا يطلب بذلك رئاء و لا سمعة قال القاضي قوله لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى لا يدل على أنه تعالى لا يدخل النار إلا الكافر على ما يقوله الخوارج و بعض المرجئة و ذلك لأنه نكر النار المذكورة و لم يعرفها فالمراد بذلك أن نارا من جملة النيران لا يصلها إلا من هذه حاله و النيران دركات على ما بينه سبحانه في سورة النساء في شأن المنافقين فمن أين عرف أن غير هذه النار لا يصلها قوم آخرون و بعد فإن الظاهر من الآية يوجب أن لا يدخل النار إلا من كذب و تولى و جمع بين الأمرين فلا بد للقوم من القول بخلافه لأنهم يوجبون النار لمن يتولى عن كثير من الواجبات و إن لم يكذب. و في قوله تعالى لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ أي إن لم يمتنع أبو جهل عن تكذيب محمد ص و إيذائه لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ النون نون التأكيد الخفيفة أي لنجرن بناصيته إلى النار و هذا كقوله فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ و معناه لنذلنه و نقيمنه مقام الأذلة ففي الأخذ بالناصية إهانة و استخفاف و قيل معناه لنغيرن وجهه و نسودنه بالنار يوم القيامة لأن السفع أثر الإحراق بالنار ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ وصفها بالكذب و الخطاء بمعنى أن صاحبها كاذب في أقواله خاطئ في أفعاله لما ذكر الجر بها أضاف
الفعل إليها قال ابن عباس لما أتى أبو جهل رسول الله ص انتهره رسول الله ص فقال أبو جهل أ تنهرني يا محمد فو الله لقد علمت ما بها أي بمكة أحد أكثر ناديا مني فأنزل الله سبحانه فَلْيَدْعُ نادِيَهُ و هذا وعيد أي فليدع أهل ناديه و مجلسه يعني عشيرته فلينتصر بهم إذا حل عقاب الله به سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ يعني الملائكة الموكلين بالنار و هم الملائكة الغلاظ الشداد. و في قوله تعالى كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ أي لو تعلمون الأمر علما يقينا لشغلكم ما تعلمون عن التفاخر و التباهي بالعز و الكثرة ثم استأنف سبحانه وعيدا آخر فقال لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ على نية القسم يعني حين تبرز الجحيم في القيامة قبل دخولهم إليها ثُمَّ لَتَرَوُنَّها يعني بعد الدخول إليها عَيْنَ الْيَقِينِ كما يقال حق اليقين و محض اليقين معناه ثم لترونها بالمشاهدة إذا دخلتموها و عذبتم بها. و في قوله تعالى لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ أي ليطرحن من وصفناه في الحطمة و هي اسم من أسماء جهنم قال مقاتل و هي تحطم العظام و تأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب ثم قال وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ تفخيما لأمرها ثم فسرها بقوله نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي المؤججة أضافها سبحانه إلى نفسه ليعلم أنها ليست كسائر النيران ثم وصفها بالإيقاد على الدوام الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أي تشرف على القلوب فتبلغها ألمها و حريقها و قيل معناه أن هذه النار تخرج من الباطن إلى الظاهر خلاف نيران الدنيا إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ يعني أنها على أهلها مطبقة تطبق أبوابها عليهم تأكيدا للإياس عن الخروج فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ و هي جمع عمود و قال أبو عبيدة كلاهما جمع عماد قال و هي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار و قال مقاتل أطبقت الأبواب عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها و حرها فلا يفتح عليهم باب و لا يدخل عليهم روح و قال الحسن يعني عمد السرادق في قوله أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها فإذا مدت تلك العمد أطبقت جهنم على أهلها نعوذ بالله منها و قال الكلبي في عمد مثل السواري ممدودة مطولة تمدد عليهم و قال ابن عباس هم في عمد أي في أغلال في أعناقهم يعذبون بها.
و روى العياشي بإسناده عن محمد بن النعمان الأحول عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال إن الكفار و المشركين يعيرون أهل التوحيد في النار و يقولون ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا و ما نحن و أنتم إلا سواء قال فيأنف لهم الرب تعالى فيقول للملائكة اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله ثم يقول للنبيين اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله ثم يقول للمؤمنين اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله و يقول الله أنا أرحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش قال ثم قال أبو جعفر ع ثم مدت العمد و أوصدت عليهم و كان و الله الخلود
و في قوله سبحانه سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ أي سيدخل نارا ذات قوة و اشتعال تلتهب عليه و هي نار جهنم وَ امْرَأَتُهُ و هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان حَمَّالَةَ الْحَطَبِ كانت تحمل الشوك و الغضا فتطرحه في طريق رسول الله ص إذا خرج إلى الصلاة و قيل معناه حمالة الخطايا فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أي في عنقها حبل من ليف و إنما وصفها بهذه الصفة تخسيسا لها و تحقيرا و قيل حبل تكون له خشونة الليف و حرارة النار و ثقل الحديد يجعل في عنقها زيادة في عذابها و قيل في عنقها سلسلة من حديد طولها سَبْعُونَ ذِراعاً تدخل من فيها و تخرج من دبرها و تدار على عنقها في النار عن ابن عباس و عروة بن الزبير و سميت السلسلة مسدا لأنها ممسودة أي مفتولة و قيل إنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر فقالت لأنفقنها في عداوة محمد ص فتكون عذابا في عنقها يوم القيامة عن سعيد بن المسيب. و في قوله سبحانه قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ الفلق الصبح لانفلاق عموده بالضياء عن الظلال و قيل الفلق المواليد لأنهم ينفلقون بالخروج من أصلاب الآباء و أرحام الأمهات و قيل جب في جهنم يتعوذ أهل جهنم من شدة حره عن السدي و رواه أبو حمزة الثمالي و علي بن إبراهيم في تفسيريهما.
1- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له يا ابن رسول الله خوفني فإن قلبي قد قسا فقال يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فإن جبرئيل جاء إلى النبي ص و هو قاطب و قد كان قبل ذلك يجيء و هو متبسم فقال رسول الله ص يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار فقال و ما منافخ النار يا جبرئيل فقال يا محمد إن الله عز و جل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها و لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سَبْعُونَ ذِراعاً وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها و لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء و الأرض لمات أهل الدنيا من ريحه قال فبكى رسول الله ص و بكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما إن ربكما يقرئكما السلام و يقول قد أمنتكما أن تذنبا ذنبا أعذبكما عليه فقال أبو عبد الله ع فما رأى رسول الله ص جبرئيل متبسما بعد ذلك ثم قال إن أهل النار يعظمون النار و إن أهل الجنة يعظمون الجنة و النعيم و إن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد و أعيدوا في دركها فهذه حالهم و هو قول الله عز و جل كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم قال أبو عبد الله ع حسبك قلت حسبي حسبي
2- ثو، ]ثواب الأعمال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن حفص بن غياث عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسقون من الحميم في الجحيم ينادون بالويل و الثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى فرجل معلق في تابوت من جمر و رجل يجر أمعاءه و رجل يسيل فوه قيحا و دما و رجل يأكل لحمه فقيل لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد قد مات و في عنقه أموال الناس لم يجد لها في نفسه أداء و لا وفاء ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا و دما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كل كلمة خبيثة فيسندها و يحاكي بها ثم يقال للذي كان يأكل لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة و يمشي بالنميمة
توضيح قال الجزري فيه إن رجلا جاء فقال إن الأبعد قد زنى معناه المتباعد عن الخير و العصمة يقال بعد بالكسر فهو باعد أي هلك و الأبعد الخائن أيضا
3- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن عبد الجبار عن ابن البطائني عن إسماعيل بن دينار عن عمرو بن ثابت عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال إن أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب و الذئاب مما يلقون من أليم العذاب فما ظنك يا عمرو بقوم لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها عطاش فيها جياع كليلة أبصارهم صم بكم عمي مسودة وجوههم خاسئين فيها نادمين مغضوب عليهم فلا يرحمون من العذاب و لا يخفف عنهم و فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ و من الحميم يشربون و من الزقوم يأكلون و بكلاليب النار يحطمون و بالمقامع يضربون و الملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون فهم في النار يسحبون على وجوههم مع الشياطين يقرنون و في الأنكال و الأغلال يصفدون إن دعوا لم يستجب لهم و إن سألوا حاجة لم تقض لهم هذه حال من دخل النار
بيان يحطمون أي يكسرون و يقطعون و في بعض النسخ بالخاء المعجمة يقال خطمه أي ضرب أنفه و بالخطام جعله على أنفه كخطمه به أو جر أنفه ليضع عليه الخطام ذكره الفيروزآبادي
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن يحيى بن أبي العلاء عن جابر عن أبي جعفر الباقر ع قال إن عبدا مكث في النار سبعين خريفا و الخريف سبعون سنة قال ثم إنه سأل الله عز و جل بحق محمد و أهل بيته لما رحمتني قال فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل ع أن اهبط إلى عبدي فأخرجه قال يا رب و كيف لي بالهبوط في النار قال إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا و سلاما قال يا رب فما علمي بموضعه قال إنه في جب من سجين قال فهبط في النار فوجده و هو معقول على وجهه فأخرجه فقال عز و جل يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار قال ما أحصيه يا رب قال أما و عزتي لو لا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار و لكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد و أهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني و بينه و قد غفرت لك اليوم
مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن الحسن بن علي الكوفي مثله بيان قال الجزري فيه فقراء أمتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف و الشتاء و يريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة و منه الحديث أن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا انتهى. أقول لما لم يكن في الآخرة يوم و ليل و شتاء و خريف يعبر عن مقدار من الزمان باليوم و بالسنة فقد يطلق اليوم على مقدار خمسين ألف سنة فكذلك عبر عن سبعين سنة هنا بالخريف لكون السبعين منتهى أعمار أكثر الناس أو لكونه بالنسبة إلى أعمار المعمرين بمنزلة الخريف الذي يأتي على الأشجار فيذهب بطراوتها و نمائها أو لغير ذلك قوله و هو معقول أي مشدود يداه و رجلاه مكبوب على وجهه
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري بإسناده عن شريح القاضي عن أمير المؤمنين ع في خطبة له طويلة حتى تشق عن القبور و تبعث إلى النشور فإن ختم لك بالسعادة صرت إلى الحبور و أنت ملك مطاع و آمن لا تراع يطوف عليكم ولدان كأنهم الجمان بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين أهل الجنة فيها يتنعمون و أهل النار فيها يعذبون هؤلاء في السندس و الحرير يتبخترون و هؤلاء في الجحيم و السعير يتقلبون هؤلاء تحشى جماجمهم بمسك الجنان و هؤلاء يضربون بمقامع النيران هؤلاء يعانقون الحور في الحجال و هؤلاء يطوقون أطواقا في النار بالأغلال فله فزع قد أعيا الأطباء و به داء لا يقبل الدواء
6- ع، ]علل الشرائع[ أبو الهيثم عبد الله بن محمد عن محمد بن علي الصائغ عن سعيد بن منصور عن سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن الحر من فيح جهنم و اشتكت النار إلى ربها فأذن لها في نفسين نفس في الشتاء و نفس في الصيف فشدة ما يجدون من الحر من فيحها و ما يجدون من البرد من زمهريرها
7- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً قال الأحقاب ثمانية أحقاب و الحقبة ثمانون سنة و السنة ثلاث مائة و ستون يوما و اليوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
إيضاح قال الجوهري الحقب بالضم ثمانون سنة و يقال أكثر من ذلك و الجمع حقاب مثل قف و قفاف و الحقبة بالكسر واحدة الحقب و هي السنون و الحقب و الأحقاب الدهور و منه قوله تعالى أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً
8- يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال قلت للرضا ع أخبرني عن الجنة و النار أ هما اليوم مخلوقتان فقال نعم و إن رسول الله ص قد دخل الجنة و رأى النار لما عرج به إلى السماء قال فقلت له فإن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ع ما أولئك منا و لا نحن منهم من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذب النبي ص و كذبنا و ليس من ولايتنا على شيء و خلد في نار جهنم قال الله عز و جل هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ الخبر
ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله
9- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر الباقر ع قال إن رسول الله ص حيث أسري به لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر و اللطف و السرور به حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه و لم يقل له شيئا فوجده قاطبا عابسا فقال يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر و اللطف و السرور منه إلا هذا فمن هذا قال هذا مالك خازن النار هكذا خلقه ربه قال فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار فقال له جبرئيل ع إن هذا محمد رسول الله ص و قد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار قال فأخرج له عنقا منها فرآها فلما أبصرها لم يكن ضاحكا حتى قبضه الله عز و جل
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن ابن بكير مثله و فيه و قد سألني أن أسألك أن تريها إياه قال فكشف له طبقا من أطباقها قال فما افتر رسول الله ص ضاحكا حتى مات
بيان افتر فلان ضاحكا بتشديد الراء أبدى أسنانه
10- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله بن هلال عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال و الله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها و لا خلت النار من أرواح الكفار و العصاة منذ خلقها عز و جل الخبر
-11 ل، ]الخصال[ القطان عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن محمد بن عبيد الله عن علي بن الحكم عن أبان عن محمد بن الفضيل عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده ع قال إن للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون و هامان و قارون و باب يدخل منه المشركون و الكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين و باب تدخل منه بنو أمية و هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد و هو باب لظى و هو باب سقر و هو باب الهاوية تهوي بهم سبعين خريفا فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم كذلك سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين و باب يدخل فيه مبغضونا و محاربونا و خاذلونا و إنه لأعظم الأبواب و أشدها حرا
بيان الخبر يحتمل وجوها الأول أنه ع لم يعد جميع الأبواب بل عد أربعة هي معظمها و اللظى و سقر و الهاوية كلها أسماء باب بني أمية و الثاني أن يكون قوله و هو باب لظى الضمير فيه راجعا إلى جنس الباب و المعنى من الأبواب باب لظى فيكون غير باب بني أمية فيتم السبعة الثالث أن تكون تلك الأبواب أيضا لبني أمية الرابع أن ينقسم باب بني أمية إلى تلك الأبواب و لم يذكر الباب السابع لسائر الناس لظهوره الخامس أن تكون الثلاثة أسماء للأبواب الثلاثة المتقدمة على اللف و النشر
12- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن إسماعيل بن همام عن ابن غزوان عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع عن النبي ص قال تكلم النار يوم القيامة ثلاثة أميرا و قارئا و ذا ثروة من المال فتقول للأمير يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل فتزدرده كما يزدرد الطير حب السمسم و تقول للقارئ يا من تزين للناس و بارز الله بالمعاصي فتزدرده و تقول للغني يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا و سأله الحقير اليسير قرضا فأبى إلا بخلا فتزدرده
بيان الازدراد الابتلاع و الفيض مبالغة في الوصف بالكثرة أو أريد به الدوام و الاستمرار
13- ل، ]الخصال[ ابن موسى عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن عبد الرحيم الجبلي الصيدناني و عبد الله بن الصلت عن الحسن بن نصر الخزاز عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال قدم يهوديان فسألا أمير المؤمنين ع فقالا أين تكون الجنة و أين تكون النار قال أما الجنة ففي السماء و أما النار ففي الأرض الخبر
14- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين ع عن شر واد على وجه الأرض فقال واد باليمن يقال له برهوت و هو من أودية جهنم و سأله عن كلام أهل الجنة فقال كلام أهل الجنة بالعربية و سأله عن كلام أهل النار فقال بالمجوسية
بيان قوله ع و هو من أودية جهنم أي تشبهها أو تحاذيها أو ستصير منها أو هي جهنم لأرواح الكفار في البرزخ كما مر
15- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمد العسكري عن أبيه عن أبيه عن الرضا عن أبيه ع قال قيل للصادق ع أخبرنا عن الطاعون فقال عذاب الله لقوم و رحمة لآخرين قالوا و كيف تكون الرحمة عذابا قال أ ما تعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكفار و خزنة جهنم معهم فيها فهي رحمة عليهم
16- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل مصر في وصف النار قعرها بعيد و حرها شديد و شرابها صديد و عذابها جديد و مقامعها حديد لا يفتر عذابها و لا يموت ساكنها دار ليس فيها رحمة و لا تسمع لأهلها دعوة الخبر
-17 مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن معاوية بن وهب قال كنا عند أبي عبد الله ع فقرأ رجل قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فقال الرجل و ما الفلق قال صدع في النار فيه سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف أسود في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم لا بد لأهل النار أن يمروا عليها
18- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا فبلغنا و الله أعلم أنه إذا استوى أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم ادخلوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ من دخان النار فيحسبون أنها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا و ذلك نصف النهار و أقبل أهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار فذلك قول الله أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا
19- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال ما خلق الله خلقا إلا جعل له في الجنة منزلا و في النار منزلا فإذا سكن أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أشرفوا فيشرفون على النار و ترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم هذه منازلكم التي لو عصيتم الله دخلتموها قال فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب ثم ينادي مناد يا أهل النار ارفعوا رءوسكم فيرفعون رءوسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنة و ما فيها من النعيم فيقال لهم هذه منازلكم التي لو أطعتم ربكم دخلتموها قال فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا فيورث هؤلاء منازل هؤلاء و يورث هؤلاء منازل هؤلاء و ذلك قول الله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ
-20 فس، ]تفسير القمي[ كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً فقيل لأبي عبد الله ع كيف تبدل جلودهم غيرها فقال أ رأيت لو أخذت لبنة فكسرتها و صيرتها ترابا ثم ضربتها في القالب أ هي التي كانت إنما هي ذلك و حدث تغير آخر و الأصل واحد
21- فس، ]تفسير القمي[ قال أبو عبد الله ع إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم و قد أطفأت سبعين مرة بالماء ثم التهبت و لو لا ذلك ما استطاع آدمي أن يطيقها و إنه ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه فزعا من صرختها
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص مثله بيان قوله ع و إنه ليؤتى بها أي بنار الدنيا حتى توضع على نار الآخرة و تضاف إليها أو بالعكس و على التقديرين الصارخة نار الآخرة كما دلت عليه الأخبار السالفة و يحتمل نار الدنيا
22- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ قال تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنم لا يقدرون أن يطرفوها
23- فس، ]تفسير القمي[ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ مقيدين بعضهم إلى بعض سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ قال السرابيل القمص
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ هو الصفر الحار الذائب يقول انتهى حره يقول الله وَ تَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ و سربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار
24- فس، ]تفسير القمي[ إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ قال مسيرة سنة سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها أي فيها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ قال مقيدين بعضهم مع بعض دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً
25- فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ قال ما يخرج من فروج الزواني قوله يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ قال يقرب إليه فيكرهه و إذا أدني منه شوي وجهه و وقعت فروة رأسه فإذا شرب قطعت أمعاؤه و مزقت تحت قدميه و إنه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا و قيحا ثم قال و إنهم ليبكون حتى تسيل دموعهم على وجوههم جداول ثم ينقطع الدموع فيسيل الدماء حتى لو أن السفن أجريت فيها لجرت و هو قوله وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ
26- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً يقول ملازما لا يفارق قوله وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً قال أثام واد من أودية جهنم من صفر مذاب قدامها حرة في جهنم يكون فيه من عبد غير الله و من قتل النفس التي حرم الله و تكون فيه الزناة
27- فس، ]تفسير القمي[ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ قال يدخل في كل باب أهل ملة و للجنة ثمانية أبواب
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ فوقوفهم على الصراط و أما لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ فبلغني و الله أعلم أن الله جعلها سبع دركات أعلاها الجحيم يقوم أهلها على الصفا منها تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها و الثانية لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى وَ جَمَعَ فَأَوْعى و الثالثة سَقَرُ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ و الرابعة الْحُطَمَةُ و منها يثور شرر كالقصر كأنها جمالات صفر تدق كل من صار إليها مثل الكحل فلا يموت الروح كلما صاروا مثل الكحل عادوا و الخامسة الهاوية فيها ملأ يدعون يا مالك أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مهل فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرها و هو قول الله تعالى وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً و من هوى فيها هوى سبعين عاما في النار كلما احترق جلده بدل جلدا غيره و السادسة هي السعير فيها ثلاث مائة سرادق من نار في كل سرادق ثلاث مائة قصر من نار في كل قصر ثلاث مائة بيت من نار في كل بيت ثلاث مائة لون من عذاب النار فيها حيات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار و هو الذي يقول الله إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغْلالًا وَ سَعِيراً و السابعة جهنم و فيها الفلق و هو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا و هو أشد النار عذابا و أما صَعُوداً فجبل من صفر من نار وسط جهنم و أما أَثاماً فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل فهو أشد النار عذابا
بيان الصفا جمع الصفاة و هي الحجر الصلب الضخم الذي لا ينبت و الجوامع جمع الجامعة و هي الغل
28- فس، ]تفسير القمي[ الدليل على أن النيران في الأرض قوله في مريم وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا و معنى حول جهنم البحر المحيط بالدنيا يتحول نيرانا و هو قوله وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ثم يحضرهم الله حول جهنم و يوضع الصراط من الأرض إلى الجنان قوله جِثِيًّا أي على ركبهم ثم قال وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا يعني في الأرض إذا تحولت نيرانا قوله مِهادٌ أي موضع وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ أي نار تغشاهم
بيان لعل مراده أن البحار إذا تحولت نيرانا تضاف إلى جهنم و كذا الأرض بعد خروج المؤمنين منها لا أنه ليست نار غيرهما بل النار تحت الأرض تشتعل بها البحار و الأرض نيرانا على ما ذكره
-29 فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة يرفعه إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال إن في جهنم لواديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح سعيرها و هو قوله كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً أي كلما انطفأت
شي، ]تفسير العياشي[ عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى علي بن الحسين ع و ذكر مثله
30- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق ع في خبر المعراج قال قال النبي ص سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل أ تسمع يا محمد قلت نعم قال هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما فهذا حين استقرت قالوا فما ضحك رسول الله ص حتى قبض قال فصعد جبرئيل و صعدت حتى دخلت سماء الدنيا فما لقيني ملك إلا و هو ضاحك مستبشر حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلا أنه لم يضحك و لم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة فقلت من هذا يا جبرئيل فإني قد فزعت منه فقال يجوز أن تفزع منه فكلنا يفزع منه إن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا و غيظا على أعداء الله و أهل معصيته فينتقم الله به منهم و لو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك و لكنه لا يضحك فسلمت عليه فرد السلام علي و بشرني بالجنة فقلت لجبرئيل و جبرئيل بالمكان الذي وصفه الله مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ أ لا تأمره أن يريني النار فقال له جبرئيل يا مالك أر محمدا النار فكشف عنها غطاءها و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السماء و فارت و ارتفعت حتى ظننت ليتناولني مما رأيت فقلت يا جبرئيل قل له فليرد عليها غطاءها فأمرها فقال لها ارجعي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه الخبر
31- فس، ]تفسير القمي[ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا يعني من في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيامة و في حديث آخر قال هي منسوخة بقوله إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ
أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع في قوله وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قال أ ما تسمع الرجل يقول وردنا ماء بني فلان فهو الورود و لم يدخله
32- فس، ]تفسير القمي[ فَالَّذِينَ كَفَرُوا يعني بني أمية قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ إلى قوله حَدِيدٍ قال يغشاهم النار كالثوب الإنسان فتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته و تقلص شفته العلياء حتى تبلغ رأسه وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ قال الأعمدة التي يضربون بها و قوله كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها أي ضربا بتلك الأعمدة
33- فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها من غم أُعِيدُوا فِيها قال إن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أسفلها زفرت بهم جهنم فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد فهذه حالهم
34- فس، ]تفسير القمي[ قال أمير المؤمنين ع و أما أهل المعصية فخذلهم في النار و أوثق منهم الأقدام و غل منهم الأيدي إلى الأعناق و ألبس أجسادهم سرابيل القطران و قطعت لهم منها مقطعات من النار و هم في عذاب قد اشتد حره و نار قد أطبق على أهلها فلا يفتح عنهم أبدا و لا يدخل عليهم ريحا أبدا و لا ينقضي منهم عمر أبدا العذاب أبدا شديد و العقاب أبدا جديد لا الدار زائلة فتفنى و لا آجال القوم تقضى ثم حكى نداء أهل النار فقال وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال أي نموت فيقول مالك إِنَّكُمْ ماكِثُونَ
35- فس، ]تفسير القمي[ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال هو استفهام لأنه وعد الله النار أن يملأها فتمتلئ النار ثم يقول لها هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ على حد الاستفهام أي ليس في مزيد قال فتقول الجنة يا رب وعدت النار أن تملأها و وعدتني أن تملأني فلم لا تملؤني و قد ملأت النار قال فيخلق الله يومئذ خلقا يملأ بهم الجنة فقال أبو عبد الله ع طوبى لهم إنهم لم يروا غموم الدنيا و همومها
36- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما نزلت هذه الآية وَ جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سئل عن ذلك رسول الله ص فقال بذلك أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا برز الخلائق و جمع الأولين و الآخرين أتى بجهنم يقاد بألف زمام يقودها مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد لها هدة و غضب و زفير و شهيق و إنها لتزفر الزفرة فلو لا أن الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم و الفاجر فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا و لا نبيا إلا ينادي رب نفسي نفسي و أنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليها ثلاث قناطر فأما واحدة فعليها الأمانة و الرحم و ثانيها فعليها الصلاة و أما الثالثة فعليها رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم و الأمانة فإن نجوا منها حبستهم الصلاة فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين و هو قوله إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ و الناس على الصراط فمتعلق بيد و تزول قدم و يستمسك بقدم و الملائكة حولها ينادون يا حليم اعف و اصفح و عد بفضلك و سلم سلم و الناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناج برحمة الله مر بها فقال الحمد لله و بنعمته تتم الصالحات و تزكو الحسنات و الحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه و فضله إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
-37 فس، ]تفسير القمي[ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ قال يسرون الندامة في النار إذا رأوا ولي الله فقيل يا رسول الله و ما يغنيهم إسرار الندامة و هم في العذاب قال يكرهون شماتة الأعداء
38- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله شدة حره و سأله أن يتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم
ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير مثله كا، ]الكافي[ علي عن أبيه مثله
39- فس، ]تفسير القمي[ قوله سَقَرُ واد في النار لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ أي لا تبقيه و لا تذره لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قال تلوح عليه فتحرقه عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قال ملائكة يعذبونهم و هو قوله وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً و هم ملائكة في النار يعذبون الناس وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا قال لكل رجل تسعة عشر من الملائكة يعذبونهم
40- فس، ]تفسير القمي[ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ قال فيه ثلاث شعب من النار إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ قال شرر النار مثل القصور و الجبال كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ أي سود
41- فس، ]تفسير القمي[ سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله وَ إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ يريد أوقدت للكافرين و الجحيم النار الأعلى من جهنم و الجحيم في كلام العرب ما عظم من النار كقوله عز و جل ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ يريد النار العظيمة
-42 فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود أما الويل فبلغنا و الله أعلم أنها بئر في جهنم
43- فس، ]تفسير القمي[ تَصْلى وجوههم ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قال لها أنين من شدة حرها لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قال عرق أهل النار و ما يخرج من فروج الزواني لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ
بيان قوله لها أنين من شدة حرها ليس المعنى أنها مشتقة من الأنين بل وصف لشدة حرها بأنها يسمع لها أو لأهلها أنين شديد من شدة الحر و يحتمل أن يكون مشتقا من الأنين قلبت النون الثانية ياء كأمليت و أمللت
44- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله ع قال إن في النار لنارا تتعوذ منها أهل النار ما خلقت إلا لكل مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ عَنِيدٍ و لكل شَيْطانٍ مَرِيدٍ و ل كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ و كل ناصب لآل محمد و قال إن أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل في ضحضاح من نار عليه نعلان من نار و شراكان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن في النار أحدا أشد عذابا منه و ما في النار أحد أهون عذابا منه
بيان المرجل بالكسر القدر من النحاس
45- فس، ]تفسير القمي[ لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً قال الأحقاب السنين و الحقب ثمانون سنة و السنة عددها ثلاث مائة و ستون يوما و اليوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن الأحول عن حمران بن أعين قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً قال هذه في الذين يخرجون من النار و قال علي بن إبراهيم في قوله لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً أي نوما قال البرد النوم
-46 فس، ]تفسير القمي[ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قال الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم قال و في ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل تلك الجب من حر ذلك الصندوق و هو التابوت و في ذلك التابوت ستة من الأولين و ستة من الآخرين فأما الستة من الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه و نمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار و فرعون موسى و السامري الذي اتخذ العجل و الذي هود اليهود و الذي نصر النصارى و أما الستة من الآخرين فهو الأول و الثاني و الثالث و الرابع و صاحب الخوارج و ابن ملجم وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قال الذي يلقى في الجب يقب فيه
