باب 10- حق العالم

الآيات الكهف قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً إلى قوله تعالى إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً أقول يظهر من كيفية معاشرة موسى ع مع هذا العالم الرباني و تعلمه منه أحكام كثيرة من آداب التعليم و التعلم من متابعة العالم و ملازمته لطلب العلم و كيفية  طلبه منه هذا الأمر مقرونا بغاية الأدب مع كونه ع من أولي العزم من الرسل و عدم تكليفه أن يعلمه جميع علمه بل قال مِمَّا عُلِّمْتَ و تأديب المعلم للمتعلم و أخذ العهد منه أولا و عدم معصية المتعلم للمعلم و عدم المبادرة إلى إنكار ما يراه من المعلم و الصبر على ما لم يحط علمه به من ذلك و عدم المبادرة بالسؤال في الأمور الغامضة و عفو العالم عن زلة المتعلم في قوله لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَ لا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتدبر

 1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن زياد الأزدي عن أبان و غيره عن أبي عبد الله ع قال إني لأرحم ثلاثة و حق لهم أن يرحموا عزيز أصابته مذلة بعد العز و غني أصابته حاجة بعد الغنى و عالم يستخف به أهله و الجهلة

 ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عنه ع مثله

 2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن الحميري عن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله الصادق ع يقول اطلبوا العلم و تزينوا معه بالحلم و الوقار و تواضعوا لمن تعلمونه العلم و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم و لا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم

 3-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن آبائه ع أن النبي ص قال ارحموا عزيزا ذل و غنيا افتقر و عالما ضاع في زمان جهال

 4-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن أحمد بن موسى بن عمر عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة يشكون إلى الله عز و جل مسجد خراب لا يصلي فيه أهله و عالم بين جهال و مصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه

 5-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن مسعر بن علي بن زياد المقري عن جرير بن أحمد بن مالك الإيادي قال سمعت العباس بن المأمون يقول قال لي علي بن  موسى الرضا ع ثلاثة موكل بها ثلاثة تحامل الأيام على ذوي الأدوات الكاملة و استيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته و معاداة العوام على أهل المعرفة

 بيان قال الفيروزآبادي تحامل عليه كلفه ما لا يطيقه و الأدوات الكاملة كالعقل و العلم و السخاء من الكمالات التي هي وسائل السعادات أو الأعم منها و مما هو من الكمالات الدنيوية كالمناصب و الأموال أي يحمل الأيام و أهلها عليهم فوق طاقتهم و يلتمسون منهم من ذلك ما لا يطيقون و يحتمل أن يكون المراد جور الناس على أهل الحق و مغلوبيتهم

 6-  ضه، ]روضة الواعظين[ ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ سيجي‏ء في خبر الحقوق عن علي بن الحسين ع و حق سائسك بالعلم التعظيم له و التوقير لمجلسه و حسن الاستماع إليه و الإقبال عليه و أن لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب أحدا يسأله عن شي‏ء حتى يكون هو الذي يجيب و لا تحدث في مجلسه أحدا و لا تغتاب عنده أحدا و أن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء و أن تستر عيوبه و تظهر مناقبه و لا تجالس له عدوا و لا تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته و تعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس

 7-  ل، ]الخصال[ مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها

 8-  ل، ]الخصال[ علي بن عبد الله الأسواري عن أحمد بن محمد بن قيس عن أبي يعقوب عن علي بن خشرم عن عيسى عن أبي عبيدة عن محمد بن كعب قال قال رسول الله ص إنما الخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال أن يتأولوا القرآن على غير تأويله أو يتبعوا زلة العالم أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا و يبطروا و سأنبئكم المخرج من ذلك أما القرآن فاعملوا بمحكمه و آمنوا بمتشابهه و أما العالم فانتظروا فيئه و لا تتبعوا زلته و أما المال فإن المخرج منه شكر النعمة و أداء حقه

   -9  سن، ]المحاسن[ أبي عن سليمان الجعفري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع يقول إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال و لا تجر بثوبه و إذا دخلت عليه و عنده قوم فسلم عليهم جميعا و خصه بالتحية دونهم و اجلس بين يديه و لا تجلس خلفه و لا تغمز بعينيك و لا تشر بيدك و لا تكثر من قول قال فلان و قال فلان خلافا لقوله و لا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها شي‏ء و العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شي‏ء إلى يوم القيامة

 بيان قوله ع و لا تجر بثوبه كناية عن الإبرام في السؤال و المنع عن قيامه عند تبرمه

 10-  سن، ]المحاسن[ أبي عن سعدان عن عبد الرحيم بن مسلم عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع من قام من مجلسه تعظيما لرجل قال مكروه إلا لرجل في الدين

 11-  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين ع إذا جلست إلى العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول و تعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن القول و لا تقطع على حديثه

 12-  شا، ]الإرشاد[ روى حارث الأعور قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول من حق العالم أن لا يكثر عليه السؤال و لا يعنت في الجواب و لا يلح عليه إذا كسل و لا يؤخذ بثوبه إذا نهض و لا يشار إليه بيد في حاجة و لا يفشى له سر و لا يغتاب عنده أحد و يعظم كما حفظ أمر الله و يجلس المتعلم أمامه و لا يعرض من طول صحبته و إذا جاءه طالب علم و غيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام و خصه بالتحية و ليحفظ شاهدا و غائبا و ليعرف له حقه فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله  فإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه و طالب العلم يستغفر له كل الملائكة و يدعو له من في السماء و الأرض

 13-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال الصادق ع من أكرم فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة و هو عنه راض و من أهان فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة و هو عليه غضبان

 14-  و روي عن النبي ص أنه قال من علم شخصا مسألة فقد ملك رقبته فقيل له يا رسول الله أ يبيعه فقال لا و لكن يأمره و ينهاه

 15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن محمد بن معقل عن محمد بن الحسن بن بنت إلياس عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص غريبان كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها فإنه لا حكيم إلا ذو عثرة و لا سفيه إلا ذو تجربة

 16-  الدرة الباهرة، قال النبي ص ارحموا عزيز قوم ذل و غني قوم افتقر و عالما تتلاعب به الجهال

 17-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع لا تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك و بلاغة قولك على من سددك

 بيان الذرابة حدة اللسان و الذرب محركة فساد اللسان و الغرض رعاية حق المعلم و ما ذكره ابن أبي الحديد من أن المراد بمن أنطقه و من سدده هو الله سبحانه فلا يخفى بعده

 18-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع لا تحقرن عبدا آتاه الله علما فإن الله لم يحقره حين آتاه إياه

 19-  عدة، ]عدة الداعي[ روى عبد الله بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده ع أنه قال إن من حق المعلم على المتعلم أن لا يكثر السؤال عليه و لا يسبقه في الجواب و لا يلح عليه إذا أعرض و لا يأخذ بثوبه إذا كسل و لا يشير إليه بيده و لا يغمزه بعينه و لا  يشاور في مجلسه و لا يطلب وراءه و أن لا يقول قال فلان خلاف قوله و لا يفشي له سرا و لا يغتاب عنده و أن يحفظه شاهدا و غائبا و يعم القوم بالسلام و يخصه بالتحية و يجلس بين يديه و إن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته و لا يمل من طول صحبته فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليه منها منفعة و العالم بمنزلة الصائم المجاهد في سبيل الله و إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تنسد إلى يوم القيامة و إن طالب العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء

 و قال ابن عباس ذللت طالبا فعززت مطلوبا

 20-  و عن النبي ص ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم