الآيات الأنعام قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و قال تعالى وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ الجاثية فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
1- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع في خطبة له انتفعوا ببيان الله و اتعظوا بمواعظ الله و اقبلوا نصيحة الله فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية و أخذ عليكم الحجة و بين لكم محابه من الأعمال و مكارهه منها لتبتغوا هذه و تجتنبوا هذه
2- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن سمع أبا عبد الله ع يقول كثيرا
علم المحجة واضح لمريده و أرى القلوب عن المحجة في عمىو لقد عجبت لهالك و نجاته موجودة و لقد عجبت لمن نجا
بيان العجب من الهلاك لكثرة بواعث الهداية و وضوح الحجة و العجب من النجاة لندورها و كثرة الهالكين و كل أمر نادر مما يتعجب منه
3- قبس، ]قبس المصباح[ أخبرني جماعة من مشايخي الذين قرأت عليهم منهم الشريف المرشد أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري و الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي و الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي النجاشي ببغداد و الشيخ الزكي أبو الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني بقزوين قالوا جميعا أخبرنا الشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه يوم السبت الثالث من شهر رمضان المعظم سنة عشر و أربعمائة قال أخبرني الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رضي الله عنه قال حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني أبي قال حدثني هارون بن مسلم قال حدثني مسعدة بن زياد قال سمعت جعفر بن محمد ع و قد سئل عن قوله تبارك و تعالى قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ قال إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد أ كنت عالما فإن قال نعم قال أ فلا عملت بما علمت و إن قال كنت جاهلا قال له أ فلا تعلمت فتلك الحجة البالغة لله تعالى
-4 يج، ]الخرائج و الجرائح[ قال أبو القاسم الهروي خرج توقيع من أبي محمد ع إلى بعض بني أسباط قال كتبت إلى أبي محمد أخبره من اختلاف الموالي و أسأله بإظهار دليل فكتب إنما خاطب الله العاقل و ليس أحد يأتي بآية و يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين ص فقالوا كاهن و ساحر و كذاب و هدى من اهتدى غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس و ذلك أن الله يأذن لنا فنتكلم و يمنع فنصمت و لو أحب الله أن لا يظهر حقنا ما ظهر بعث الله النبيين مبشرين و منذرين يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة و ينطقون في أوقات ليقضي الله أمره و ينفذ حكمه و الناس على طبقات مختلفين شتى فالمستبصر على سبيل نجاة متمسك بالحق فيتعلق بفرع أصيل غير شاك و لا مرتاب لا يجد عني ملجأ و طبقة لم يأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه و يسكن عند سكونه و طبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق و دفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم فدع من ذهب يمينا و شمالا كالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي ذكرت ما اختلف فيه موالي فإذا كانت الوصية و الكبر فلا ريب و من جلس بمجالس الحكم فهو أولى بالحكم أحسن رعاية من استرعيت فإياك و الإذاعة و طلب الرئاسة فإنهما تدعوان إلى الهلكة ذكرت شخوصك إلى فارس فاشخص عافاك الله خار الله لك و تدخل مصر إن شاء الله آمنا فأقرئ من تثق به من موالي السلام و مرهم بتقوى الله العظيم و أداء الأمانة و أعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا فلما قرأت و تدخل مصر لم أعرف له معنى و قدمت بغداد و عزيمتي الخروج إلى فارس فلم يتهيأ لي الخروج إلى فارس و خرجت إلى مصر
بيان لعل قوله ع و ذلك أن الله تعليل لما يفهم من كلامه ع من الآباء عن إظهار الدليل و الحجة و المعجزة و قوله ع و لو أحب الله لعل المراد أنه لو أمرنا ربنا بأن لا نظهر دعوى الإمامة أصلا لما أظهرنا ثم بين ع الفرق بين النبي و الإمام في ذلك بأن النبي إنما يبعث في حال اضمحلال الدين و خفاء الحجة فيلزمه أن يصدع بالحق على أي حال فلما ظهر للناس سبيلهم و تمت الحجة عليهم لم يلزم الإمام أن يظهر المعجزة و يصدع بالحق في كل حال بل يظهره حينا و يتقي حينا على حسب ما يؤمر قوله ع كالراعي أي نحن كالراعي إذا أردنا جمعهم و أمرنا بذلك جمعناهم بأدنى سعي قوله ع فإذا كانت الوصية و الكبر فلا ريب أي بعد أن أوصى أبي إلي و كوني أكبر أولاد أبي لا يبقى ريب في إمامتي و قوله ع و من جلس مجالس الحكم لعله تقية منه ع أي الخليفة أولى بالحكم أو المراد أنه أولى بالحكم عند الناس و يحتمل أن يكون المراد بالجلوس في مجالس الحكم بيان الأحكام للناس أي من بين الأحكام للناس من غير خطاء فهو أولى بالحكم و الإمامة فيكون الغرض إظهار حجة أخرى على إمامته صلوات الله عليه