بيان الذي هود اليهود هو الذي أفسد دينهم و حرفه و أبدع فيه كما فعل الأول و الثاني في دين محمد ص و كذا الذي نصر النصارى هو الذي أبدع الشرك و كون عيسى ابن الله و غير ذلك في دينهم و الرابع معاوية و صاحب الخوارج هو ذو الثدية
47- ج، ]الإحتجاج[ عن هشام بن الحكم قال قال الزنديق للصادق ع أخبرني أ و ليس في النار مقنع أن يعذب خلقه بها دون الحيات و العقارب قال إنما يعذب بها قوما زعموا أنها ليست من خلقه إنما شريكه الذي يخلقه فيسلط الله عليهم العقارب و الحيات في النار ليذيقهم بها وبال ما كانوا عليه فجحدوا أن يكون صنعه الخبر
بيان لعله ع بين بعض الحكم في خلقها على قدر فهم السائل و يكون الحصر إضافيا و إلا فيظهر من أكثر الأخبار أن غيرهم أيضا يعذبون بها
48- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى ع قال كان في بني إسرائيل رجل مؤمن و كان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن و يوليه المعروف في الدنيا فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها و يأتيه الرزق من غيرها و قيل له هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق و توليه من المعروف في الدنيا
بيان هذا الخبر الحسن الذي لا يقصر عن الصحيح يدل على أن بعض أهل النار من الكفار يرفع عنهم العذاب لبعض أعمالهم الحسنة فلا يبعد أن يخصص الآيات الدالة على كونهم معذبين فيها لا يخفف عنهم العذاب لتأيده بأخبار أخر سيأتي بعضها و يمكن أن يقال كونهم في النار أيضا عذاب لهم و إن لم يؤذهم و هذا لا يخفف عنهم و يحتمل أن يكون لهم فيها نوع من العذاب غير الاحتراق بالنار كالتخويف به مثلا كما سيأتي في خبر الوصافي يا نار هيديه و لا تؤذيه و الله يعلم
49- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد عن ميسر عن أبي جعفر ع قال إن في جهنم لجبلا يقال له الصعدى و إن في الصعدى لواديا يقال له سقر و إن في سقر لجبا يقال له هبهب كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره و ذلك منازل الجبارين
50- يج، ]الخرائج و الجرائح[ من معجزاته ص أنه لما غزا بتبوك كان معه من المسلمين خمسة و عشرون ألفا سوى خدمهم فمر ع في مسيره بجبل يرشح الماء من أعلاه إلى أسفله من غير سيلان فقالوا ما أعجب رشح هذا الجبل فقال إنه يبكي قالوا و الجبل يبكي قال أ تحبون أن تعلموا ذلك قالوا نعم قال أيها الجبل مم بكاؤك فأجابه الجبل و قد سمعه الجماعة بلسان فصيح يا رسول الله مر بي عيسى ابن مريم و هو يتلو نار وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ فأنا أبكي منذ ذلك اليوم خوفا من أن أكون من تلك الحجارة فقال اسكن مكانك فلست منها إنما تلك الحجارة الكبريت فجف ذلك الرشح من الجبل في الوقت حتى لم ير شيء من ذلك الرشح و من تلك الرطوبة التي كانت
51- شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن مسكان رفعه إلى أبي عبد الله ع في قوله فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ قال ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار
52- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و أما استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أن الله عز و جل إذا أقر المنافقين المعاندين لعلي ع في دار اللعنة و الهوان و عذبهم بتلك الألوان العجيبة من العذاب و أقر المؤمنين الذين كانت المنافقون يستهزءون بهم في الدنيا في الجنان بحضرة محمد صفي الملك الديان أطلعهم على هؤلاء المستهزءين بهم في الدنيا حتى يروا ما هم فيه من عجائب اللعائن و بدائع النقمات فيكون لذتهم و سرورهم بشماتتهم بهم كما لذتهم و سرورهم بنعيمهم في جنان ربهم فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين بأسمائهم و صفاتهم و هم على أصناف منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه و منهم من هو بين مخاليب سباعها تعبث به و تفترسه و منهم من هو تحت سياط زبانيتها و أعمدتها و مرزباتها يقع من أيديهم عليه تشدد في عذابه و تعظم خزيه و نكاله و منهم من هو في بحار حميمها يغرق و يسحب فيها و منهم من هو في غسلينها و غساقها تزجره زبانيتها و منهم من هو في سائر أصناف عذابها و الكافرون و المنافقون ينظرون فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمد و علي و آلهما صلوات الله عليهم يعتقدون فيرونهم منهم من هو على فرشها يتقلب و منهم من هو على فواكهها يرتع و منهم من هو على غرفاتها أو في بساتينها و تنزهاتها يتبحبح و الحور العين و الوصفاء و الوالدان و الجواري و الغلمان قائمون بحضرتهم و طائفون بالخدمة حواليهم و ملائكة الله عز و جل يأتونهم من عند ربهم بالحباء و الكرامات و عجائب التحف و الهدايا و المبرات يقولون سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين يا أبا فلان و يا فلان حتى ينادونهم بأسمائهم ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتتخلصوا من عذابكم و تلحقوا بنا في نعيمها فيقولون يا ويلنا أنى لنا هذا يقول المؤمنون انظروا إلى هذه الأبواب فينظرون إلى أبواب الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون و يقدرون أنهم ممكنون أن يتخلصوا إليها فيأخذون في السباحة في بحار حميمها و عدوا بين أيدي زبانيتها و هم يلحقونهم و يضربونهم بأعمدتهم و مرزباتهم و سياطهم فلا يزالون هكذا يسيرون هناك و هذه الأصناف من العذاب تمسهم حتى إذا قدروا أنهم قد بلغوا تلك الأبواب وجدوها مردومة عنهم و تدهدههم الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ و يستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزءين بهم فذلك قول الله عز و جل اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و قوله عز و جل فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ
بيان المرزبة بتخفيف الباء و قد يشدد المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد و يقال بحبح إذا تمكن و توسط المنزل و المقام و أبو فلان هو أبو بكر و فلان عمر و يقال دهده الحجر أي دحرجه
53- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ حجارة الكبريت أشد الأشياء حرا أُعِدَّتْ تلك النار لِلْكافِرِينَ بمحمد و الشاكين في نبوته و الدافعين لحق أخيه علي و الجاحدين لإمامته ع
54- و في رواية أخرى وَقُودُهَا أي حطبها النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ توقد تكون عذابا على أهلها أعدت للكافرين المكذبين بكلامه و نبيه الناصبين العداوة لوليه و وصيه
-55 م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع قال الله تعالى وَ قالُوا يعني اليهود المصرون المظهرون للإيمان المسرون للنفاق المدبرون على رسول الله ص و ذويه بما يظنون أن فيه عطبهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و ذلك أنه كان لهم أصهار و إخوة رضاع من المسلمين يسرون كفرهم بمحمد و صحبه و إن كانوا به عارفين صيانة لهم لأرحامهم و أصهارهم لما قال لهم هؤلاء لم تفعلون هذا النفاق الذي تعلمون أنكم به عند الله مسخوط عليكم معذبون أجابهم هؤلاء اليهود بأن مدة ذلك العذاب الذي نعذب به لهذه الذنوب أيام معدودة تنقضي ثم نصير بعده في النعمة في الجنان و لا نستعجل المكروه في الدنيا للعذاب الذي هو بقدر أيام ذنوبنا فإنها تفنى و تنقضي و يكون قد حصلنا لذات الحرية من الخدمة و لذات نعمة الدنيا ثم لا نبالي بما يصيبنا بعد فإنه إذا لم يكن دائما فكأنه قد فني فقال الله تعالى قُلْ يا محمد أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أن عذابكم على كفركم بمحمد و علي و دفعكم لآياته في نفسه و في علي ع و سائر خلفائه و أوليائه منقطع غير دائم بل ما هو إلا عذاب دائم لا نفاد له فلا تجتروا على الآثام و القبائح من الكفر بالله و برسوله و بوليه المنصوب بعده على أمته ليسوسهم و يرعاهم سياسة الوالد الشفيق الرحيم الكريم لولده و رعاية الحدب المشفق على خاصته فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ فكذلك أنتم بما تدعون من فناء عذاب ذنوبكم هذه في حرز أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أتخذتم عهدا أم تقولون جهلا بل أنتم في أيهما ادعيتم كاذبون ثم قال الله تعالى ردا عليهم بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال الإمام ع السيئة المحيطة به أن تخرجه عن جملة دين الله و تنزعه عن ولاية الله التي يؤمنه من سخط الله و هي الشرك بالله و الكفر به و الكفر بنبوة محمد رسول الله و الكفر بولاية علي بن أبي طالب ع و خلفائه كل واحد من هذه سيئة تحيط به أي تحيط بأعماله فتبطلها و تمحقها فَأُولئِكَ عاملو هذه السيئة المحيطة أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ثم قال رسول الله ص إن ولاية علي حسنة لا يضر معها شيء من السيئات و إن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا و ببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليه الطيبين الطاهرين و إن ولاية أضداد علي و مخالفة علي ع سيئة لا ينفع معها شيء إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم و الصحة و السعة فيردوا الآخرة و لا يكون لهم إلا دائم العذاب
56- قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تفسير الهذيل و مقاتل عن محمد بن الحنفية في خبر طويل و الحديث مختصر إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بعلي بن أبي طالب ع و أصحابه فقال الله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين قال ابن عباس و ذلك أنه إذا كان يوم القيامة أمر الله الخلق بالجواز على الصراط فيجوز المؤمنون إلى الجنة و يسقط المنافقون في جهنم فيقول الله يا مالك استهزئ بالمنافقين في جهنم فيفتح مالك بابا في جهنم إلى الجنة و يناديهم معشر المنافقين هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنم إلى الجنة فيسيح المنافقون في نار جهنم سبعين خريفا حتى إذا بلغوا إلى ذلك الباب و هموا بالخروج أغلقه دونهم و فتح لهم بابا إلى الجنة في موضع آخر فيناديهم من هذا الباب فأخرجوا إلى الجنة فيسيحون مثل الأول فإذا وصلوا إليه أغلق دونهم و يفتح في موضع آخر و هكذا أبد الآبدين
57- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الأول للظالم و هو زريق و بابها الثاني لحبتر و الباب الثالث للثالث و الرابع لمعاوية و الباب الخامس لعبد الملك و الباب السادس لعسكر بن هوسر و الباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم
بيان الزريق كناية عن أبي بكر لأن العرب يتشأم برزقة العين و الحبتر هو عمر و الحبتر هو الثعلب و لعله إنما كني عنه لحيلته و مكره و في غيره من الأخبار وقع بالعكس و هو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب و يمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك و إنما قدم الثاني لأنه أشقى و أفظ و أغلظ و عسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس و كذا أبي سلامة و لا يبعد أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي و يحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة و سائر أهل الجمل إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا و روي أنه كان شيطانا
58- شي، ]تفسير العياشي[ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ع إن أهل النار لما غلى الزقوم و الضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب فأتوا بشراب غساق و صديد يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ و حميم يغلي في جهنم منذ خلقت كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً
59- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب فقال وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
