الآيات البقرة أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ و قال سبحانه وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و قال تعالى وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آل عمران وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ الأنعام وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ و قال عز و جل وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ الرعد أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ و قال تعالى وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ الأنبياء اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ النور وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ التنزيل إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ الطلاق وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً كورت وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ الانشقاق فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً الغاشية إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ التكاثر ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ. تفسير قال الطبرسي رحمه الله أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا أي حظ من كسبهم باستحقاقهم الثواب عليه وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ ذكر فيه وجوه أحدها أن معناه سريع المجازاة للعباد على أعمالهم و أن وقت الجزاء قريب يجري مجرى قوله سبحانه وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ و عبر عن الجزاء بالحساب لأن الجزاء كفاء العمل و بمقداره فهو حساب له يقال أحسبني الشيء كفاني. و ثانيها أن يكون المراد به أنه يحاسب أهل الموقف في أوقات يسيرة لا يشغله حساب أحد عن حساب غيره كما لا يشغله شأن عن شأن و ورد في الخبر أن الله سبحانه يحاسب الخلائق كلهم في مقدار لمح البصر و روي بقدر حلب شاه و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال معناه أنه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة. و ثالثها أن معناه أنه سبحانه سريع القبول لدعاء هؤلاء و الإجابة لهم من غير احتباس فيه و بحث عن المقدار الذي يستحقه كل داع و يقرب منه ما روي عن ابن عباس أنه قال يريد أنه لا حساب على هؤلاء إنما يعطون كتبهم بأيمانهم فيقال لهم هذه سيئاتكم قد تجاوزت بها عنكم و هذه حسناتكم قد ضاعفتها لكم. و في قوله تعالى وَ إِنْ تُبْدُوا أي تظهروا ما فِي أَنْفُسِكُمْ و تعلنوه من الطاعة و المعصية أَوْ تُخْفُوهُ أي تكتموه يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ أي يعلم الله ذلك و يجازيكم عليه و قيل معناه إن تظهروا الشهادة أو تكتموها فإن الله يعلم ذلك و يجازيكم به عن ابن عباس و جماعة و قيل إنها عامة في الأحكام التي تقدم ذكرها في السورة خوفهم
الله تعالى من العمل بخلافها و قال قوم إن هذه الآية منسوخة بقوله لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و رووا في ذلك خبرا ضعيفا و هذا لا يصح لأن تكليف ما ليس في الوسع غير جائز فكيف ينسخ و إنما المراد بالآية ما يتناوله الأمر و النهي من الاعتقادات و الإرادات و غير ذلك مما هو مستور عنا و أما ما لا يدخل في التكليف من الوساوس و الهواجس مما لا يمكن التحفظ عنه من الخواطر فهو خارج عنه لدلالة العقل و لقوله ص و تجوز لهذه الأمة عن نسيانها و ما حدثت به أنفسها فعلى هذا يجوز أن تكون الآية الثانية بينت الأولى و أزالت توهم من صرف ذلك إلى غير وجهه و ظن أن ما يخطر بالبال و تتحدث به النفس مما لا يتعلق به التكليف فإن الله يؤاخذه به و الأمر بخلاف ذلك و قوله فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ منهم رحمة و تفضلا وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ منهم ممن استحق العقاب عدلا وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ من المغفرة و العذاب عن ابن عباس و لفظ الآية عام في جميع الأشياء و القول فيما يخطر بالبال من المعاصي أن الله سبحانه لا يؤاخذ به و إنما يؤاخذ بما يعزم الإنسان و يعقد قلبه عليه مع إمكان التحفظ عنه فيصير من أفعال القلب فيجازيه كما يجازيه على أفعال الجوارح و إنما يجازيه جزاء العزم لا جزاء عين تلك المعصية لأنه لم يباشرها و هذا بخلاف العزم على الطاعة فإنه يجازي على عزمه ذلك جزاء تلك الطاعة كما جاء في الأخبار أن المنتظر للصلاة في الصلاة ما دام ينتظرها و هذا من لطائف نعم الله على عباده. و في قوله عز و جل وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ أي ما من حيوان يمشي على وجه الأرض وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ جمع بهذين اللفظين جميع الحيوانات و إنما قال يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ للتأكيد و رفع اللبس لأن القائل قد يقول طر في حاجتي أي أسرع فيها إِلَّا أُمَمٌ أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها يشتمل كل صنف على العدد الكثير أَمْثالُكُمْ قيل إنه يريد أشباهكم في إبداع الله إياها و خلقه لها و دلالتها على أن لها صانعا و قيل إنما مثلت الأمم من غير الناس بالناس في الحاجة إلى مدبر يدبرهم في أغذيتهم و أكلهم و لباسهم و نومهم و يقظتهم و هدايتهم إلى مراشدهم إلى ما لا يحصى كثرة من أحوالهم و مصالحهم و أنهم يموتون و يحشرون و بين بهذا أنه لا يجوز للعباد أن يتعدوا في ظلم شيء منها فإن الله خالقها و المنتصف لها ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ أي ما تركنا و قيل ما قصرنا و الكتاب القرآن لأن فيه جميع ما يحتاج إليه من أمور الدين و الدنيا إما مجملا و إما مفصلا و المجمل قد بينه على لسان نبيه ص و أمر باتباعه في قوله ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ الآية و قيل المراد به اللوح و قيل المراد بهالأجل أي ما تركنا شيئا إلا و قد أوجبنا له أجلا ثم يحشرون جميعا ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ أي يحشرون إلى الله بعد موتهم يوم القيامة كما يحشر العباد فيعوض الله تعالى ما يستحق العوض منها و ينتصف لبعضها من بعض و فيما رووه عن أبي هريرة أنه قال يحشر الله الخلق يوم القيامة البهائم و الدواب و الطير و كل شيء فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني ترابا فلذلك يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً.
و عن أبي ذر قال بينا أنا عند رسول الله ص إذ انتطحت عنزان فقال النبي ص أ تدرون فيما انتطحا فقالوا لا ندري قال لكن الله يدري و سيقضي بينهما
و على هذا فإنما جعلت أمثالنا في الحشر و القصاص و يؤيده قوله تعالى وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ و استدلت جماعة من أهل التناسخ بهذه الآية على أن البهائم و الطيور مكلفة لقوله أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ و هذا باطل لأنا قد بينا أنها من أي جهة تكون أمثالنا و لو وجب حمل ذلك على العموم لوجب أن تكون أمثالنا في كونها على مثل صورنا و هيئاتنا و خلقنا و أخلاقنا فكيف يصح تكليف البهائم و هي غير عاقلة و التكليف لا يصح إلا مع كمال العقل. أقول قد أورد الرازي في ذلك فصلا مشبعا لا يهم إيراده و قد مر تفسير سوء الحساب في باب أحوال المجرمين و سيأتي في الأخبار و قال الطبرسي رحمه الله في قوله عز و جل اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ اقترب افتعل من القرب و المعنى اقترب للناس وقت حسابهم يعني القيامة أي وقت محاسبة الله إياهم و مساءلتهم عن نعمه هل قابلوها بالشكر و عن أوامره هل امتثلوها و عن نواهيه هل اجتنبوها و إنما وصف بالقرب لأن كل ما هو آت قريب وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ من دنوها و كونها مُعْرِضُونَ عن التفكر فيها و التأهب لها و قيل عن الإيمان بها. و قال البيضاوي في قوله تعالى أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ أي أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كسراب و هو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري و القيعة بمعنى القاع و هو الأرض المستوية و قيل جمعه كجار و جيرة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً أي العطشان و تخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحاجة حَتَّى إِذا جاءَهُ جاء ما توهمه ماء أو جاء موضعه لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً مما ظنه وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ عقابه أو زبانيته أو وجده محاسبا إياه فَوَفَّاهُ حِسابَهُ استعواضا أو مجازاة وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ لا يشغله حساب عن حساب. و في قوله تعالى وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أهل قرية عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ أعرضت عنه إعراض العاتي المعاند فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً باستقصاء و المناقشة وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً منكرا و المراد حساب الآخرة و عذابها و التعبير بلفظ الماضي للتحقيق فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها عقوبة كفرها و معاصيها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً لا ربح فيه أصلا و في قوله تعالى إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ أي رجوعهم. و قال الطبرسي في قوله تعالى ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال مقاتل يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير و النعمة فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه إذ لم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره و أشركوا به ثم يعذبون على ترك الشكر و هذا قول الحسن قال لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار و قال الأكثرون إن المعنى ثم لتسألن يا معاشر المكلفين عن النعيم قال قتادة إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه و قيل عن النعيم في المأكل و المشرب و غيرهما من الملاذ عن سعيد بن جبير و قيل النعيم الصحة و الفراغ عن عكرمة و قيل هو الأمن و الصحة عن ابن مسعود و مجاهد و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قيل يسأل عن كل نعيم إلا ما خصه الحديث
و هو قوله ع ثلاثة لا يسأل عنها العبد خرقة يواري بها عورته أو كسرة يسد بها جوعته أو بيت يكنه من الحر و البرد
و روي أن بعض الصحابة أضاف النبي ص مع جماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا و ماء باردا فأكلوا فلما خرجوا قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه
و روى العياشي بإسناده في حديث طويل قال سأل أبو حنيفة أبا عبد الله ع عن هذه الآية فقال له ما النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام و الماء البارد فقال لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد و بنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين و بنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء و بنا هداهم الله للإسلام و هو النعمة التي لا تنقطع و الله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم و هو النبي ص و عترته ع
1- ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن أحمد الأسدي البردعي عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيها عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه و شبابه فيما أبلاه و عن ماله من أين كسبه و فيما أنفقه و عن حبنا أهل البيت
بيان العمر لا يستلزم القوة و الشباب و كل منهما نعمة يسأل عن كل منهما و مع الاستلزام أيضا تكفي المغايرة للسؤال عن كل منهما
