الآيات الرعد إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ الكهف وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ طه فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ حمعسق وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ ن إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَ لا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَ غَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ كَذلِكَ الْعَذابُ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تفسير لَيَصْرِمُنَّها أي ليقطعنها وَ لا يَسْتَثْنُونَ أي لا يقولون إن شاء الله طائِفٌ أي بلاء طائف كَالصَّرِيمِ أي كالبستان الذي صرمت ثماره وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ أي يتشاورون بينهم خفية عَلى حَرْدٍ أي نكد من حردت السنة إذا لم يكن فيها مطر قادِرِينَ عند أنفسهم على صرامها و سيأتي تفسير سائر الآيات و تأويلها في مواضعها
1- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ و هي النقمة أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك و يسمعون به و الذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم و لا يتعظ بعضهم ببعض و لن يزالوا كذلك حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ الذي وعد المؤمنين من النصر و خزي الكافرين
2- فس، ]تفسير القمي[ وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً قال نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثير الثمار كما حكى الله عز و جل و فيهما نخل و زرع و ماء و كان له جار فقير فافتخر الغني على الفقير و قال له أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً ثم دخل بستانه و قال ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً فقال له الفقير أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ثم قال الفقير للغني فهلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً ثم قال الفقير فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أي محترقا أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فوقع فيها ما قال الفقير في ذلك الليلة فَأَصْبَحَ الغني يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ على ما أنفق فيها وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَ يَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما كانَ مُنْتَصِراً و هذه عقوبة الغني
3- عن سليمان بن عبد الله قال كنت عند أبي الحسن موسى ع قاعدا فأتي بامرأة قد صار وجهها قفاها فوضع يده اليمنى في جبينها و يده اليسرى من خلف ذلك ثم عصر وجهها عن اليمين ثم قال إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ فرجع وجهها فقال احذري أن تفعلي كما فعلت قالوا يا ابن رسول الله و ما فعلت فقال ذلك مستور إلا أن تتكلم به فسألوها فقالت كانت لي ضرة فقمت أصلي فظننت أن زوجي معها فالتفت إليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها فرجع وجهها على ما كان
4- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي عمرو المدائني عن أبي عبد الله ع قال إن أبي كان يقول إن الله قضى قضاء حتما لا ينعم على عبده بنعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ما يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة و ذلك قول الله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ
5- شي، ]تفسير العياشي[ عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع في قول الله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ فصار الأمر إلى الله تعالى
6- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في كتاب له جعلت فداك يا سيدي علم مولاك ما لا يقبل لقائله دعوة و ما لا يؤخر لفاعله دعوة و ما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح و الاستغفار الذي لا يعذب قائله و كيف يلفظ بهما و ما معنى قوله وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ و قوله فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي و إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ و كيف تغيير القوم ما بأنفسهم حتى يغير ما بأنفسهم فكتب صلوات الله عليه كافأكم الله عني بتضعيف الثواب و الجزاء الحسن الجميل و عليكم جميعا السلام و رحمة الله و بركاته الاستغفار ألف و التوكل مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ و أما قوله فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ من قال بالإمامة و اتبع أمركم بحسن طاعتهم و أما التغير إنه لا يسيء إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم و ارتكابهم ما نهى عنه و كتب بخطه
7- نهج، ]نهج البلاغة[ و ايم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها لأن الله تعالى لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ و لو أن الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم و وله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد و أصلح لهم كل فاسد
توضيح في غض نعمة أي في نعمة غضة طرية ناضرة و الوله بالتحريك الحزن و الخوف و الشارد النافر
8- دعوات الراوندي، قال الصادق ع اتقوا الذنوب و حذروها إخوانكم فو الله ما العقوبة إلى أحد أسرع منها إليكم لأنكم لا تؤاخذون بها يوم القيامة
9- و قال زين العابدين ع ما من مؤمن تصيبه رفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته ببدنه أو ماله حتى يتوفر حظه في دولة الحق