الآيات آل عمران وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ و قال تعالى وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصَّابِرِينَ و قال تعالى وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ و قال تعالى لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ المائدة وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ الأنعام وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ الأعراف وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ الأنفال وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً و قال تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ التوبة أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ و قال تعالى أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَوَ لا هُمْ يَذَّكَّرُونَ هود لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا الكهف إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا طه وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً و قال تعالى قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ إلى قوله يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ و قال تعالى لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ الأنبياء وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ و قال وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ الحج لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ الفرقان وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصِيراً النمل بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ العنكبوت الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ الأحزاب هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً الصافات إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ص وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَ أَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ الزمر فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ المؤمن فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ الدخان وَ لَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ و قال تعالى وَ آتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ محمد وَ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَ لكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ و قال تعالى وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ القمر إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ الممتحنة رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا الملك الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا القلم إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ و قال تعالى فَذَرْنِي وَ مَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ الجن لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ المدثر وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا الطارق إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُكَيْداً تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا أي يعلمهم متميزين بالإيمان و إذا كان الله تعالى يعلمهم قبل إظهارهم الإيمان كما يعلمهم بعده فإنما يعلم قبل الإظهار أنهم سيتميزون فإذا أظهروه علمهم متميزين و يكون التغير حاصلا في المعلوم لا في العالم كما أن أحدنا يعلم الغد قبل مجيئه على معنى أنه سيجيء فإذا جاء علمه جائيا و علمه يوما لا غدا و إذا انقضى فإنما يعلمه أمس لا يوما و لا غدا و يكون التغيير واقعا في المعلوم لا في العالم و قيل معناه و ليعلم أولياء الله و إنما أضاف إلى نفسه تفخيما و قيل معناه و ليظهر المعلوم من صبر من يصبر و جزع من يجزع و إيمان من يؤمن و قيل ليظهر المعلوم من النفاق و الإخلاص و معناه ليعلم الله المؤمن من المنافق فاستغنى بذكر أحدهما عن الآخر وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ أي ليكرم بالشهادة من قتل يوم أحد أو يتخذ منكم شهودا على الناس بما يكون منهم من العصيان و أصل التمحيص التخليص و المحق إفناء الشيء حالا بعد حال أي ليبتلي الله الذين آمنوا و ليخلصهم
من الذنوب أو ينجيهم من الذنوب بالابتلاء و يهلك الكافرين بالذنوب عند الابتلاء و قال وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ أي ليختبر ما فيها بأعمالكم لأنه قد علمه غيبا فيعلمه شهادة لأن المجازات إنما تقع على ما يعلمه مشاهدة و قيل معناه ليعاملكم معاملة المختبرين وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ أي ليكشفه و يميزه أو يخلصه من الوساوس و قال لتبلون أي لتوقع عليكم المحن و تلحقكم الشدائد في أموالكم بذهابها و نقصانها و في أنفسكم أيها المؤمنون بالقتل و المصائب. و قال البيضاوي أَمْ حَسِبْتُمْ خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال أو المنافقين أَنْ تُتْرَكُوا و لم يتبين الخلص منكم و هم الذين جاهدوا من غيرهم نفي العلم و إرادة نفي المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه وَلِيجَةً بطانة يوالونهم و يفشون إليهم أسرارهم. و قال في قوله تعالى يُفْتَنُونَ أي يبتلون بأصناف البليات أو بالجهاد مع رسول الله ص فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً أي اختبرناك اختبارا و في قوله تعالى فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ أي امتحناهم و شددنا عليهم التكليف بما حدث فيهم من أمر العجل فألزمناهم عند ذلك النظر ليعلموا أنه ليس بإله فأضاف الضلال إلى السامري و الفتنة إلى نفسه. و في قوله تعالى وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ أي نعاملكم معاملة المختبر بالفقر و الغنى و بالضراء و السراء و بالشدة و الرخاء.