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ في خبر سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ع في حديث طويل قال ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي و الذنوب فقال عز و جل وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فإن قلتم أيها الناس إن الله عز و جل إنما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذلك و هو يقول وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين و لا تنشر لهم الدواوين و إنما تنشر الدواوين لأهل الإسلام الخبر
3- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال قال رسول الله ص لا تزول قدما عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتى يسأله عن أربع خصال عمرك فيما أفنيته و جسدك فيما أبليته و مالك من أين كسبته و أين وضعته و عن حبنا أهل البيت
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الثمالي مثله و زاد فيه فقال رجل من القوم و ما علامة حبكم يا رسول الله فقال محبة هذا و وضع يده على رأس علي بن أبي طالب ع
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن إسحاق عن الصادق جعفر بن محمد ع قال إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنة فقير في الدنيا و غني في الدنيا فيقول الفقير يا رب على ما أوقف فو عزتك إنك لتعلم أنك لم تولني ولاية فأعدل فيها أو أجور و لم ترزقني مالا فأؤدي منه حقا أو أمنع و لا كان رزقي يأتيني منها إلا كفافا على ما علمت و قدرت لي فيقول الله جل جلاله صدق عبدي خلوا عنه يدخل الجنة و يبقى الآخر حتى يسيل منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيرا لكفاها ثم يدخل الجنة فيقول له الفقير ما حبسك فيقول طول الحساب ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي ثم أسأل عن شيء آخر حتى تغمدني الله عز و جل منه برحمة و ألحقني بالتائبين فمن أنت فيقول أنا الفقير الذي كنت معك آنفا فيقول لقد غيرك النعيم بعدي
5- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن عيسى عن عمر بن إبراهيم بياع السابري عن حجر بن زائدة عن رجل عن أبي جعفر ع قال قلت له يا ابن رسول الله إن لي حاجة فقال تلقاني بمكة فقلت يا ابن رسول الله إن لي حاجة فقال تلقاني بمنى فقلت يا ابن رسول الله إن لي حاجة فقال هات حاجتك فقلت يا ابن رسول الله إني أذنبت ذنبا بيني و بين الله لم يطلع عليه أحد فعظم علي و أجلك أن أستقبلك به فقال إنه إذا كان يوم القيامة و حاسب الله عبده المؤمن أوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ثم غفرها له لا يطلع على ذلك ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا قال عمر بن إبراهيم و أخبرني عن غير واحد أنه قال و يستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليها قال و يقول لسيئاته كوني حسنات قال و ذلك قول الله تبارك و تعالى فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً
6- فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ فأما الحسنى فالجنة و أما الزيادة فالدنيا ما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة و يجمع لهم ثواب الدنيا و الآخرة و يثيبهم بأحسن أعمالهم في الدنيا و الآخرة يقول الله وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ
7- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله عز و جل فإنه لا يحاسب و يؤمر به إلى النار
صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله
8- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال قال النبي ص أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل مصر من عمل لله أعطاه الله أجره في الدنيا و الآخرة و كفاه المهم فيهما و قد قال تعالى يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة قال الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ و الحسنى هي الجنة و الزيادة هي الدنيا الخبر
10- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص كل نعيم مسئول عنه يوم القيامة إلا ما كان في سبيل الله تعالى
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن الحسن بن حفص عن هشام النهشلي عن عمر بن هاشم عن معروف بن خربوذ عن عامر بن واثلة عن أبي بردة الأسلمي قال سمعت رسول الله ص يقول لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن جسده فيما أبلاه و عن عمره فيما أفناه و عن ماله مما اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبنا أهل البيت
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري عن عمه علي بن سليمان عن الطيالسي عن العلاء عن محمد قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً فقال ع يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدا من الناس فيعرفه ذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عز و جل للكتبة بدلوها حسنات و أظهروها للناس فيقول الناس حينئذ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الآية و هي في المذنبين من شيعتنا خاصة
13- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن القاشاني عن الأصفهاني عن المنقري عن ابن عيينة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما من عبد إلا و لله عليه حجة إما في ذنب اقترفه و إما في نعمة قصر عن شكرها
14- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن ابن عيينة عن حميد بن زياد عن عطاء بن يسار عن أمير المؤمنين ع قال يوقف العبد بين يدي الله فيقول قيسوا بين نعمي عليه و بين عمله فتستغرق النعم العمل فيقولون قد استغرق النعم العمل فيقول هبوا له نعمي و قيسوا بين الخير و الشر منه فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير و أدخله الجنة و إن كان له فضل أعطاه الله بفضله و إن كان عليه فضل و هو من أهل التقوى لم يشرك بالله تعالى و اتقى الشرك به فهو من أهل المغفرة يغفر الله له برحمته إن شاء و يتفضل عليه بعفوه
15- عدة، ]عدة الداعي[ في الخبر النبوي أنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربع و عشرون خزانة عدد ساعات الليل و النهار فخزانة يجدها مملوءة نورا و سرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح و السرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار و هي الساعة التي أطاع فيها ربه ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع و الجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها و هي الساعة التي عصى فيها ربه ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره و لا ما يسوؤه و هي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا فيناله من الغبن و الأسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملأها حسنات ما لا يوصف و من هذا قوله تعالى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ
16- و روي أن الله سبحانه يجمع الخلق يوم القيامة و لبعضهم على بعض حقوق و له قبلهم تبعات فيقول عبادي ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم فهبوا بعضكم تبعات بعض و ادخلوا الجنة جميعا برحمتي
17- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص كل محاسب معذب فقال له قائل يا رسول الله فأين قول الله عز و جل فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قال ذاك العرض يعني التصفح
بيان يعني أن الحساب اليسير هو تصفح أعماله و عرضها على الله أو على صاحبه من غير أن يناقش عليها و يؤخذ بكل حقير و جليل من غير عفو فإن من فعل الله تعالى ذلك به هلك إذ لا يقوم فعل أحد من الخلق بحق نعم الله عليه لا سيما إذا انضم إليها فعل الخطايا و الآثام فالمراد بالحساب في أول الخبر المحاسبة على هذا الوجه كما هو دأب المحاسبين في الدنيا و لذا ورد في بعض الأخبار مكانه نوقش في الحساب
فقد روى الحسين بن مسعود في شرح السنة بإسناده عن البخاري عن سفيان بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر عن ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي ص كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه و إن النبي ص قال من حوسب عذب قالت عائشة فقلت أ و ليس يقول الله تعالى فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قالت فقال إنما ذلك العرض و لكن من نوقش الحساب يهلك
هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة و علي بن حجر عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قوله ع من نوقش الحساب يهلك المناقشة الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شيء يقال انتقشت منه حقي أجمع و منه نقش الشوك من الرجل و هو استخراجه منها انتهى كلامه.
و روى مسلم في صحيحه عن النبي ص أنه قال من نوقش الحساب يوم القيامة عذب
و قال بعض شراحه قال القاضي قوله عذب له معنيان أحدهما أن نفس المناقشة و عرض الذنوب و التوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ و الثاني أنه يفضي إلى العذاب بالنار و يؤيده قوله في الرواية الأخرى هلك مكان عذب هذا كلام القاضي و هذا الثاني هو الصحيح و معناه أن التقصير غالب في العباد فمن استقصي عليه و لم يسامح هلك و دخل النار و لكن الله تعالى يعفو و يغفر ما دون الشرك لمن يشاء انتهى. أقول يحتمل الخبر الذي رويناه وجها آخر و إن كان قريبا مما ذكر و هو أن هذا النوع من المحاسبة إنما يكون لمن يستحق العذاب الدائم و لا يستوجب الرحمة كالمخالفين و النواصب فأما من علم الله أنه يستحق الرحمة فلا يحاسبه على هذا الوجه بل على وجه العفو و الصفح ثم اعلم أن التصفح هو البحث عن الأمر و النظر فيه و لم يأت بمعنى الصفح و العفو كما توهم هاهنا
18- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن التمار عن أبي عبد الله بن محمد عن سويد عن الحكم بن سيار عن سدوس صاحب السابري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة فدخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد من تحت العرش تتاركوا المظالم بينكم فعلي ثوابكم
19- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو القاسم بن شبل بن أسد عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الرحمن بن أحمد التميمي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم و ما كان لنا فهو لهم ثم قرأ أبو عبد الله ع إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ
20- يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن معبد عن درست عن ابن أذينة عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك ما تقول في القضاء و القدر قال أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم و لم يسألهم عما قضى عليهم
21- سن، ]المحاسن[ أبي رفعه قال إن أمير المؤمنين ع صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني يا أمير المؤمنين فسرها لي فقال ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها و لكنه عرض لي بهر حال بيني و بين الكلام نعم الذبوب ثلاثة فذنب مغفور و ذنب غير مغفور و ذنب نرجو و نخاف عليه قيل يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبة الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم و أكرم أن يعاقب عبده مرتين و أما الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض إن الله تبارك و تعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال و عزتي و جلالي لا يجوزني ظلم ظالم و لو كف بكف و لو مسحة بكف و نطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ثم يبعثهم الله إلى الحساب و أما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده و رزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة و نخاف عليه العقاب
بيان قال الجزري البهر بالضم هو ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد و العدو من التهيج و تتابع النفس انتهى و قد مر شرح الخبر في باب التوبة
22- ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن أبي جميلة عن أبي شعيب الحداد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أنا أولى قادم على الله ثم يقدم علي كتاب الله ثم يقدم علي أهل بيتي ثم يقدم علي أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي و أهل بيت نبيكم
23- سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن ابن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن طعام يأكله و ثوب يلبسه و زوجة صالحة تعاونه و يحصن بها فرجه
24- سن، ]المحاسن[ أبي عن القاسم بن محمد عن الحارث بن حريز عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال دخلت على أبي جعفر ع فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه و لا أطيب منه فلما فرغنا من الطعام قال يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا قلت جعلت فداك ما رأيت أنظف منه قط و لا أطيب و لكني ذكرت الآية التي في كتاب الله لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ فقال أبو جعفر ع لا إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق
25- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي إسحاق قال سمعته يقول في سُوءُ الْحِسابِ لا يقبل حسناتهم و يؤاخذون بسيئاتهم
26- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قال يحسب عليهم السيئات و يحسب لهم الحسنات و هو الاستقصاء
27- شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قال الاستقصاء و المداقة و قال يحسب عليهم السيئات و لا يحسب لهم الحسنات
بيان لا يحسب لهم الحسنات لعدم إتيانهم بها على وجهها و لإخلالهم بشرائطها كحسنات المخالفين فإن من شرائط صحة الأعمال ولاية أهل البيت ع فلذا لا يقبل منهم أعمالهم و لعل ما في الخبر السابق من محاسبة الحسنات لبعض فساق الشيعة
28- شي، ]تفسير العياشي[ عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع أنه قال لرجل يا فلان ما لك و لأخيك قال جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي قال أبو عبد الله أخبرني عن قول الله وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم لا و الله خافوا الاستقصاء و المداقة
29- قال محمد بن عيسى و بهذا الإسناد أن أبا عبد الله ع قال لرجل شكاه بعض إخوانه ما لأخيك فلان يشكوك فقال أ يشكوني أن استقصيت حقي قال فجلس مغضبا ثم قال كأنك إذا استقصيت لم تسئ أ رأيت ما حكى الله تبارك و تعالى وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أ خافوا الله أن يجور عليهم لا و الله ما خافوا إلا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء
كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن حماد مثله بيان السوء هنا بمعنى الإساءة و الإضرار و التعذيب لا فعل القبيح و الحاصل أن المداقة في الحساب سماها الله سوءا يفعله بمن يستحقه على وجه التعذيب فإذا فعلت ذلك بأخيك فحق له أن يشكوك
30- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحسن بن هارون عن أبي عبد الله ع في قول الله إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا قال يسأل السمع عما يسمع و البصر عما يطرف و الفؤاد عما عقد عليه
31- بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن سعيد بن أبي سعيد عن محمد بن أحمد بن بطة عن الوليد بن أبان عن محمد بن داود عن يعقوب بن إسحاق عن الحارث بن محمد عن أبي بكر بن عياش عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي بردة قال قال رسول الله ص لا تزول قدم عبد حتى يسأل عن حبنا أهل البيت قيل يا رسول الله ما علامة حبكم قال فضرب بيده على منكب علي ع
32- كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن الحسن بن علي بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا
33- يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها
34- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و العدة عن أحمد بن محمد و سهل جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن الدواوين يوم القيامة ديوان فيه النعم و ديوان فيه الحسنات و ديوان فيه السيئات فيقابل بين ديوان النعم و ديوان الحسنات فتستغرق النعم ديوان الحسنات و يبقى ديوان السيئات فيدعا ابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول يا رب أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليله بترتيلي و تفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني قال فيقول العزيز الجبار ابسط يمينك فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار و يملأ شماله من رحمة الله ثم يقال هذه الجنة مباحة لك فاقرأ و اصعد فإذا قرأ آية صعد درجة
35- كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن ثوير بن أبي فاختة قال سمعت علي بن الحسين ع يحدث في مسجد رسول الله ص فقال حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب ع يحدث الناس قال إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك و تعالى الناس من حفرهم غرلا مهلا جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور و تجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا و يزدحمون دونها فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم و يكثر عرقهم و تضيق بهم أمورهم و يشتد ضجيجهم و ترتفع أصواتهم قال و هو أول هول من أهوال يوم القيامة قال فيشرف الجبار تبارك و تعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا و استمعوا منادي الجبار قال فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم قال فتنكسر أصواتهم عند ذلك و تخشع أبصارهم و تضطرب فرائصهم و تفزع قلوبهم و يرفعون رءوسهم إلى ناحية الصوت مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ قال فعند ذلك يقول الكافر هذا يَوْمٌ عَسِرٌ قال فيشرف الله عز و جل ذكره الحكم العدل عليهم فيقول أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور اليوم أحكم بينكم بعدلي و قسطي لا يظلم اليوم عندي أحد اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه و لصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات و السيئات و أثيب على الهبات و لا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم و لأحد عنده مظلمة إلا مظلمة يهبها لصاحبها و أثيبه عليها و آخذ له بها عند الحساب فتلازموا أيها الخلائق و اطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا و أنا شاهد لكم عليهم و كفى بي شهيدا قال فيتعارفون و يتلازمون فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها قال فيمكثون ما شاء الله فيشتد حالهم فيكثر عرقهم و يشتد غمهم و ترتفع أصواتهم بضجيج شديد فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها قال و يطلع الله عز و جل على جهدهم فينادي مناد من عند الله تبارك و تعالى يسمع آخرهم كما يسمع أولهم يا معاشر الخلائق أنصتوا لداعي الله تبارك و تعالى و اسمعوا إن الله تبارك و تعالى يقول لكم أنا الوهاب إن أحببتم أن تواهبوا فتواهبوا و إن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم قال فيفرحون بذلك لشدة جهدهم و ضيق مسلكهم و تزاحمهم قال فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلصوا مما هم فيه و يبقى بعضهم فيقولون يا رب مظالمنا أعظم من أن نهبها قال فينادي مناد من تلقاء العرش أين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس قال فيأمره الله عز و جل أن يطلع من الفردوس قصرا من فضة بما فيه من الآنية و الخدم قال فيطلعه عليهم في حفافة القصر الوصائف و الخدم قال فينادي مناد من عند الله تبارك و تعالى يا معشر الخلائق ارفعوا رءوسكم فانظروا إلى هذا القصر قال فيرفعون رءوسهم فكلهم يتمناه قال فينادي مناد من عند الله تبارك و تعالى يا معشر الخلائق هذا لكل من عفا عن مؤمن قال فيعفون كلهم إلا القليل قال فيقول الله عز و جل لا يجوز إلى جنتي اليوم ظالم و لا يجوز إلى ناري اليوم ظالم و لأحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب أيها الخلائق استعدوا للحساب قال ثم يخلي سبيلهم فينطلقون إلى العقبة يكرد بعضهم بعضا حتى ينتهوا إلى العرصة و الجبار تبارك و تعالى على العرش قد نشرت الدواوين و نصبت الموازين و أحضر النبيون و الشهداء و هم الأئمة يشهد كل إمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عز و جل و دعاهم إلى سبيل الله قال فقال له رجل من قريش يا ابن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شيء يأخذ من الكافر و هو من أهل النار قال فقال له علي بن الحسين ع يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمته قال فقال له القرشي فإذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف يؤخذ مظلمته من المسلم قال يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فيزاد على حسنات المظلوم قال فقال له القرشي فإن لم يكن للظالم حسنات قال إن لم يكن للظالم حسنات فإن للمظلوم سيئات تؤخذ من سيئات المظلوم فيزاد على سيئات الظالم
بيان قال الجزري فيه يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا الغرل جمع الأغرل و هو الأغلف قوله ع مهلا لعله من المهلة بمعنى السكينة و الرفق كناية عن الحيرة و الدهشة أو المراد مسرعين و الماهل السريع و المتقدم و الأظهر أنه تصحيف بهما كما ورد في روايات العامة قال الجزري فيه يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما جمع بهيم و هو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه يعني ليس فيهم شيء من العاهات و الأعراض التي تكون في الدنيا كالعمى و العور و العرج و غير ذلك و إنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد في الجنة أو النار و قال بعضهم روي في تمام الحديث قيل و ما البهم قال ليس معهم شيء يعني من أعراض الدنيا و هذا لا يخالف الأول من حيث المعنى انتهى و الجرد بالضم جمع الأجرد و هو الذي لا شعر عليه و كذا المرد بالضم جمع الأمرد. قوله ع يسوقهم النور و تجمعهم الظلمة أي يسوقهم نار من خلفهم يهربون منه و جميعهم يمشون في الظلمة كما مر في أشراط الساعة أو إذا رأوا نورا مشوا و إذا أظلم عليهم قاموا. قوله ع فيشرف الجبار هذا كناية عن اطلاعه عليهم و تعلق إرادته بالقضاء فيهم فيخلق الصوت في ظلل من الملائكة بما يريد من القضاء فيهم شبهوا في كثرتهم بسحب تظل على الخلق أو في لطافتهم بالظل و قد مر الكلام في ذلك في قوله تعالى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ و هذا الخبر يؤيد قراءة من قرأ من غير السبعة الملائكة بالكسر عطفا على الغمام فتفطن. قوله ع و آخذ الواو بمعنى أو قوله ع في حفافة القصر بكسر الحاء أي مع من يحف القصر و يطيف به أو فيهم الوصائف و الخدم أو في جوانب القصر الوصائف و الخدم و على التقادير الجملة حالية و على الأول أي كون في بمعنى مع يحتمل أن يكون الوصائف و الخدم عطف بيان للحفافة. قال الجزري فيه ظلل الله مكان البيت غمامة و كانت حفاف البيت أي محدقة به و حفافا الجبل جانباه انتهى و الكرد السوق و الدفع و كون الجبار على العرش كناية عن تمكنه على عرش العظمة و الجلال و أنه يجري حكمه عند العرش و يظهر آثار قضائه هناك