60- و عنه ع في قول الله يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ قال تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب قال له قائل إنهم يومئذ لفي شغل عن الأكل و الشرب فقال له ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب أ هم أشد شغلا أم من في النار قد استغاثوا قال الله وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ
61- قيه، ]الدروع الواقية[ من كتاب زهد النبي ص عن أبي جعفر أحمد القمي عن علي ع أن النبي ص قال و الذي نفس محمد بيده لو أن قطرة من الزقوم قطرت على جبال الأرض لساخت إلى أسفل سبع أرضين و لما أطاقته فكيف بمن هو شرابه و الذي نفسي بيده لو أن مقماعا واحدا مما ذكره الله في كتابه وضع على جبال الأرض لساخت إلى أسفل سبع أرضين و لما أطاقته فكيف بمن يقع عليه يوم القيامة في النار
-62 و في الكتاب المذكور، أنه لما نزلت هذه الآية على النبي ص وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ بكى النبي ص بكاء شديدا و بكت صحابته لبكائه و لم يدروا ما نزل به جبرئيل ع و لم يستطع أحد من صحابته أن يكلمه و كان النبي ص إذا رأى فاطمة ع فرح بها فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها فوجد بين يديها شعيرا و هي تطحنه و تقول وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى فسلم عليها و أخبرها بخبر النبي ص و بكائه فنهضت و التفت بشملة لها خلقة قد خيطت اثنا عشر مكانا بسعف النخل فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة و بكى و قال وا حزناه إن قيصر و كسرى لفي السندس و الحرير و ابنة محمد ص عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكانا فلما دخلت فاطمة على النبي ص قالت يا رسول الله إن سلمان تعجب من لباسي فو الذي بعثك بالحق ما لي و لعلي منذ خمس سنين إلا مسك كبش تعلف عليها بالنهار بعيرنا فإذا كان الليل افترشناه و إن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف فقال النبي ص يا سلمان إن ابنتي لفي الخيل السوابق ثم قالت يا أبت فديتك ما الذي أبكاك فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدمتين قال فسقطت فاطمة ع على وجهها و هي تقول الويل ثم الويل لمن دخل النار فسمع سلمان فقال يا ليتني كنت كبشا لأهلي فأكلوا لحمي و مزقوا جلدي و لم أسمع بذكر النار و قال أبو ذر يا ليت أمي كانت عاقرا و لم تلدني و لم أسمع بذكر النار و قال عمار يا ليتني كنت طائرا في القفار و لم يكن علي حساب و لا عقاب و لم أسمع بذكر النار و قال علي ع يا ليت السباع مزقت لحمي و ليت أمي لم تلدني و لم أسمع بذكر النار ثم وضع علي ع يده على رأسه و جعل يبكي و يقول وا بعد سفراه وا قلة زاداه في سفر القيامة يذهبون و في النار يترددون و بكلاليب النار يتخطفون مرضى لا يعاد سقيمهم و جرحى لا يداوى جريحهم و أسرى لا يفك أسيرهم من النار يأكلون و منها يشربون و بين أطباقها يتقلبون و بعد لبس القطن و الكتان مقطعات النار يلبسون و بعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرنون
63- قال السيد رضي الله عنه أقول و في الحديث أن أهل النار إذا دخلوها و رأوا نكالها و أهوالها و علموا عذابها و عقابها و رأوها كما قال زين العابدين ع ما ظنك بنار لا تبقي على من تضرع إليها و لا يقدر على الخفيف عمن خشع لها و استسلم إليها تلقي سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال و شديد الوبال يعرفون أن أهل الجنة في ثواب عظيم و نعيم مقيم فيأملون أن يطعموهم أو يسقوهم ليخف عنهم بعض العذاب الأليم كما قال الله عز و جل جلاله في كتابه العزيز وَ نادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قال فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار و التهوين إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ قال فيرون الخزنة عندهم و هم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيأملون أن يجدوا عندهم فرحا بسبب من الأسباب كما قال الله جل جلاله وَ قالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ قال فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ثم يجيبونهم بعد خيبة الآمال قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ قال فإذا يئسوا من خزنة جهنم رجعوا إلى مالك مقدم الخزان و أملوا أن يخلصهم من ذلك الهوان كما قال جل جلاله وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة و هم في العذاب ثم يجيبهم كما قال الله في كتابه المكنون قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ قال فإذا يئسوا من مولاهم رب العالمين الذي كان أهون شيء عندهم في دنياهم و كان قد آثر كل واحد منهم عليه هواه مدة الحياة و كان قد قدر عندهم بالعقل و النقل أنه أوضح لهم على يد الهداة سبل النجاة و عرفهم بلسان الحال أنهم الملقون بأنفسهم إلى دار النكال و الأهوال و أن باب القبول يغلق عن الكفار بالممات أبد الآبدين و كان يقول لهم في أوقات كانوا في الحياة الدنيا من المكلفين بلسان الحال الواضح المبين هب أنكم ما صدقتموني في هذا المقال أ ما تجوزون أن أكون من الصادقين فكيف أعرضتم عني و شهدتم بتكذيبي و تكذيب من صدقني من المرسلين و هلا تحرزتم من هذه الضرر المحذر الهائل أ ما سمعتم بكثرة المرسلين و تكرار الرسائل ثم كرر جل جلاله مرافقتهم في النار بلسان المقال فقال أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ فقالوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ فيقفون أربعين سنة ذل الهوان لا يجابون و في عذاب النار لا يكلمون ثم يجيبهم الله جل جلاله اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ قال فعند ذلك ييأسون من كل فرج و راحة و يغلق أبواب جهنم عليهم و يدوم لديهم مآتم الهلاك و الشهيق و الزفير و الصراخ و النياحة
64- و من الكتاب المذكور أن جبرئيل ع أتى النبي ص عند الزوال في ساعة لم يأته فيها و هو متغير اللون و كان النبي ص يسمع حسه و جرسه فلم يسمعه يومئذ فقال له النبي ص يا جبرئيل ما لك جئتني في ساعة لم تكن تجيئني فيها و أرى لونك متغيرا و كنت أسمع حسك و جرسك فلم أسمعه فقال إني جئت حين أمر الله بمنافخ النار فوضعت على النار فقال النبي ص أخبرني عن النار يا جبرئيل حين خلقها الله تعالى فقال إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت ثم أوقد عليها ألف عام اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها و لا ينطفئ لهبها و الذي بعثك بالحق نبيا لو أن مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الأرض لاحترقوا عن آخرهم و لو أن رجلا دخل جهنم ثم أخرج منها لهلك أهل الأرض جميعا حين ينظرون إليه لما يرون به و لو أن ذراعا من السلسلة التي ذكره الله تعالى في كتابه وضع على جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها و لو أن بعض خزان جهنم التسعة عشر نظر إليه أهل الأرض لماتوا حين ينظرون إليه و لو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم أخرج إلى الأرض لمات أهل الأرض من نتن ريحه فأكب النبي ص و أطرق يبكي و كذلك جبرئيل فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء يا جبرئيل و يا محمد إن الله قد آمنكما من أن تعصياه فيعذبكما
65- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن بصير مولى أبي عبد الله ع عن موفق مولى أبي الحسن ع قال كان مولاي أبو الحسن ع إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه و من الجرجير فنشري له و كان يقول ع ما أحمق بعض الناس يقولون إنه ينبت في وادي جهنم و الله عز و جل يقول وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ فكيف ينبت البقل
66- تفسير النعماني، بالإسناد الآتي في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين ع قال نسخ قوله تعالى وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قوله إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ
بيان الناسخ الآية الثانية و ليس المراد بالنسخ هنا المعنى المصطلح بل هي بمنزلة الاستثناء أو المفسرة لها
67- نهج، ]نهج البلاغة[ و اتقوا نارا حرها شديد و قعرها بعيد و حليتها حديد و شرابها صديد
68- نهج، ]نهج البلاغة[ نبه، ]تنبيه الخاطر[ قال أمير المؤمنين ع و اعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه و العثرة تدميه و الرمضاء تحرقه فكيف إذا كان بين طابقين من نار ضجيع حجر و قرين شيطان أ علمتم أن مالكا إذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه و إذا زجرها توثبت بين أبوابها جزعا من زجرته أيها اليفن الكبير الذي قد لهزه القتير كيف أنت إذا التحمت أطواق النار بعظام الأعناق و نشبت الجوامع حتى أكلت لحوم السواعد فالله الله معشر العباد و أنتم سالمون في الصحة قبل السقم و في الفسحة قبل الضيق فاسعوا في فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها
إيضاح الرمضاء الأرض الشديدة الحرارة و الطابق كهاجر و صاحب الأجر الكبير و الحطم الكسر و اليفن بالتحريك الشيخ الكبير و يقال لهزه أي خالطه و القتير كأمير الشيب أو أوله قوله ع إذا التحمت أي التفت عليها و انضمت و التصقت بها و نشب الشيء بالشيء أي علق و الجوامع جمع جامعة و هي الغل لأنها تجمع اليدين إلى العنق
69- ل، ]الخصال[ أبي عن محمد العطار عن سهل عن عمر بن سفيان الجرجاني رفع الحديث إلى أبي عبد الله ع قال خلقت النار يوم الثلاثاء و ذلك قوله عز و جل انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ قال قلت فالأربعاء قال بنيت أربعة أركان للنار
70- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبي جعفر الأحول عن بشار قال قلت لأبي عبد الله ع لأي شيء يصام يوم الأربعاء قال لأن النار خلقت يوم الأربعاء
71- سن، ]المحاسن[ أبي عن يونس عن أبان عن الأحول عن ابن سنان مثله
أقول سيأتي مثله بأسانيد كثيرة في باب صوم السنة و باب الحجامة و أبواب الأيام و هذه الأخبار أكثر و أصح و أوثق من مرفوعة عمر بن سفيان و إن كان فيها وجه الجمع أيضا
72- كا، ]الكافي[ في الروضة عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال إن الله خلق الجنة قبل أن يخلق النار الحديث
73- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه منها كفر الجحود و هو الجحود بالربوبية و هو قول من يقول لا رب و لا جنة و لا نار و هو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية الخبر
74- مع، ]معاني الأخبار[ بالإسناد إلى المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها و أشرفها أرواح محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم صلوات الله عليهم و ساق الحديث في قصة آدم و حواء إلى أن قال قالا ربنا فأرنا ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك فأمر الله تبارك و تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال و العذاب و قال الله عز و جل مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها الحديث
-75 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الوراق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال دخلت أنا و فاطمة على رسول الله ص فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثديها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار فقالت فاطمة ع حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب فقال يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال و أما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها و أما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها و أما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس و أما التي شدت يداها إلى رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تتنظف و كانت تستهين بالصلاة و أما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها و أما التي تقرض لحمها بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال و أما التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة و أما التي كان رأسها رأس خنزير و بدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة و أما التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة ثم قال ع ويل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها
بيان كانت قينة أي مغنية
76- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن الخشاب عن إسماعيل بن مهران و علي بن أسباط فيما يعلم عن بعض رجالهما قال قال أبو عبد الله ع إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه و لا يؤخذ عنه فذاك فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و من العلماء من إذا وعظ أنف و إذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار و من العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة و لا يرى له في المساكين فذاك في الدرك الثالث من النار و من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين فإن رد عليه شيء من قوله أو قصر في شيء من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار و من العلماء من يطلب أحاديث اليهود و النصارى ليغزر به علمه و يكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار و من العلماء من يضع نفسه للفتيا و يقول سلوني و لعله لا يصيب حرفا واحدا و الله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار و من العلماء من يتخذ علمه مروة و عقلا فذاك في الدرك السابع من النار
بيان من إذا وعظ على بناء المجهول أنف أي استنكف لترفعه عن أن يعظه غيره و إذا وعظ على بناء المعلوم عنف بضم النون و فتحها من العنف ضد الرفق أو على بناء التفعيل بمعنى التعيير و اللوم
77- ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن موسى ع في حديث طويل يقول فيه يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له سقر لم يتنفس منذ خلقه الله لو أذن الله عز و جل له في التنفس بقدر مخيط لاحترق ما على وجه الأرض و إن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك القليب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية و نتنها و قذرها و ما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها و إن في جوف تلك الحية لصناديق فيها خمسة من الأمم السالفة و اثنان من هذه الأمة قال قلت جعلت فداك و من الخمسة و من الاثنان قال فأما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل و نمرود الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ف قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ و فرعون الذي قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى و يهود الذي هود اليهود و بولس الذي نصر النصارى و من هذه الأمة أعرابيان
بيان الأعرابيان أبو بكر و عمر و إنما سماهما بذلك لأنهما لم يؤمنا قط
78- ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن الصادق عن آبائه ع أن عليا ع قال إن في جهنم رحى تطحن خمسا أ فلا تسألوني ما طحنها فقيل له و ما طحنها يا أمير المؤمنين قال العلماء الفجرة و القراء الفسقة و الجبابرة الظلمة و الوزراء الخونة و العرفاء الكذبة و إن في النار لمدينة يقال لها الحصينة فلا تسألوني ما فيها فقيل و ما فيها يا أمير المؤمنين فقال فيها أيدي الناكثين
79- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ألا و إن الراضين بقتل الحسين ع شركاء قتله ألا و إن قتلته و أعوانهم و أشياعهم و المقتدين بهم برآء من دين الله و إن الله ليأمر ملائكته المقربين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها و يلقونها في الهاوية و يمزجونها بحميمها و صديدها و غساقها و غسلينها فتزيد في شدة حرارتها و عظيم عذابها ألف ضعفها تشدد على المنقولين إليها من أعداء آل محمد عذابهم
80- لي، ]الأمالي للصدوق[ بالإسناد المسطور في كتاب النبوة عن ابن عمر عن النبي ص في سياق قصة يحيى ع قال قال زكريا حدثني حبيبي جبرئيل ع عن الله عز و جل أن في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واد يقال له الغضبان لغضب الرحمن تبارك و تعالى في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار و ثياب من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار الحديث
81- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قلت له أصلي في قلنسوة سوداء قال لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار
أقول سيأتي كثير من الأخبار في ذلك في أبواب الصلاة و أبواب اللباس
82- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد معنعنا عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص ذات يوم يا علي إن جبرئيل ع أخبرني أن أمتي يغدر بك من بعدي فويل ثم ويل ثم ويل لهم ثلاث مرات قلت يا رسول الله و ما ويل قال واد في جهنم أكثر أهله معادوك و القاتلون لذريتك و الناكثون لبيعتك فطوبى ثم طوبى ثم طوبى ثلاث مرات لمن أحبك و والاك قلت يا رسول الله و ما طوبى قال شجرة في دارك في الجنة ليس دار من دور شيعتك في الجنة إلا و فيها غصن من تلك الشجرة تهدل عليهم بكل ما يشتهون
بيان قال الجوهري هدلت الشيء أهدله هدلا إذا أرخيته و أرسلته إلى أسفل و يقال تهدلت أغصان الشجرة إذا تدلت
83- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن محبوب عن ابن سدير عن رجل من أصحاب أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه و نمرود الذي حاج إبراهيم في ربه و اثنان في بني إسرائيل هودا قومهم و نصراهم و فرعون الذي قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى و اثنان من هذه الأمة أحدهما شرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار
بيان الثاني شرهما
84- فس، ]تفسير القمي[ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ قال نزلت في أبي جهل و قوله تعالى كَالْمُهْلِ قال الصفر المذاب يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ و هو الذي قد حمي و بلغ المنتهى ثم قال خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ أي اضغطوه من كل جانب ثم انزلوا به إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثم يصب عليه ذلك الحميم ثم يقال له ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ فلفظه خبر و معناه حكاية عمن يقول له ذلك و ذلك أن أبا جهل كان يقول أنا العزيز الكريم فيعير بذلك في النار
85- فس، ]تفسير القمي[ قوله تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ قال أي في عذاب و سعر واد في جهنم عظيم
86- فس، ]تفسير القمي[ قوله تعالى وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال أما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان و أما أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين و المنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم
87- فس، ]تفسير القمي[ محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى قال في جهنم واد فيه نار لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى فلان الَّذِي كَذَّبَ رسول الله ص في علي ع وَ تَوَلَّى عن ولايته ثم قال النيران بعضها دون بعض فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب
بيان فلان هو الثاني
88- فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال تتحول البحار التي هي حول الدنيا كلها نيرانا
89- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال إن في جهنم لواد يقال له غساق فيه ثلاثون و ثلاث مائة قصر في كل قصر ثلاثون و ثلاث مائة بيت في كل بيت ثلاثون و ثلاث مائة عقرب في حمة كل عقرب ثلاثون و ثلاث مائة قلة سم لو أن عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعتهم سما
90- فس، ]تفسير القمي[ فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسَّاقٌ قال الغساق واد في جهنم و ذكر مثله و زاد فيه في كل بيت أربعون زاوية في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمائة و ثلاثون عقربا
91- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير عن عاصم بن سليمان ذكر في قول الله تبارك و تعالى تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قال يسمع لها أنين من شدة حرها
92- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر ع قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار قولع به فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله و أرفقه و أضافه فلما حضره الموت أوحى الله عز و جل إليه و عزتي و جلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها و لكنها محرمة على من مات بي مشركا و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه و يؤتى برزقه طرفي النهار قلت من الجنة قال من حيث شاء الله
بيان قال الفيروزآبادي ولع كوجل ولعا محركة و أولعته و أولع به بالضم فهو مولع به استخف و كذب و بحقه ذهب و أولعه به أغراه به و قال الجزري هدت الشيء أهيده هيدا إذا حركته و أزعجته و منه الحديث يا نار لا تهيديه أي لا تزعجيه انتهى. أقول لا يبعد أن يكون في هذا الخبر أيضا لا تهيديه فصحف و روى الخبر الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر نقلا من كتاب الشفاء و الجلاء
93- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن هارون عن ابن صدقة عن أبي عبد الله ع قال نهى رسول الله ص عن الاستشفاء بالحميات و هي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روائح الكبريت فإنها من فوح جهنم
بيان قال الجزري الحمة عين ماء حار يستشفي به المريض و قال فيه شدة الحر من فوح جهنم أي شدة غليانها و حرها و يروى فيح بالياء
94- ختص، ]الإختصاص[ عن ابن عباس قال سأل ابن سلام النبي ص عن مسائل فكان فيما سأله أخبرني ما السبعة عشر قال سبعة عشر اسما من أسماء الله تعالى مكتوبا بين الجنة و النار و لو لا ذلك لزفرت جهنم زفرا فتحرق من في السماوات و من في الأرض
95- ختص، ]الإختصاص[ القاسم بن محمد الهمداني عن إبراهيم بن محمد بن أحمد الهمداني عن يحيى بن محمد الفارسي عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه ع عن أمير المؤمنين ع قال خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة و بين يدي قنبر فإذا إبليس قد أقبل فقلت بئس الشيخ أنت فقال لم تقول هذا يا أمير المؤمنين فو الله لأحدثنك بحديث عني عن الله عز و جل ما بيننا ثالث أنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي و سيدي ما أحسبك خلقت خلقا هو أشقى مني فأوحى الله تعالى إلي بلى قد خلقت من هو أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه فانطلقت إلى مالك فقلت السلام يقرأ عليك السلام و يقول أرني من هو أشقى مني فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا فقال لها اهدئي فهدأت ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا و أشد حمى فقال لها اخمدي فخمدت إلى أن انطلق بي إلى السابع و كل نار تخرج من طبق هي أشد من الأولى فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا و جميع ما خلقه الله عز و جل فوضعت يدي على عيني و قلت مرها يا مالك تخمد و إلا خمدت فقال إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم فأمرها فخمدت فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها إلى فوق و على رءوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها فقلت يا مالك من هذان فقال أ و ما قرأت على ساق العرش و كنت قبل قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته و نصرته بعلي فقال هذان عدوا أولئك و ظالماهم
بيان لعله تعالى خلق صورتيهما في جهنم لتعيين مكانهما و تصوير شقاوتهما للملإ الأعلى و لمن سمع الخبر من غيرهم
96- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن أهون أهل النار عذابا ابن جذعان فقيل يا رسول الله و ما بال ابن جذعان أهون أهل النار عذابا قال إنه كان يطعم الطعام
97- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص رأيت في النار صاحب العباء التي قد غلها و رأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج بمحجنه و رأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة و مدبرة كانت أوثقتها لم تكن تطعمها و لم ترسلها تأكل من حشاش الأرض و دخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء
98- و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص يؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار فتقطر قطرة من فرجه فيتأذى بها أهل جهنم من نتنها فيقول أهل جهنم للخزان ما هذه الرائحة المنتنة التي قد آذتنا فيقال لهم هذه رائحة زان و يؤتى بامرأة زانية فتقطر قطرة من فرجها فيتأذى بها أهل النار من نتنها
99- ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن محمد بن عيسى عن سعيد بن جناح عن عوف بن عبد الله الأزدي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال إذا أراد الله قبض الكافر قال يا ملك الموت انطلق أنت و أعوانك إلى عدوي فإني قد أبليته فأحسنت البلاء و دعوته إلى دار السلام فأبى إلا أن يشتمني و كفر بي و بنعمتي و شتمني على عرشي فاقبض روحه حتى تكبه في النار قال فيجيئه ملك الموت بوجه كريه كالح عيناه كالبرق الخاطف و صوته كالرعد القاصف لونه كقطع الليل المظلم نفسه كلهب النار رأسه في السماء الدنيا و رجل في المشرق و رجل في المغرب و قدماه في الهواء معه سفود كثير الشعب معه خمسمائة ملك أعوانا معهم سياط من قلب جهنم تلتهب تلك السياط و هي من لهب جهنم و معهم مسح أسود و جمرة من جمر جهنم ثم يدخل عليه ملك من خزان جهنم يقال له سحقطائيل فيسقيه شربة من النار لا يزال منها عطشانا حتى يدخل النار فإذا نظر إلى ملك الموت شخص بصره و طار عقله قال يا ملك الموت ارجعوني قال فيقول ملك الموت كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها قال فيقول يا ملك الموت فإلى من أدع مالي و أهلي و ولدي و عشيرتي و ما كنت فيه من الدنيا فيقول دعهم لغيرك و اخرج إلى النار قال فيضربه بالسفود ضربة فلا يبقى منه شعبة إلا أنشبها في كل عرق و مفصل ثم يجذبه جذبة فيسل روحه من قدميه بسطا فإذا بلغت الركبتين أمر أعوانه فأكبوا عليه بالسياط ضربا ثم يرفعه عنه فيذيقه سكراته و غمراته قبل خروجها كأنما ضرب بألف سيف فلو كان له قوة الجن و الإنس لاشتكى كل عرق منه على حياله بمنزلة سفود كثير الشعب ألقي على صوف مبتل ثم يطوفه فلم يأت على شيء إلا انتزعه كذلك خروج نفس الكافر من عرق و عضو و مفصل و شعرة فإذا بلغت الحلقوم ضربت الملائكة وجهه و دبره و قيل أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ و ذلك قوله يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً فيقولون حراما عليكم الجنة محرما و قال يخرج روحه فيضعه ملك الموت بين مطرقة و سندان فيفضح أطراف أنامله و آخر ما يشدخ منه العينان فيسطع لها ريح منتن يتأذى منه أهل السماء كلهم أجمعون فيقولون لعنة الله عليها من روح كافرة منتنة خرجت من الدنيا فيلعنه الله و يلعنه اللاعنون فإذا أتي بروحه إلى السماء الدنيا أغلقت عنه أبواب السماء و ذلك قوله لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ يقول الله ردوها عليه فمنها خلقتهم و فيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى فإذا حمل على سريره حملت نعشه الشياطين فإذا انتهوا به إلى قبره قالت كل بقعة منها اللهم لا تجعله في بطني حتى يوضع في الحفرة التي قضاها الله فإذا وضع في لحده قالت له الأرض لا مرحبا بك يا عدو الله أما و الله لقد كنت أبغضك و أنت على متني و أنا لك اليوم أشد بغضا و أنت في بطني أما و عزة ربي لأسيئن جوارك و لأضيقن مدخلك و لأوحشن مضجعك و لأبدلن مطمعك إنما أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ثم ينزل عليه منكر و نكير و هما ملكان أسودان أزرقان يبحثان القبر بأنيابهما و يطئان في شعورهما حدقتاهما مثل قدر النحاس و كلامهما مثل الرعد القاصف و أبصارهما مثل البرق اللامع فينتهرانه و يصيحان به فيتقلص نفسه حتى يبلغ حنجرته فيقولان له من ربك و ما دينك و من نبيك و من إمامك فيقول لا أدري قال فيقولان شاك في الدنيا و شاك اليوم لا دريت و لا هديت قال
فيضربانه ضربة فلا يبقى في المشرق و لا في المغرب شيء إلا سمع صيحته إلا الجن و الإنس قال فمن شدة صيحته يلوذ الحيتان بالطين و ينفر الوحش في الخياس و لكنكم لا تعلمون قال ثم يسلط الله عليه حيتين سوداوين زرقاوين يعذبانه بالنهار خمس ساعات و بالليل ست ساعات لأنه كان يستخفي من الناس و لا يستخفي من الله فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ قال ثم يسلط الله عليه ملكين أصمين أعمين ]أعميين خل[ معهما مطرقتان من حديد من نار يضربانه فلا يخطئانه ]يخبطانه خل[ و يصيح فلا يسمعانه إلى يوم القيامة فإذا كانت صيحة القيامة اشتعل قبره نارا فيقول لي الويل إذا اشتعل قبري نارا فينادي مناد ألا الويل قد دنا منك و الهوان قم من نيران القبر إلى نيران لا يطفأ فيخرج من قبره مسودا وجهه مزرقة عيناه قد طال خرطومه و كسف باله منكسا رأسه يسارق النظر فيأتيه عمله الخبيث فيقول و الله ما علمتك إلا كنت عن طاعة الله مبطئا و إلى معصيته مسرعا قد كنت تركبني في الدنيا فأنا أريد أن أركبك اليوم كما كنت تركبني و أقودك إلى النار قال ثم يستوي على منكبيه فيرحل ]فيركل ظ[ قفاه حتى ينتهي إلى عجزة جهنم فإذا نظر إلى الملائكة قد استعدوا له بالسلاسل و الأغلال قد عضوا على شفاههم من الغيظ و الغضب فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ و ينادي الجليل جيئوا به إلى النار فصارت الأرض تحته نارا و الشمس فوقه نارا و جاءت نار فأحدقت بعنقه فنادى و بكى طويلا يقول وا عقباه قال فتكلمه النار فتقول أبعد الله عقبيك مما أعقبتا في طاعة الله قال ثم تجيء صحيفته تطير من خلف ظهره فتقع في شماله ثم يأتيه ملك فيثقب صدره إلى ظهره ثم يفتل شماله إلى خلف ظهره ثم يقال له اقرأ كتابك قال فيقول أيها الملك كيف أقرأ و جهنم أمامي قال فيقول الله دق عنقه و اكسر صلبه و شد ناصيته إلى قدميه ثم يقول خُذُوهُ فَغُلُّوهُ قال فيبتدره لتعظيم قول الله سبعون ألف ملك غلاظ شداد فمنهم من ينتف لحيته و منهم من يحطم عظامه قال فيقول أ ما ترحموني قال فيقولون يا شقي كيف نرحمك و لا يرحمك أرحم الراحمين أ فيؤذيك هذا قال فيقول نعم أشد الأذى قال فيقولون يا شقي و كيف لو قد طرحناك في النار قال فيدفعه الملك في صدره دفعة فيهوي سبعين ألف عام قال فيقولون يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا قال فيقرن معه حجر عن يمينه و شيطان عن يساره حجر كبريت من نار يشتعل في وجهه و يخلق الله له سبعين جلدا غلظه أربعون ذراعا بذراع الملك الذي يعذبه بين الجلد إلى الجلد أربعون ذراعا بين الجلد إلى الجلد حيات و عقارب من نار و ديدان من نار رأسه مثل الجبل العظيم و فخذاه مثل جبل ورقان و هو جبل بالمدينة مشفره أطول من مشفر الفيل فيسحبه سحبا و أذناه عضوضان بينهما سرادق من نار تشتعل قد أطلعت النار من دبره على فؤاده فلا يبلغ دوين سائهما حتى يبدل له سبعون سلسلة للسلسلة سبعون ذراعا ما بين الذراع حلق عدد القطر و المطر لو وضعت حلقة منها على جبال الأرض لأذابتها قال و عليه سبعون سربالا من قطران من نار و يغشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ عليه قلنسوة من نار و ليس في جسده موضع فتر إلا و فيه حلية من نار و في رجليه قيود من نار على رأسه تاج ستون ذراعا من نار قد نقب رأسه ثلاث مائة و ستين نقبا يخرج من ذلك النقب الدخان من كل جانب و قد غلى منها دماغه حتى يجري على كتفيه يسيل منها ثلاث مائة نهر و ستون نهرا من صديد يضيق عليه منزله كما
يضيق الرمح في الزج فمن ضيق منازلهم عليهم و من ريحها و من شدة سوادها و زفيرها و شهيقها و تغيظها و نتنها اسودت وجوههم و عظمت ديدانهم فينبت لها أظفار السنور و العقبان تأكل لحمه و تقرض عظامه و تشرب دمه ليس لهن مأكل و لا مشرب غيره ثم يدفع في صدره دفعة فيهوي على رأسه سبعين ألف عام حتى يواقع الحطمة فإذا واقعها دقت عليه و على شيطانه و جاذبه الشيطان بالسلسلة فكلما رفع رأسه و نظر إلى قبح وجهه كلح في وجهه قال فيقول يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين ويحك بما أغويتني احمل عني من عذاب الله من شيء فيقول يا شقي كيف أحمل عنك من عذاب الله من شيء و أنا و أنت اليوم فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ثم يضرب على رأسه ضربة فيهوي سبعين ألف عام حتى ينتهي إلى عين يقال لها آنية يقول الله تعالى تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ و هو عين ينتهي حرها و طبخها و أوقد عليها مذ خلق الله جهنم كل أودية النار تنام و تلك العين لا تنام من حرها و يقول الملائكة يا معشر الأشقياء ادنوا فاشربوا منها فإذا أعرضوا عنها ضربتهم الملائكة بالمقامع و قيل لهم ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قال ثم يؤتون بكأس من حديد فيه شربة من عين آنية فإذا أدني منهم تقلصت شفاههم و انتثر لحوم وجوههم فإذا شربوا منها و صار في أجوافهم يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ ثم يضرب على رأسه ضربة فيهوي سبعين ألف عام حتى يواقع السعير فإذا واقعها سعرت في وجوههم فعند ذلك غشيت أبصارهم من نفحها ثم يضرب على رأسه ضربة فيهوي سبعين ألف عام حتى ينتهي إلى شجرة الزقوم شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ عليها سبعون ألف غصن من نار في كل غصن سبعون ألف ثمرة من نار كل ثمرة كأنها رأس الشيطان قبحا و نتنا تنشب على صخرة مملسة سوخاء كأنها مرآة ذلقة ما بين أصل الصخرة إلى الصخرة سبعون ألف عام أغصانها يشرب من نار و ثمارها نار و فرعها نار فيقال له يا شقي اصعد فكلما صعد زلق و كلما زلق صعد فلا يزال كذلك سبعين ألف عام في العذاب و إذا
أكل منها ثمرة يجدها أمر من الصبر و أنتن من الجيف و أشد من الحديد فإذا واقعت بطنه غلت في بطنه كَغَلْيِ الْحَمِيمِ فيذكرون ما كانوا يأكلون في دار الدنيا من طيب الطعام فبينا هم كذلك إذ تجذبهم الملائكة فيهوون دهرا في ظلم متراكبة فإذا استقروا في النار سمع لهم صوت كصيح السمك على المقلى أو كقضيب القصب ثم يرمي بنفسه من الشجرة في أودية مذابة من صفر من نار و أشد حرا من النار تغلي بهم الأودية ترمي بهم في سواحلها و لها سواحل كسواحل بحركم هذا فأبعدهم منها باع و الثاني ذراع و الثالث فتر فيحمل عليهم هوام النار الحيات و العقارب كأمثال البغال الدلم لكل عقرب ستون فقارا في كل فقار قلة من سم و حيات سود زرق أمثال البخاتي فيتعلق بالرجل سبعون ألف حية و سبعون ألف عقرب ثم كب في النار سبعين ألف عام لا تحرقه قد اكتفى بسهمته ثم تعلق على كل غصن من الزقوم سبعون ألف رجل ما ينحني و لا ينكسر فيدخل النار من أدبارهم فتطلع على الأفئدة تقلص الشفاه و تطير الجنان و تنضج الجلود و تذوب الشحوم و يغضب الحي القيوم فيقول يا مالك قل لهم ذوقوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً يا مالك سعر سعر فقد اشتد غضبي على من شتمني على عرشي و استخف بحقي و أنا الملك الجبار فينادي مالك يا أهل الضلال و الاستكبار و النعمة في دار الدنيا كيف تجدون مس سقر قال فيقولون قد أنضجت قلوبنا و أكلت لحومنا و حطمت عظامنا فليس لنا مستغيث و لا لنا معين قال فيقول مالك و عزة ربي لا أزيدكم إلا عذابا فيقولون إن عذبنا ربنا لم يظلمنا شيئا قال فيقول مالك فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ يعني بعدا لأصحاب السعير ثم يغضب الجبار فيقول يا مالك سعر سعر فيغضب مالك فيبعث عليهم سحابة سوداء يظل أهل النار كلهم ثم يناديهم فيسمعها أولهم و آخرهم و أفضلهم و أدناهم فيقول ما ذا تريدون أن أمطركم فيقولون الماء البارد وا عطشاه وا طول هواناه فيمطرهم حجارة و كلاليبا و خطاطيفا و غسلينا و ديدانا من نار فينضج وجوههم و جباههم و يغضى أبصارهم و يحطم عظامهم فعند ذلك ينادون وا ثبوراه فإذا بقيت العظام عواري من اللحوم اشتد غضب الله فيقول يا مالك اسجرها عليهم كالحطب في النار ثم يضرب أمواجها أرواحهم سبعين خريفا في النار ثم يطبق عليهم أبوابها من الباب إلى الباب مسيرة خمسمائة عام و غلظ الباب مسيرة خمسمائة عام ثم يجعل كل رجل منهم في ثلاث توابيت من حديد من نار بعضها في بعض فلا يسمع لهم كلام أبدا إلا أن لهم فيها شهيق كشهيق البغال و زفير مثل نهيق الحمير و عواء كعواء الكلاب صم بكم عمي فليس لهم فيها كلام إلا أنين فيطبق عليهم أبوابها و يسد عليهم عمدها فلا يدخل عليهم روح أبدا و لا يخرج منهم الغم أبدا فهي عليهم مؤصدة يعني مطبقة ليس لهم من الملائكة شافعون و لا من أهل الجنة صديق حميم و ينساهم الرب و يمحو ذكرهم من قلوب العباد فلا يذكرون أبدا
بيان الفضخ و الشدخ الكسر و الخياس لعله جمع الخيس بالكسر و هو الشجر الملتف أو هو تصحيف الجبال قوله ع فلا يخطئانه أي لا تقع ضربتهما على غيره و في بعض النسخ فلا يخبطانه من قولهم خبطت الرجل إذا أنعمت عليه من غير معرفة بينكما و قال في القاموس كسف حاله ساءت و فلان نكس طرفه و رجل كاسف البال سيئ الحال قوله ع فيرحل قفاه يقال رحلت البعير إذا شددت على ظهره الرحل و الظاهر فيركل و الركل الضرب بالرجل و عجزة الشيء مؤخره قوله ع مما أعقبتا أي أورثتا من العقوبة بسبب التقصير في طاعة الله أو من قولهم عقبت الرجل إذا بغيته بشر و العضوض البئر البعيدة القعر و السوخاء الأرض التي تسيخ فيها الرجل أي ترسب و لعله إن صحت النسخة هنا كناية عن زلق الأقدام إلى أسفل و الفتر بالكسر ما بين طرف الإبهام و المشيرة و الدلم بالضم جمع الأدلم و هو الشديد السواد و الخطاف كل حديدة حجناء و جمعه خطاطيف و كان في النسخة تصحيفات تركناها كما وجدناها
100- أقول قال سيد الساجدين صلوات الله عليه في الصحيفة الكاملة فيما كان يدعو ع بعد صلاة الليل اللهم إني أعوذ بك من نار تغلظت بها على من عصاك و توعدت بها من صدف عن رضاك و من نار نورها ظلمة و هينها أليم و بعيدها قريب و من نار يأكل بعضها بعض و يصول بعضها على بعض و من نار تذر العظام رميما و تسقي أهلها حميما و من نار لا تبقي على من تضرع إليها و لا ترحم من استعطفها و لا تقدر على التخفيف عمن خشع لها و استسلم إليها تلقي سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال و شديد الوبال و أعوذ بك من عقاربها الفاغرة أفواهها و حياتها الصالقة بأنيابها و شرابها الذي يقطع أمعاء و أفئدة سكانها و ينزع قلوبهم و أستهديك لما باعد منها و أخر عنها الدعاء
101- نهج، ]نهج البلاغة[ من عهد له ع إلى محمد بن أبي بكر و احذروا نارا قعرها بعيد و حرها شديد و عذابها جديد دار ليس فيها رحمة و لا تسمع فيها دعوة و لا تفرج فيها كربة
102- عد، ]العقائد[ اعتقادنا في النار أنها دار الهوان و دار الانتقام من أهل الكفر و العصيان و لا يخلد فيها إلا أهل الكفر و الشرك فأما المذنبون من أهل التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم و الشفاعة التي تنالهم و روي أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها و إنما يصيبهم الآلام عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم و ما الله بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ و أهل النار هم المساكين حقا لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً و إن استطعموا أطعموا من الزقوم و إن استغاثوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ فيمسك الجواب عنهم أحيانا ثم قيل لهم اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ و روي أنه يأمر الله عز و جل برجال إلى النار فيقول لمالك قل للنار لا تحرقي لهم أقداما فقد كانوا يمشون إلى المساجد و لا تحرقي لهم أيديا فقد كانوا يرفعونها إلي بالدعاء و لا تحرقي لهم ألسنة فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن و لا تحرقي لهم وجوها فقد كانوا يسبغون الوضوء فيقول مالك يا أشقياء فما كان حالكم فيقولون كنا نعمل لغير الله فقيل لنا خذوا ثوابكم ممن عملتم له بيان أقول قال الشيخ المفيد رفع الله درجته و أما النار فهي دار من جهل الله سبحانه و قد يدخلها بعض من عرفها بمعصية الله تعالى غير أنه لا يخلد فيها بل يخرج منها إلى النعيم المقيم و ليس يخلد فيها إلا الكافرون و قال تعالى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى يريد بالصلي هنا الخلود فيها و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً و قال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ الآيتان و كل آية تتضمن ذكر الخلود في النار فإنما هي في الكفار دون أهل المعرفة بالله تعالى بدلائل العقول و الكتاب المسطور و الخبر الظاهر المشهور و الإجماع السابق لأهل البدع من أصحاب الوعيد ثم قال رحمه الله و ليس يجوز أن يعرف الله تعالى من هو كافر به و لا يجهله من هو به مؤمن و كل كافر على أصولنا فهو جاهل بالله و من خالف أصول الإيمان من المصلين إلى قبلة الإسلام فهو عندنا جاهل بالله و إن أظهر القول بتوحيده كما أن الكافر برسول الله ص جاهل بالله
و إن كان فيهم من يعترف بتوحيد الله تعالى و يتظاهر بما يوهم المستضعفين أنه معرفة بالله تعالى و قد قال تعالى فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً فأخرج بذلك المؤمن عن أحكام الكافرين و قال تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية فنفى عمن كفر بنبي الله الإيمان و لم يثبت له مع الشك فيه المعرفة بالله على حال و قال تعالى قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إلى قوله وَ هُمْ صاغِرُونَ فنفى الإيمان عن اليهود و النصارى و حكم عليهم بالكفر و الضلال. أقول سيأتي بعض ما يتعلق بالجنة و النار في احتجاج الرضا ع على سليمان المروزي و قد مضى بعضها في باب صفة المحشر و باب جنة الدنيا و نارها. تتميم أقول بعد اتضاح الحق لديك فيما ورد في الآيات المتظافرة و الأخبار المتواترة من أحوال الجنة و النار و خصوصياتهما فلنشر إلى بعض ما قاله في ذلك الفرقة المخالفة للدين من الحكماء و المتفلسفين لتعرف معاندتهم للحق المبين و معارضتهم لشرائع المرسلين. قال شارح المقاصد في تقرير مذهب الحكماء في الجنة و النار و الثواب و العقاب أما القائلون بعالم المثل فيقولون بالجنة و النار و سائر ما ورد به الشرع من التفاصيل و لكن في عالم المثل لا من جنس المحسوسات المحضة على ما تقول به الإسلاميون و أما الأكثرون فيجعلون ذلك من قبيل اللذات و الآلام العقلية و ذلك أن النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هو رأي أفلاطون أو لا كما هو رأي أرسطو فهي أبدية عندهم لا تفنى بخراب البدن بل تبقى ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها و ذلك سعادتها و ثوابها و جنانها على اختلاف المراتب و بتفاوت الأحوال أو متألمة بفقد الكمالات و فساد الاعتقادات و ذلك شقاوتها و عقابها و نيرانها على ما لها من اختلاف التفاصيل و إنما لم يتنبه لذلك في هذا العالم لاستغراقها في تدبير البدن و انغماسها في كدورات عالم الطبيعة و بالجملة لما بها من العلائق و العوائق الزائلة بمفارقة البدن فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب و العقاب و ما يتعلق بذلك من السمعيات فهي مجازات و عبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة و الشقاوة و اختلاف أحوالها في اللذات و الآلام و التدرج مما لها من دركات الشقاوة إلى درجات السعادة فإن الشقاوة السرمدية إنما هي بالجهل المركب الراسخ و الشرارة المضادة للملكة الفاضلة لا الجهل البسيط و الأخلاق الخيالية عن غايتي الفضل و الشرارة فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا يقتضي الشقاوة أصلا. و تفصيل ذلك أن فوات كمالات النفس يكون إما لأمر عدمي كنقصان غريزة العقل أو وجودي كوجود الأمور المضادة للكمالات و هي إما راسخة أو غير راسخة و كل واحد من الأقسام الثلاثة إما أن يكون بحسب القوة النظرية أو العملية يصير ستة فالذي بحسب نقصان الغريزة في القوتين معا فهو غير مجبول بعد الموت و لا عذاب بسببه أصلا و الذي بسبب مضاد راسخ في القوة النظرية كالجهل المركب الذي صار صورة للنفس غير مفارقة عنه فهو غير مجبول أيضا لكن عذابه دائم و أما الثلاثة الباقية أعني النظرية الغير الراسخة كاعتقادات العوام و المقلدة و العملية الراسخة و غير الراسخة كالأخلاق و الملكات الرديئة المستحكمة و غير المستحكمة فيزول بعد الموت لعدم رسوخها أو لكونها هيئات مستفادة من الأفعال و الأمزجة فتزول بزوالها لكنها تختلف في شدة الرداءة و ضعفها و في سرعة الزوال و بطئه فيختلف العذاب بها في الكم و الكيف بحسب الاختلافين و هذا إذا عرفت النفس أن لها كمالا فانيا إما لاكتسابها ما يضاد الكمال أو لاشتغالها بما يصرفها عن اكتساب الكمال أو لتكاسلها في اقتناء الكمال و عدم اشتغالها بشيء من العلوم و أما النفوس السليمة الخالية عن الكمال و عما يضاده و عن الشوق إلى الكمال ففي سعة من رحمة الله خارجة من البدن إلى سعادة تليق بها غير متألمة بما يتأذى به الأشقياء إلا أنه ذهب بعض الفلاسفة إلى أنها لا تجوز أن تكون معطلة عن الإدراك فلا بد أن تتعلق بأجسام أخر لما أنها لا تدرك إلا بآلات جسمانية و حينئذ إما أن تصير مبادئ صور لها و
يكون نفوسا لها و هذا هو القول بالتناسخ و إما أن لا تصير و هذا هو الذي مال إليه ابن سينا و الفارابي من أنها تتعلق بأجرام سماوية لا على أن يكون نفوسا لها مدبرة لأمورها بل على أن يستعملها لإمكان التخيل ثم تتخيل الصور التي كانت معتقدة عندها و في وهمها فيشاهد الخيرات الأخروية على حسب ما يخيلها قالوا و يجوز أن يكون هذا الجرم متولدا من الهواء و الأدخنة من غير أن يقارن مزاجا يقتضي فيضان نفس إنسانية. ثم إن الحكماء و إن لم يثبتوا المعاد الجسماني و الثواب و العقاب المحسوسين فلم ينكروها غاية الإنكار بل جعلوها من الممكنات لا على وجه إعادة المعدوم و جوزوا حمل الآيات الواردة فيها على ظواهرها و صرحوا بأن ليس مخالفا للأصول الحكمية و القواعد الفلسفية و لا مستبعد الوقوع في الحكمة الإلهية لأن للتبشير و الإنذار نفعا ظاهرا في أمر نظام المعاش و صلاح المعاد ثم الإيفاء بذلك التبشير و الإنذار بثواب المطيع و عقاب العاصي تأكيد لذلك و موجب لازدياد النفع فيكون خيرا بالقياس إلى الأكثرين و إن كان ضرا في حق المعذب فيكون من جملة الخير الكثير الذي يلزمه شر قليل بمنزلة قطع العضو لصلاح البدن انتهى. و نحوا من ذلك ذكر الشيخ ابن سينا في رسالة المبدإ و المعاد و لم يذكر هذا التجويز و إنما جوزه في الشفاء خوفا من الديانين في زمانه و لا يخفى على من راجع كلامهم و تتبع أصولهم أن جلها لا يطابق ما ورد في شرائع الأنبياء و إنما يمضغون ببعض أصول الشرائع و ضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان حذرا من القتل و التكفير من مؤمني أهل زمانهم فهم يؤمنون بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم كافرون و لعمري من قال بأن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد و كل حادث مسبوق بمادة و ما ثبت قدمه امتنع عدمه و بأن العقول و الأفلاك و هيولى العناصر قديمة و أن الأنواع المتوالدة كلها قديمة و أنه لا يجوز إعادة المعدوم و أن الأفلاك متطابقة و لا تكون العنصريات فوق الأفلاك و أمثال ذلك كيف يؤمن بما أتت به الشرائع و نطقت به الآيات و تواترت به الروايات من اختيار الواجب و أنه يَفْعَلُ ما يَشاءُ و يَحْكُمُ ما يُرِيدُ
و حدوث العالم و حدوث آدم و الحشر الجسماني و كون الجنة في السماء مشتملة على الحور و القصور و الأبنية و المساكن و الأشجار و الأنهار و أن السماوات تنشق و تطوى و الكواكب تنتثر و تتساقط بل تفنى و أن الملائكة أجسام ملئت منهم السماوات ينزلون و يعرجون و أن النبي ص قد عرج إلى السماء و كذا عيسى و إدريس ع و كذا كثير من معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من شق القمر و إحياء الأموات و رد الشمس و طلوعها من مغربها و كسوف الشمس في غير زمانه و خسوف القمر في غير أوانه و أمثال ذلك و من أنصف و رجع إلى كلامهم علم أنهم لا يعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهزئ بهم أو من جعل الأنبياء ع كأرباب الحيل و المعميات الذين لا يأتون بشيء يفهمه الناس بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم أعاذنا الله و سائر المؤمنين عن تسويلاتهم و شبههم و سنكتب إن شاء الله في ذلك كتابا مفردا و الله الموفق