و روي عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع مرض فعاده إخوانه فقال كيف نجدك يا أمير المؤمنين قال بشر قالوا ما هذا كلام مثلك فقال إن الله يقول وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً فالخير الصحة و الغنى و الشر المرض و الفقر
فِتْنَةً أي ابتلاء و اختبارا و شدة تعبد. و قال في قوله تعالى إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ أي ما آذنتكم به اختبار لكم و شدة تكليف ليظهر صنيعكم و قيل هذه الدنيا فِتْنَةٌ لَكُمْ و قيل تأخير العذاب محنة و اختبار لكم لترجعوا عما أنتم عليه وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ أي تتمتعون به إلى وقت انقضاء آجالكم. و قال في قوله تعالى وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أي امتحانا و ابتلاء و هو افتنان الفقير بالغني يقول لو شاء الله لجعلني مثله غنيا و الأعمى بالبصير و السقيم بالصحيح. و قال في قوله تعالى وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ أي أ ظن الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا إنا مؤمنون فقط و يقتصر منهم على هذا القدر و لا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانهم هذا لا يكون. و قيل معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم و أموالهم و هو المروي عن أبي عبد الله ع و يكون المعنى و لا يشدد عليهمالتكليف و التعبد و لا يؤمرون و لا ينهون. و قيل معناه و لا يصابون بشدائد الدنيا و مصائبها أي أنها لا تندفع بقولهم آمنا و قال الحسن معناه أ حسبوا أن يتركوا أن يقولوا لا إله إلا الله و لا يختبروا أ صدقوا أم كذبوا يعني أن مجرد الإقرار لا يكفي و الأولى حمله على الجميع إذ لا تنافي فإن المؤمن يكلف بعد الإيمان بالشرائع و يمتحن في النفس و المال و يمنى بالشدائد و الهموم و المكاره فينبغي أن يوطن نفسه على هذه الفتنة ليكون الأمر أيسر عليه إذا نزل به. و قال في قوله تعالى عَلى عِلْمٍ أي إنما أوتيته بعلمي و جلدي و حيلتي أو على خير عمله الله عندي أو على علم يرضاه عني فلذلك آتاني ما آتاني من النعم ثم قال ليس الأمر على ما يقولون بل هي فتنة أي بلية و اختبار يبتليه الله بها فيظهر كيف شكره أو صبره في مقابلتها فيجازيه بحسبها. و قيل معناه هذه النعمة فتنة أي عذاب لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم و قيل معناه هذه المقالة التي قالوها فتنة لهم لأنهم يعاقبون عليها و قال في قوله تعالى سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ أي إلى الهلكة حتى يقعوا فيه بغتة. و قيل يجوز أن يريد عذاب الآخرة أي نقربهم إليه درجة درجة حتى يقعوا فيه. و قيل هو من المدرجة و هي الطريق و درج إذا مشى سريعا أي سنأخذهم من حيث لا يعلمون أي طريق سلكوا فإن الطريق كلها إلي و مرجع الجميع إلي و لا يغلبني غالب و لا يسبقني سابق و لا يفوتني هارب. و قيل إنه من الدرج أي سنطويهم في الهلاك و نرفعهم عن وجه الأرض يقال طويت فلانا و طويت أمر فلان إذا تركته و هجرته و قيل معناه كلما جددوا خطيئة جددنا لهم نعمة.
و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج
و لا يصح قول من قال إن معناه يستدرجهم إلى الكفر و الضلال لأن الآية وردت في الكفار و تضمنت أنه يستدرجهم في المستقبل فإن السين يختص المستقبل و لأنه جعل الاستدراج جزاء على كفرهم و عقوبة فلا بد أن يريد معنى آخر غير الكفر. و قوله وَ أُمْلِي لَهُمْ معناه و أمهلهم و لا أعاجلهم بالعقوبة فإنهم لا يفوتوني و لا يفوتني عذابهم إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أي عذابي قوي منيع لا يدفعه دافع و سماه كيدا لنزوله بهم من حيث لا يشعرون و قيل أراد أن جزاء كيدهم متين و قال إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً أي يحتالون في الإيقاع بك و بمن معك و يريدون إطفاء نورك وَ أَكِيدُ كَيْداً أي أريد أمرا آخر على ضد ما يريدون و أدبر ما ينقض تدابيرهم فسماه كيدا من حيث يخفى عليهم
-1 شي، ]تفسير العياشي[ عن الوشاء بإسناد له يرسله إلى أبي عبد الله ع قال و الله لتمحصن و الله لتميزن و الله لتغربلن حتى لا يبقى منكم إلا الأندر قلت و ما الأندر قال البيدر و هو أن يدخل الرجل قبة الطعام يطين عليه ثم يخرجه و قد تأكل بعضه فلا يزال ينقيه ثم يكن عليه يخرجه حتى يفعل ذلك ثلاث مرات حتى يبقى ما لا يضره شيء
بيان قال الفيروزآبادي الأندر البيدر أو كدس القمح
2- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع عن قوله رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قال لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا
3- كش، ]رجال الكشي[ خلف بن حمار عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن الحسين بن الحسن قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إني تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك قال ذلك شر له قلت ما أعجب ما أسمع منك جعلت فداك قال أعجب من ذلك إبليس كان في جوار الله عز و جل في القرب منه فأمره فأبى و تعزز و كان من الكافرين فأملى الله له و الله ما عذب الله بشيء أشد من الإملاء و الله يا حسين ما عذبهم الله بشيء أشد من الإملاء
4- يد، ]التوحيد[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن محمد بن السندي عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال ما من قبض و لا بسط إلا و لله فيه المن أو الابتلاء
5- يد، ]التوحيد[ عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن يونس عن الطيار عن أبي عبد الله ع قال ما من قبض و لا بسط إلا و لله فيه مشية و قضاء و ابتلاء
سن، ]المحاسن[ أبي عن يونس مثله بيان لعل القبض و البسط في الأرزاق بالتوسيع و التقتير و في النفوس بالسرور و الحزن و في الأبدان بالصحة و الألم و في الأعمال بتوفيق الإقبال إليه و عدمه و في الأخلاق بالتحلية و عدمها و في الدعاء بالإجابة له و عدمها و في الأحكام بالرخصة في بعضها و النهي عن بعضها
6- يد، ]التوحيد[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن فضالة عن الطيار عن أبي عبد الله ع قال له ليس شيء فيه قبض أو بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا و فيه من الله ابتلاء و قضاء
7- سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد الله ع قال ليس للعبد قبض و لا بسط مما أمر الله به أو نهى الله عنه إلا و من الله فيه ابتلاء
8- سن، ]المحاسن[ محمد بن سنان عن ابن مسكان و إسحاق بن عمار معا عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر ع قال إن فيما ناجى الله به موسى ع أن قال يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه فأوحى الله تبارك و تعالى إليه أن تلك فتنتي فلا تفصحن عنها
بيان أي لا تظهرنها لأحد فإن عقولهم قاصرة عن فهمها
9- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قال أبو عبد الله ع إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة و يذكره الاستغفار و إذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار و يتمادى بها و هو قول الله عز و جل سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ بالنعم عند المعاصي
10- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بعض أصحابه قال سئل أبو عبد الله ع عن الاستدراج قال هو العبد يذنب الذنب فيملي له و يجدد له عنده النعم فيلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم
11- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ قال هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب
12- كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن يعقوب السراج و علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب بخطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ص و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و ليسبقن سباقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و الله ما كتمت وسمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم
بيان لتبلبلن أي لتخلطن من تبلبلت الألسن أي اختلطت أو من البلابل و هي الهموم و الأحزان و وسوسة الصدر و لتغربلن يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل الدقيق و يجوز أن يكون من غربلت اللحم أي قطعته فعلى الأول يحتمل معنيين أحدهما الاختلاط كما أن في غربلة الدقيق يختلط بعضه ببعض و الثاني أن يريد بذلك أن يستخلص الصالح منكم من الفاسد و يتميز كما يمتاز الدقيق عند الغربلة من النخالة. قوله ع حتى يعود أسفلكم أعلاكم أي يصير عزيزكم ذليلا و ذليلكم عزيزا أو صالحكم فاجرا و فاجركم صالحا و مؤمنكم كافرا و كافركم مؤمنا و في النهج لتساطن سوط القدر حتى يعود و هو أظهر يقال ساط القدر إذا قلب ما فيها من طعام بالمسوط و أداره و المسوط خشبة يحرك بها ما فيها ليخلط. قوله ع و ليسبقن سباقون يعني ع به قوما قصروا في أول الأمر في نصرته ثم نصروه في ذلك الوقت و بالفقرة الثانية قوما سعوا إلى بيعته و بادروا إلى نصرته في أول الأمر ثم خذلوه و نكثوا بيعته كطلحة و الزبير. قوله ع ما كتمت وسمة و في بعض النسخ بالشين المعجمة و هو الأظهر قال الجزري في حديث علي و الله ما كتمت وشمة أي كلمة و في بعض النسخ بالسين المهملة فهو بمعنى العلامة أي ما سترت علامة تدل على سبيل الحق و لكن عميتم عنها و لا يخفى لطف انضمام الكتم بالوسمة إذ الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به
13- كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسين بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال نفر يسير قلت و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير قال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يستخرج في الغربال خلق كثير
14- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ ثم قال لي ما الفتنة قلت جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين فقال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب
15- كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور الصيقل عن أبيه قال كنت أنا و الحارث بن المغيرة و جماعة من أصحابنا جلوسا و أبو عبد الله ع يسمع كلامنا فقال لنا في أي شيء أنتم هيهات هيهات لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس لا و الله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد
16- نهج، ]نهج البلاغة[ أيها الناس إن الله تعالى قد أعاذكم من أن يجور عليكم و لم يعذكم من أن يبتليكم و قد قال جل من قائل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
17- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع كم من مستدرج بالإحسان إليه و مغرور بالستر عليه و مفتون بحسن القول فيه و ما ابتلى الله سبحانه أحدا بمثل الإملاء
18- و قال ع أيها الناس ليركم الله من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد آمن مخوفا و من ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختيارا فقد ضيع مأمولا
أقول سيأتي الآيات و الأخبار في الإملاء و الإمهال و الاستدراج في كتاب الإيمان و الكفر