36- نهج، ]نهج البلاغة[ ألا و إن الظلم ثلاثة فظلم لا يغفر و ظلم لا يترك و ظلم مغفور لا يطلب فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله قال الله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ و أما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات و أما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص هناك شديد ليس هو جرحا بالمدى و لا ضربا بالسياط و لكنه ما يستصغر ذلك معه
بيان الهنات جمع هنة و هو الشيء اليسير و يمكن أن يكون المراد بها الصغائر فإنها مكفرة مع اجتناب الكبائر أو الأعم فيكون قوله ع مغفور لا يطلب أي أحيانا لا دائما و على الأول لا يكون المقصود الحصر و المدى بالضم جمع مدية و هي السكين
37- نهج، ]نهج البلاغة[ سئل ع كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم فقال كما يرزقهم على كثرتهم قيل فكيف يحاسبهم و لا يرونه قال كما يرزقهم و لا يرونه
-38 كا، ]الكافي[ محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قال يقول أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم الخبر
فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن أحمد رفعه عن أبي جعفر ع مثله
39- فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد الله ع قال قلت قول الله لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله ص ثم بأهل بيته ع
40- سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع في قوله لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال إن الله أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله و شربه
41- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناده عن إبراهيم بن العباس الصولي قال كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا ع فقال ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن حضره فيقول الله عز و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ أما هذا النعيم في الدنيا و هو الماء البارد فقال له الرضا ع و علا صوته كذا فسرتموه أنتم و جعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد و قال غيرهم هو الطعام الطيب و قال آخرون هو طيب النوم و لقد حدثني أبي عن أبيه عن أبي عبد الله ع أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ فغضب ع و قال إن الله عز و جل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به و لا يمن بذلك عليهم و الامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز و جل ما لا يرضى للمخلوقين به و لكن النعيم حبنا أهل البيت و موالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد و النبوة لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة التي لا تزول و لقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ع أنه قال قال رسول الله ص يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك ولي المؤمنين بما جعله الله و جعلته لك فمن أقر بذلك و كان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له الخبر
42- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال علي بن أبي طالب ع في قول الله عز و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال الرطب و الماء البارد
بيان لعله محمول على التقية أو على أنه يسأل المخالفون عنها لا المؤمنون
43- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ القاسم عن عبد الصمد بن بشير عن معاوية قال قال لي أبو عبد الله ع إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ثم قرأ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ
44- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن فلان بن عمار قال قال أبو عبد الله ع الدواوين يوم القيامة ثلاثة ديوان فيه النعم و ديوان فيه الحسنات و ديوان فيه الذنوب فيقابل بين ديوان النعم و ديوان الحسنات فيستغرق عامة الحسنات و تبقى الذنوب
45- كتاب فضائل الشيعة، للصدوق رحمه الله بإسناده عن ميسر قال سمعت الرضا ع يقول و الله لا يرى منكم في النار اثنان لا و الله و لا واحد قال قلت فأين ذلك من كتاب الله قال فأمسك عني سنة قال فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي يا ميسر اليوم أذن لي في جوابك عن مسألتك كذا قال قلت فأين هو من القرآن قال في سورة الرحمن و هو قول الله عز و جل فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس و لا جان فقلت له ليس فيها منكم قال إن أول من غيرها ابن أروى و ذلك أنها حجة عليه و على أصحابه و لو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عز و جل عن خلقه إذ لم يسأل عن ذنبه إنس و لا جان فلمن يعاقب إذا يوم القيامة
46- ع، ]علل الشرائع[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن ابن يزيد رفعه عن أحدهما ع قال يؤتى يوم القيامة بصاحب الدين يشكو الوحشة فإن كانت له حسنات أخذ منه لصاحب الدين و قال و إن لم تكن له حسنات ألقي عليه من سيئات صاحب الدين
بيان الوحشة الهم و الخلوة و الخوف و وحش الرجل جاع و نفد زاده أي يشكو همه بذهاب ماله أو جوعه و اضطراره بعدم رد ماله إليه و يمكن أن يكون بالخاء المعجمة قال الفيروزآبادي الوحش رذال الناس و سقاطهم و الظاهر أنه وقع فيه تصحيف و لعله كان مكانه غريمه أو نحوه
47- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن جعفر بن محمد بن يوسف رفعه عن صفوان عن أبي الحسن ع قال إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم
48- فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري رفعه عن قبيصة عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ قال فينا قلت إنما أسألك عن التفسير قال نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا إلينا فما كان بينهم و بين الله استوهبه محمد ص من الله و ما كان فيما بينهم و بين الناس من المظالم أداه محمد ص عنهم و ما كان فيما بيننا و بينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب
49- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال ع عند ذكر معجزات النبي ص و كلام الذئب مع الراعي قال الذئب و لكن الشقي كل الشقي من يشاهد آيات محمد ص في أخيه علي ع و ما يؤديه عن الله من فضائله ثم هو مع ذلك يخالفه و يظلمه و سوف يقتلونه باطلا و يقتلون ذريته و يسبون حريمهم لا جرم أن الله قد جعلنا معاشر الذئاب أنا و نظرائي من المؤمنين نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء و جعل في تعذيبهم شهواتنا و في شدائد آلامهم لذاتنا
أقول سيأتي تمامه في أبواب معجزات النبي ص
50- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ إن الله تعالى إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادى منادي ربنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم و كفرهم فقال الله أكبر الله أكبر و مناد آخر ينادي معاشر الخلائق ساعدوه على هذه المقالة فأما الدهرية و المعطلة فيخرسون عن ذلك و لا تنطق ألسنتهم و يقولها سائر الناس ثم يقول المنادي أشهد أن لا إله إلا الله فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس و النصارى و عبدة الأوثان فإنهم يخرسون فيبينون بذلك من سائر الخلق ثم يقول المنادي أشهد أن محمدا رسول الله فيقولها المسلمون أجمعون و يخرس عنها اليهود و النصارى و سائر المشركين ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة فإذا النداء من قبل الله عز و جل لا بل قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ فتقول الملائكة الذين قالوا سوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد ص بالنبوة لما يقفون يا ربنا فإذا النداء من قبل الله قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عن ولاية علي بن أبي طالب و آل محمد و ساق الحديث إلى آخر ما مر في باب أحوال المتقين و المجرمين
تذنيب اعلم أن الحساب حق نطقت به الآيات المتكاثرة و الأحاديث المتواترة فيجب الاعتقاد به و أما ما يحاسب العبد به و يسأل عنه فقد اختلف فيه الأخبار فمنها ما يدل على عدم السؤال عما تصرف فيه من الحلال و في بعضها لحلالها حساب و لحرامها عقاب و يمكن الجمع بينهما بحمل الأولى على المؤمنين و الأخرى على غيرهم أو الأولى على الأمور الضرورية كالمأكل و الملبس و المسكن و المنكح و الأخرى على ما زاد على الضرورة كجمع الأموال زائدا على ما يحتاج إليه أو صرفها فيما لا يدعوه إليه ضرورة و لا يستحسن شرعا و يؤيده بعض الأخبار كما عرفت. و أما حشر الحيوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة و العامة على اختلاف منهم في كيفيته و قد مر بعض القول فيه في الأبواب السالفة. و قال الرازي في تفسير قوله تعالى وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال قتادة يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص و قالت المعتزلة إن الله تعالى يحشر الحيوانات كلها في ذلك اليوم ليعوضها على آلامها التي وصلت إليها في الدنيا بالموت و القتل و غير ذلك فإذا عوضت عن تلك الآلام فإن شاء الله أن يبقي بعضها في الجنة إذا كان مستحسنا فعل و إن شاء أن يفنيه أفناه على ما جاء به الخبر و أما أصحابنا فعندهم أنه لا يجب على الله شيء بحكم الاستحقاق و لكن الله تعالى يحشر الوحوش كلها فيقتص للجماء من القرناء ثم يقال لها موتي فتموت انتهى. أقول الأخبار الدالة على حشرها عموما و خصوصا و كون بعضها مما يكون في الجنة كثيرة سيأتي بعضها في باب الجنة و قد مر بعضها في باب الركبان يوم القيامة و غيره كقولهم ع في مانع الزكاة تنهشه كل ذات ناب بنابها و يطؤه كل ذات ظلف بظلفها.
و روى الصدوق في الفقيه بإسناده عن السكوني بإسناده أن النبي ص أبصر ناقة معقولة و عليها جهازها فقال أين صاحبها مروه فليستعد غدا للخصومة
و روي فيه أيضا عن الصادق ع أنه قال أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة
و روي سبع سنين و قد روي عن النبي ص استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط
و روي أن خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة
51- كتاب زيد النرسي، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة و المؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه قلت و ما يخاصر قال فوضع يده على خاصرته فقال هكذا يناجي الرجل منا أخاه في الأمر يسره إليه
بيان الكلام مسوق على الاستعارة أي يسر إليه و لا يطلع على ذنوبه غيره كأنه يخاصره و الأخبار من هذا الباب كثيرة في سائر الأبواب